أظهر مؤشر "نيلسن" لثقة المستهلك أن 56 % من المستهليكن حول العالم يرون أن بلدانهم تواجه حالة من الركود الاقتصادي. وكشف المؤشر المعني برصد أيضاً عادات الإنفاق الاستهلاكي عبر الإنترنت في 51 دولة حول العالم عن هبوط ثقة المستهلك لأدني مستوياتها نتيجة تداعيات أزمة الرهن العقاري الأخيرة في الولاياتالمتحدة. وتبينت نتائج المؤشر خلال مؤتمر صحفي عقدته في دبي شركة "نيلسن" العالمية المتخصصة في أبحاث أسواق الاستهلاك، حيث أوضح مسئولو الشركة أنه رغم النمو الاقتصادي المسجل على مستوي المنطقة العربية وبشكل متزامن مع ارتفاع مستويات السيولة المالية نتيجة القفزات المتلاحقة لأسعار النفط، إلا أن المؤشر أظهر تراجعاً في ثقة المستهلك ببعض دول المنطقة نظراً لضغوط التضخم الراهنة. وأشار مسئول الشركة أن تلك النتائج تمت من خلال استطلاع آراء أكثر من 1.3 مليون مستهلك عبر الإنترنت وجنوب شرق آسيا، كما تم إجراء زيارات ميدانية إلى أكثر من 15 ألف متجر في الإمارات ومصر. وأظهر المؤشر تراجع ثقة المستهلك في الإمارات بواقع نقطتين مئويتين في العام الحالى مقارنة بالعام الماضي لتنخفض من 113% إلى 111% بينما انخفض ثقة المستهلك في مصر من 79% إلي 77%، حيث جاء ذلك التراجع بسبب مخاوف المستهلك من معدلات التضخم المتصاعدة في أسعار السلع والخدمات. وعلى الرغم من تراجع ثقة المستهلك في الإمارات، رأى ديفيد بارما، المدير العالمي لقسم الأبحاث في شركة "نيلسن" أن الافق الاقتصادي التشاؤمي الذي عبر عنه المستهلكون في الدول الكبرى حول العالم، لا ينطبق على الإمارات التي لا تزال تحتل المرتبة الخامسة عالمياً من حيث ثقة المستهلك. ولفت بارما إلى أن الأشهر الستة الماضية كانت الأكثر اضطراباً بالنسبة إلى الاقتصاد العالمي منذ عقود، في ظل الارتفاع الحاد في أسعار النفط وأسعار السلع مما يؤثر في أسعار السلع اليومية، فضلاً عن ارتفاع معدلات الفائدة وازدياد التضخم. وفيما يتعلق بثقة المستهلك عالمياً، فقد انخفض المؤشر "نيلسن" بمعدل 6 نقاط مئوية وهو مايمثل أكبر هبوط يسجل خلال الثلاث سنوات الماضية، ومن واقع الاستطلاع الذي أوردته "الحياة" اللندنية فقد انخفضت ثقة المستهلك في 39 دولة من أصل 48 دولة حيث جاء الانخفاض الاشد في كل من نيوزلندا والولاياتالمتحدة ولاتفيا. وشمل استطلاع المستهلك العالمي عبر الإنترنت الذي أجرته "نيلسن للأبحاث الخاصة" 28253 مستخدم إنترنت في 51 سوقاً شملت أوروبا وآسيا - الباسيفيك وأمريكا الشمالية والشرق الأوسط.