محيط: توقع مصدر مسئول بمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" أن تتخذ المنظمة في اجتماعها الطارئ يوم الجمعة القادم بخفض حاد في مستوى الإنتاج يتراوح ما بين المليون برميل والمليون ونصف المليون برميل في اليوم وذلك اعتباراً من أول شهر نوفمبر المقبل. وأوضح المصدر المسؤول في "أوبك" والذي طلب عدم ذكر اسمه أن المنظمة وجدت نفسها مضطرة إلى اللجوء لخيار التخفيض الحاد في الإنتاج وذلك في إطار مبادرة تهدف إلى وقف المزيد من التدهور في أسعار النفط التي تراجعت وبشكل حاد خلال الأسبوعين الماضيين. وكانت سلة خامات أوبك انخفضت إلى أدنى مستوى لها عند أقفال البورصات العالمية المعنية بترتيب عقود النفط مساء أمس وهو 63.34 دولار للبرميل الواحد مقارنةً بانخفاض تجاوز الخمسة دولارات للبرميل الواحد عن اليوم السابق حسب النشرة التي وزعتها الأمانة العامة للمنظمة. وأشار المصدر المسؤول كما ورد في وكالة أنباء الإمارات "وام" إلى أن الهبوط القياسي بأسعار سلة خامات أوبك هو الذي دفع المنظمة إلى التحرك السريع وتقديم موعد الاجتماع الاستثنائي الذي كان مقرراً في 18 نوفمبر إلى 24 أكتوبر الحالي. ويتوقع المراقبون أن تخيّم الأزمة المالية والانعكاسات الناجمة عن الخسائر الهائلة التي تكبدها قطاع الرهن العقاري والقطاع المصرفي..بالإضافة إلى حالة الضعف في نمو الاقتصاد العالمي والمصحوب بتراجع الطلب العالمي على النفط على أجواء المشاورات التي سيجريها وزراء النفط والطاقة في منظمة أوبك خلال اجتماعهم الاستثنائي في فيينا يوم الجمعة المقبل. وعلى صعيد متصل توقع وزير الطاقة والمناجم الجزائري والرئيس الحالي لمنظمة (أوبك) شكيب خليل ان ينخفض الطلب على النفط في الأسواق الدولية بسبب الأزمة المالية العالمية. وقال خليل في تصريح للاذاعة الجزائرية الرسمية أمس أن المنظمة ستعقد سلسلة من الاجتماعات خلال الأيام القادمة للنظر في الطرق الفعالة لمواجهة تأثير الاضطرابات التي تشهدها الأسواق المالية العالمية على أسعار النفط. وألمح الى أن المنظمة ستدرس عدة خيارات بخصوص خفض كمية انتاجها من النفط من عدمه مشيرا الى أنه بالامكان خفض الانتاج اذا انخفض الطلب على النفط. وقد انتقد رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون توجه "أوبك" في اجتماعها القريب إلى تخفيض الانتاج النفطي. وقال براون في خطاب القاه على جمع من رجال الأعمال في مدينة نوتنغهام وسط انجلترا "لا نريد أن نعتمد على انظمة تريد ان تملي شروط النفط الذي تزوده لأسباب غير تجارية". وأضاف براون "أعتقد ان اسعار النفط ارتفعت بسبب أن الطلب طويل المدى على النفط كان يبدو اكثر من العرض ولأن الجميع يعتقد ان ليس هناك طريقا اخر سوى ان يستمر ارتفاع سعر النفط وهو ما يحصل في مسألة الطلب على الأغذية الأمر الذي يتسبب في ارتفاع أسعارها". واكد انه عازم على تقليل اعتماد المملكة المتحدة على النفط والاستثمار في موارد الطاقة المتجددة مثل الطاقة النووية. وقد قررت منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك تقديم موعد اجتماعها الوزاري الطارىء إلى 24 أكتوبر الجاري بدلا من ال 18 من نوفمبر المقبل كما كان مقررا في السابق لبحث تدهور أسعار النفط. وكانت سكرتارية المنظمة قد اشارت في بيان سابق لها الاسبوع الماضي الى ان استمرار الاضطراب في أسواق المال انتشر في مناطق عدة وتسبب في حالة من عدم الثقة بالنسبة للاقتصاد العالمي. وأوضحت أن قرار المنظمة بعقد اجتماع استثنائي يهدف إلى بحث الأزمة التي يمر بها الاقتصاد العالمي في الوقت الراهن وأثرها على سوق النفط مؤكدة حرصها على ضمان توازن واستقرار سوق النفط بعد تراجع اسعار سلة المنظمة إلى معدل 70 دولارا للبرميل. وكان مقررا للمنظمة أن تعقد اجتماعها الطارىء بفيينا في ال 18 من شهر نوفمبر المقبل إلا انها فضلت عدم الانتظار بعد ان لاحظت التراجع الحاد في اسعار الخام. وذكرت سكرتارية المنظمة في بيان أوردته وكالة الأنباء الكويتية "كونا" أن وزراء نفط المنظمة وافقوا الشهر الماضي على قرار يقضي بتجميد العمل بسقف الانتاج الرسمي المعمول به حاليا وتخفيض الزيادة في الانتاج بمعدل 520 الف برميل في اليوم. وقرر الوزراء العودة إلى سقف الانتاج الذي حددته المنظمة في مؤتمرها الوزاري في سبتمبر الماضي والذي يقدر ب 28.8 مليون برميل يوميا مع استثناء العراق لأنه لا يخضع بعد لنظام الحصص الانتاجية واندونيسيا التي اعلنت عن تجميد عضويتها بالمنظمة. وأشارت شبكة "بلومبرج" الإخبارية عبر موقعها الإلكتروني إلي تراجع سعر النفط الخام لعقود شهر نوفمبر الآجلة في بورصة نيويورك للسلع وذلك بنحو 3.33 دولار أو 4.5% ليبلغ 71.21 دولار للبرميل وهو ما يعد أدني مستوي منذ 29 أغسطس. وتقدر نسبة تراجع النفط بنحو 18% مقارنة بالمستويات المسجلة منذ نحو العام وبحوالي 51 % مقارنة بالمستويات القياسية المسجلة في 11 يوليو الماضي حينما بلغ الخام الأمريكي 147.27 دولار.