بدء اجتماعات صندوق النقد والبنك الدوليين وسط مطالب بالإصلاحات اسطنبول: بدأت اليوم في مدينة اسطنبول التركية أعمال الاجتماعات السنوية لصندوق النقد والبنك الدوليين بعد جولة من المشاورات الثنائية والمتعددة التي أجرها مسئولو المؤسستين مع وفود الدول المشاركة من القطاعين العام والخاص عشية الاجتماعات الرسمية. وقد انضم مسئولون رفيعوا المستوى حاليين وسابقيين من واضعي السياسات الاقتصادية إلى آراء الخبراء والمصرفيين المطالبة بمزيد من الإصلاحات الجذرية في صندوق النقد وبصورة تفوق تلك التي تم الاتفاق عليها خلال فعاليات قمة مجموعة العشرين في مدينة بيتسبرج. ودعا مسئولون في ذلك الصدد إلى أهمية إنهاء العمل بحق النقض "الفيتو" الذي تحظى به الولاياتالمتحدة في الصندوق مع إجراء تعديل دوري في حصص التصويت وبصورة تعكس التحولات في الثقل الاقتصادي للدول الأعضاء. وتضمنت التعديلات المقترحة خفض أعداد المديرين الأوروبية في مجلس إدارة الصندوق من ثمانية إلى أربعة مديرين على الأكثر، كما طالب المسئولون الاقتصاديون والخبراء، مدير عام صندوق النقد الدولي بوضع آلية لإطلاق تحذيرات رسمية إلى الدول وذلك في حال قلق القائمين على الصندوق إزاء الوضع المالي والاقتصادي في تلك الدول. وطالبوا كما أشار تقريرا أوردته صحيفة ال "فايناشيال تايمز" عبر موقعها الاليكتروني بضرورة قيام صندوق النقد الدولي بإجراء متابعة دورية للتحديات المالية والاقتصادية المحتملة إلى جانب مراجعة تطورات القطاع المالي في جميع الدول الأعضاء مع متابعة المشاكل القائمة أو المتوقع أن تتعرض لها أحد الدول. وقد أكد محافظ البنك المركزي المكسيكي أن منح 5% على الأقل من حصص التصويت في صندوق النقد إلى الدول ذات الاقتصاديات الناشئة وذلك كما تم الاتفاق خلال قمة مجموعة العشرين يمثل خطوة في الاتجاه الصحيح ولكنه أقل مما هو مطلوب لتأكيد شرعية صندوق النقد وفاعلية دوره. وذكرت مصادر تركية رسمية أن الاجتماع ، الذي يستمر لمدة يومين، يعد واحداً من أهم اجتماعات المحافل الاقتصادية العالمية يتم فيه تناول ثلاثة مواضيع رئيسية في مقدمتها الإجراءات اللازمة لتخطي الأزمة المالية الراهنة ومستقبل النظام المالي العالمي وإصلاحات صندوق النقد الدولي، وفقا لما أوردته وكالة الأنباء الكويتية (كونا). وزير الخزانة الامريكي تيموثي جايتنر وفي هذا الصدد صرح وزير الخزانة الأمريكي تيموثي جايثنر على هامش الاجتماعات بأنه يتعين على صندوق النقد الدولي تسريع الإصلاح به من اجل إعطاء الاقتصاديات الصاعدة مزيدا من التمثيل في المنظمة مشيرا إلى ضرورة وجود هيكل إداري أكثر تمثيلا واستجابة ومسئولية من اجل تعزيز شرعية الصندوق. وأضاف جايثنر إننا ندعو صندوق النقد الدولي إلى تسهيل هذه العملية من خلال تقديم سيناريوهات حول كيفية تطبيق التغيير في حصص الدول النامية في القريب العاجل. ووفقا لما أوردته صحيفة "القبس" الكويتية سيتم على هامش هذه الاجتماعات استعراض مجموعة من تقارير صندوق النقد والبنك الدوليين ومن بينها تقرير عن الاستقرار المالي في العالم لخوسيه فينيالس كبير الخبراء الماليين ورئيس إدارة الأسواق النقدية والرأسمالية في صندوق النقد الدولي. كما سيتم بحث تقرير آفاق الاقتصاد العالمي لاوليفر بلانكارد كبير الخبراء الاقتصاديين ومدير إدارة البحوث في صندوق النقد الدولي، وتقرير حول التنمية في العالم وتغير المناخ وتقرير آفاق الاقتصاد في آسيا والمحيط الهادئ لانوب سينغ مدير إدارة آسيا والمحيط الهادئ في صندوق النقد الدولي. وتتضمن اجتماعات اسطنبول حلقات نقاشية من بينها حلقة حول صندوق النقد الدولي والسياسات التجارية الحمائية لسوزان شادلر من مكتب التقييم المستقل بصندوق النقد الدولي إلى جانب حلقة نقاشية حول الانتعاش الاقتصادي في اليابان. وتستعد تركيا وتحديدا عاصمتها الاقتصادية اسطنبول لهذه الاجتماعات منذ حوالي 3 سنوات وقت وقع عليها الاختيار لاستضافتها بعد منافسة مع عدة دول أخرى تقدمت بطلب الاستفادة، وكان ذلك في الاجتماع الأخير الذي عقد خارج واشنطن في سنغافورة عام 2006، ومن المقرر أن تستضيفه مصر عام 2012. وتعد الاجتماعات السنوية بمثابة منتدى للتعاون الدولي بين كل من البنك الدولي وصندوق النقد الدولي لتمكين البنك والصندوق من تقديم أفضل الخدمات للبلدان الأعضاء، ومن المقرر أيضاً أن يتم على هامش الاجتماع عقد العديد من الندوات وتنظيم لقاءات بين ممثلي منظمات المجتمع المدنية وشركات عالمية من القطاعين العام والخاص.