تورط مستشار وصديق توني بلير في قضية فساد أمام القضاء الأمريكي محيط – زينب مكي في الوقت الذي يجري السجال على أشده حول قضايا الفساد في بريطانيا، ذكرت مصادر إعلامية غربية أن القضاء الأمريكي ينظر في تحقيق إجرامي بتهمة الرشوة والفساد يتورط فيه رجل أعمال وملياردير صديق لرئيس الوزراء السابق توني بلير ووزير التجارة اللورد بيتر ماندلسون، وهو أيضا عضو في اللجنة الاستشارية لبرنامج الكويت التنموي، برنامج الحوكمة والعولمة في دول الخليج الممول من قبل مؤسسة الكويت للتقدم العلمي". وبعد سنة واحدة خارج السلطة تحول توني بلير من رئيس وزراء يبدو مفرطا في النزاهة، إلى "رئيس وزراء سابق" يفرط في جمع الأموال من مؤسسات مصالح وحكومات على صلة بالحرب ضد العراق. ونقلت صحيفة "دايلي تلغراف" عن مصادر مطلعة أن الشركة الاستشارية الخاصة التي أسسها بلير الشهر الماضي، وقعت مع الحكومة الكويتية، التي كانت أول عملائها، صفقة مليونية لتأمين الاستشارة المتواصلة من رئيس الوزراء السابق للحكومة الكويتية. وكان رئيس الوزراء البريطاني السابق وممثل اللجنة الرباعية للشرق الأوسط طوني بلير تحول الى مستشار دولي، وعليه فقد أسس الشهر الماضي هيئة استشارية للشؤون السياسية والاقتصادية تحمل اسمه "طوني بلير اشوسييتس"، بعد حصوله على موافقة لجنة الاستشارة البريطانية حول التعيينات في مجال الأعمال. ويواجه أحد أعضاء فريق طوني بلير فيكتور دحدله من مواليد الأردن ويعيش في لندن، القضاء الأمريكي بتهمة الاحتيال ضد شركة بحرينية، حيث خرج هذا الادعاء من نزاع تجاري يسمى "حرب الألمنيوم" بين الشركة الأمير كية «الكوا» Alcao، إحدى اكبر شركات التعدين في العالم وشركة ألمنيوم البحرين (البا). البحرين المالكة لشركة ألبا ادعت أن فيكتور تصرف بصفته وكيلا لشركة البا في التعاملات التي وصفت على أنها رشاوى مقدمة من المسئولين البحرينيين، وهو ادعاء ينفيه فيكتور. فيكتور دحدلة يملك الجنسية الكندية أيضا، وهو رئيس غرفة التجارة الكندية البريطانية في لندن، المكان الذي أولم فيه الكثير لماندلسون وبلير وألن جونسون. وفي احد خطابات ماندلسون في عام 2006 وصف فيها دحدلة قائلا: "دحدلة صديقي هو دينامو تجاري وشخصية ذات قلب كبير في شخص واحد". ومن بضعة أسابيع، أكد صديق مقرب من دحدلة قوة العلاقة التي تجمع بلير وماندلسون بدحدلة قائلا: "يمكنه التقاط الهاتف والتحدث إليهم في أي وقت إذا أراد". وفي القضية المحفوظة في سجلات المحكمة المدنية في أميركا خلال شهر فبراير، يقال ان شركة "الكوا" سهلت عبور رشاوى إلى مسئولين. وتزعم المستندات أن هناك زيادة في السعر لتغطية تكلفة الرشاوى. كما تزعم الوثائق أن شركات دحدلة حصلت على أموال من ألبا بطريقة غير مشروعة، في الوقت الذي كانت تعلم فيه أن حصة من هذه الأموال سوف تعطى إلى مسؤول حكومي. وفي اتصال أجرته مجلة التايمز مع ماندلسون، أكد معرفته بدحدلة لكنه نفى أن يكون صديقا له، في الوقت الذي لم يجب بلير عن السؤال. يذكر أن دحدلة يملك منزلين و3.75 ملايين جنيه إسترليني، وتبرع أخيرا بمبلغ 15 ألف جنيه إسترليني إلى معهد أبحاث السياسات العامة، كما منحت جمعيته أكثر من مليون جنيه إسترليني إلى كلية لندن الاقتصادية، وهو يعتبر بمنزلة محافظ لبورصة لندن.