الدوحة: طالب وزير الطاقة القطري عبدالله العطية من الدول الخليجية الاستعداد لمرحلة ما بعد نفاذ النفط والقيام بعمل استراتيجيات لمرحلة ما بعد نضوب تلك المادة غير المتجددة، خاصة في ضوء تحذير تقارير اقتصادية من نضوب النفط بعد 42 عاما. وحذر العطية في تصريح للصحفيين بعد تدشين شركة "دولفين" للغاز بين قطر والإمارات وهي أضخم مبادرة في منطقة الخليج، من الاعتماد على أسعار النفط القياسية التي تخطت لأول مرة في تاريخ صناعة النفط حاجز ال 126 دولارا للبرميل كمصدر احادي للدخل. وتمثل العوائد النفطية عصب الحياة الرئيسي لاقتصاديات دول "أوبك"، حيث ذكرت منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" أن إجمالى إيرادات دول "أوبك" سيصل إلى تريليون دولار بنهاية العام الجارى، وذلك نتيجة الارتفاعات الكبيرة التي شهدتها أسعار النفط عالميا وذلك بارتفاع نسبته 57 % عن إيرادات دول "أوبك" فى العام 2007 والتي بلغت 674 مليار دولار. وأوضح العطية أن دول الخليج ارتكبت أخطاء في طفرة أسعار النفط المرتفعة السابقة لعدم اتجاهها إلى الاستثمار الحقيقي. وحول اتجاه أسعار النفط إلى البحث عن مستويات قياسية جديدة، قال العطية في كلمته التي أوردتها وكالة الأنباء الكويتية "كونا" "نحن الآن نفكر في كيفية تعليم الأبناء أن تكون لديهم مناعة من الصدمات مثلما تعودنا نحن كيف نواجه الصدمات سواء بالارتفاع أو بالانخفاض للأسعار النفطية ومنذ سنين طويلة". وعلى صعيد تأثير الأسعار النفطية المرتفعة على ارتفاع أسعار الغاز قال العطية أن "ذلك أمر طبيعي أن ترتفع اسعار الغاز مع ارتفاع أسعار النفط واذا انخفضت أسعار النفط فإن أسعار الغاز سوف تنخفض" مشيرا إلى أن هذه هي حالة الأسعار النفطية التي تشهد تذبذبات بين الارتفاع الحاد الهبوط الحاد ومنذ زمن طويل". وقد تراجعت أسعار النفط للعقود الآجلة أكثر من دولار متجهة صوب مستوى 123 دولارا للبرميل في التعاملات الآسيوية اليوم الثلاثاء بفعل عمليات بيع لجني الأرباح بعد صدور بيانات أظهرت هبوط واردات الصين من الخام في أبريل لأول مرة منذ 18 شهرا مما أثار تساؤلات بشأن الطلب في ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم. وفي نهاية حديثه شدد العطية على ضرورة أن تحافظ قطر على احتياطيها من الغاز وأن عدم الاستخدام الأمثل يعرض الغاز للنفاذ موضحا إن "دولا كثيرة لم تحافظ على الاحتياطي سواء النفط أو الغاز وكانت النتائج كارثية ويهمنا في قطر أن ننتج كميات معينة لسنوات أطول وليس كميات كبيرة لسنوات قليلة".