بروكسل: في الوقت الذي قفزت فيه أسعار النفط الخام في أول تداولات العام الجديد بنيويورك فوق مستوي ال 100 دولار لتتمسك في إطار ذلك بموجة الارتفاعات القوية التي احرزت علي مدى 2007 والتي قدرت نسبتها ب 57%، أقرت المفوضية الاوروبية بمخاطر ارتفاع اسعار النفط الخام على اتجاهات التضخم والنمو في منطقة الوحدة النقدية والاقتصادية الأوروبية. وقالت متحدثة باسم القسم الاقتصادي والنقدي في الجهاز التنفيذي الأوروبي في بروكسل اليوم وفي إشارة إلى بلوغ اسعار النفط الخام ذروة جديدة بلغت المائة دولار للبرميل الواحد أن هذا التطور سيؤثر حتما على الأسعار في منطقة اليورو وعلى مؤشرات النمو. وأوضحت المتحدثة في كلمتها التي أوردتها وكالة الأنباء السعودية "واس" أن توقعات النمو والتضخم التي صدرت عن الجهاز التنفيذي الأوروبي حتى الآن وتحديدا في نوفمبر الماضي كانت مبنية على اسعار ادنى للنفط الخام والمحروقات مقارنة بما هو عليه الوضع حاليا. ويتوقع الخبراء أن لا تتجاوز نسبة النمو العام الجاري 2%% مقارنة مع 2.6% بالنسبة للعام الماضي. هذا وقد بات من الواضح أن خطط احتواء وكبح التضخم مازالت تتصدر أولويات البنك المركزي الأوروبي. ويرى جين كلود تريشيه رئيس "المركزي الأوروبي" أن التوجه الخاص بكبح التضخم يعني عدم التأثر بإجراءات خفض أسعار الفائدة التي أقدم عليها كل من بنك الاحتياط الفيدرالي وبنك إنجلترا. وتشير في ذلك الصدد صحيفة ال"فاينانشيال تايمز" عبر موقعها الإلكتروني إلى أنه في الوقت الذي أبقى فيه المركزي الأوروبي سعر الفائدة على مستوى منطقة اليورو عند 4 % منذ شهر يونيو الماضي قام بنك الاحتياط الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة خلال تلك الفترة ثلاث مرات لتصل حاليا إلى 4.25 %. وقام بنك انجلترا في شهر ديسمبر من العام الماضي بإجراء خفض لأسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس لتبلغ 5.5 %، حيث من المتوقع أن تكون تلك الخطوة الأولى في إطار سلسلة من عمليات خفض أسعار الفائدة. وقد أكد رئيس البنك المركزي الأوروبي في مقابلة مع صحيفة ال"فاينانشيال تايمز" أن بعض من أعضاء مجلس محافظي المركزي الأوروبي قد أيدوا خلال اجتماعهم في أوائل ديسمبر الحالي رفع أسعار الفائدة وذلك في ضوء أن معدل التضخم بدول منطقة اليورو قد وصل لأعلى مستوى له منذ 6 أعوام حيث بلغ 3.1 %. وعلي صعيد أسعار النفط فقد سجلت أمس تراجعا عن مستوى ال 100 دولار بشكل طفيف بعد إعلان وزارة الطاقة الأمريكية عن بيانات المخزون والتي أظهرت ارتفاعا في مستويات الجازولين والديذل نتيجة تزايد معدلات التشغيل في معامل التكرير. ووفقا لبيانات وزارة الطاقة الأمريكية فقد ارتفع حجم المخزون من الجازولين بواقع 1.99 مليون برميل ليبلغ 257.8 مليون برميل في الأسبوع الماضي. وكانت التوقعات السابقة تشير إلى إمكانية حدوث ارتفاع بواقع 1.5 مليون برميل. وتشير البيانات إلى أن معامل التكرير تعمل بنحو 89.4% من طاقتها الإنتاجية وهو ما يمثل زيادة بنسبة 1.3% عن الأسبوع السابق. وأشارت شبكة بلوم برج الإخبارية عبر موقعها على شبكة الانترنت إلى أن سعر الخام الأمريكي لتعاقدات شهر فبراير الآجلة قد تراجعت بمقدار 41 سنت أو بنسبة 0.4% ليبلغ 99.21 دولار. وكانت في وقت سابق لمستوى ال 100 دولار والذي أعتبر أعلى مستوى منذ بدء التعاملات بالتعاقدات الآجلة في سوق نايمكس عام 1983. وظهرت بيانات وزارة الطاقة الأمريكية تراجع حجم المخزون من النفط الخام ب 4.06 مليون برميل ليصل إلى 289.6 مليون برميل وكان متوقع حدوث تراجع بمقدار 2.25 مليون برميل.