لندن: يبدو أن الحملة التي تتبناها حالياً بعض الدول المنتجة للمحاصيل الأساسية بحظر التصدير، قد بدأت تنعكس أثارها بشكل سريع على أسعار تلك السلع الأولية بالأسواق العالمية وخاصة الأرز الذي يعد الغذاء الأساسي لنحو 3 مليار فرد على مستوى العالم. فقد سجل سعر الأرز في بورصة شيكاغو للسلع ارتفاعاً خلال التداولات الأخيرة بنحو 2.4%، كما اقترب سعر الذرة من أعلى مستوياته على الإطلاق في الوقت الذي واصلت فيه أسعار كل من القمح وفول الصويا ارتفاعاتها. ويأتي استمرار الاتجاه الصعودي لأسعار المحاصيل الأساسية بشكل عام وذلك في ظل مخاوف الأسواق من تفاقم مستويات الطلب العالمي والتي تسجل بالفعل نموا سنويا بحوالي 3% لتتجاوز المعروض المتاح خاصة مع إقدام العديد من حكومات العالم ومن بينها في شرق آسيا بحظر التصدير لتلبية احتياجات أسواقها المحلية وامتصاص حالة الاستياء الشعبي في تلك البلدان إزاء ظاهرة ارتفاع الأسعار. وقد حذر رئيس البنك الدولي روبرت زولويك في كلمة عبر موقع المؤسسة الدولية أوردته شبكة "بلوم برج" الإخبارية من أن هناك 33 دولة حول العالم معرضة لمواجهة اضطرابات تهدد السلم الاجتماعي بسبب الارتفاع الحاد الذي ستشهده أسعار المواد الغذائية وموارد الطاقة. وأضاف زولويك أن الانخفاضات في أسواق المال قد قابلها ارتفاعات قوية في أسعار الغذاء. وأشار إلى أن أسعار السلع الغذائية الأساسية قد قفز بحوالي 80% خلال الفترة منذ عام 2005. ومن بين الدول الآسيوية التي أوقفت تصدير الأرز الصين والهند وفيتنام كما خصصت إندونيسيا الرسوم الجمركية على السلع الغذائية لضمان تلبية احتياجات السوق المحلي وتهدئة موجة ارتفاعات الأسعار. وتشير الإحصائيات إلى أن أسعار الأرز عالميا قد تضاعفت تقريباً العام الماضي، كما قفزت في الربع الأول من العام الحالي ببورصة شيكاغو وذلك بنحو 42% وهو ما يعد أكبر زيادة تشهدها الأسعار خلال الأربعة عشر عاما الأخيرة. وتشير منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة "الفاو" إلى أن الصادرات العالمية من الأرز معرضة للتراجع العام الحالي بنحو 3.5% وذلك في ضوء قرار حظر التصدير الذي اتخذته بعض الدول.