دبي: بعد قرار شركة ماتيل الأمريكية سحب 18.2 مليون لعبة للأطفال التي تصنعها في الصين من الأسواق الأمريكية والعالمية ومن ضمنها العربية بسبب خطرها على صحة الأطفال لاحتوائها على مواد سامة، تتخوف الصين من تنامي مشاعر العداء لمنتجاتها في العالم. وفي محاولة لتوضيح موقفها والدفاع عنه، قررت الصين إرسال مسئولين إلى الولاياتالمتحدة قريبا لمناقشة الأزمة وقطعها وعودا بتحسين مستويات الرقابة على المصانع في بلادها. وتتابع الأسواق العربية هذه الأيام تطورات أزمة اللعب الصينية، حيث من المعروف أن حجم التبادل التجاري بين الصين والعالم العربي في عام 2006 تجاوز ال 65 مليار دولار فيما تشير توقعات إلى أن هذا التبادل سيصل عام 2010 إلى 100 مليار دولار. ويرافق تنامي العلاقات التجارية بين الجانبين تدفق سيل من المنتجات الصينية الرخيصة إلى الأسواق العربية وسط رقابة ضعيفة على جودتها. وتعاني جمعيات حماية المستهلك في معظم الدول العربية كما ورد في صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية من ضعف سلطاتها وإمكانياتها في ظل غياب ثقافة التوعية الاستهلاكية ومقارنة مع الأسواق المتقدمة لا تتوفر في الدول العربية قوائم وتقارير عن المنتجات غير الآمنة والتي يفترض سحبها ومنعها من الأسواق. وقد أعلنت الحكومة السعودية الأسبوع الماضي عن سحب 7 أنواع من معاجين الأسنان الصينية المعروضة في متاجر المملكة، بعد أن تبين احتوائها على مواد كيماوية سامة. أفادت شركة ماتيل وفقا لما ورد بجريدة "الوطن"السعودية أنها قامت بسحب 2300 لعبة صينية من الأسواق السعودية حتى الآن. وسحبت السلطات الأمريكية قبل أيام 450 ألف إطار من صنع الصين بعدما ثبت أنها تفتقر إلى أحد مكونات السلامة التي تمنع تمزق عجلات السيارة أثناء السير، كما رصدت كميات من الطحين الممزوج بمادة الميلامين الذي تم تقديمه إلى المستهلكين على أنه بروتين. واتهمت السلطات الصينية وسائل الإعلام ب "تضخيم القضية"، مؤكدة أنها قامت خلال الفترة الماضية بإقفال أكثر من 180 مصنعاً للمواد الغذائية بعدما تم رصد وجود مركبات كيماوية ضارة في منتجاتها. حيث قال ماي شنيو الباحث فى أكاديمية البحوث التابعة لوزارة التجارة الصينية في موقع الوزارة الالكتروني أن صادرات الصين وخاصة ما يتعلق بسلامة المواد الغذائية الصينية ليس اسوأ من وضع نظيراتها الأجنبية بل أنها أفضل منها في بعض الأحيان. وقال انه خلال الفترة من عامي 2004 و2006، وصل معدل القبول لصادرات الصين من المواد الغذائية إلى الولاياتالمتحدة إلى 99% و99% و99.2% على التوالي. وتجدر الإشارة إلى ان مسئول صيني توقع أن تصبح بلاده ثالث أكبر سوق للصادرات الأمريكية بنهاية العام الجاري أو أوئل العام المقبل، لتحل بذلك بدلا من اليابان التي تحتل تلك المرتبة في الوقت الحالي. وقال قاو هو تشنغ نائب وزير التجارة الصيني كما ورد في وكالة الأنباء الصينية "شينخوا" إن حجم التجارة بين الصين والولاياتالمتحدة قفز إلى 262.7 مليار دولار خلال العام الماضي 2006 من 2.5 مليار دولار عام 1979 مع تسجيل المنتجات الزراعية والماكينات نموا اسرع تبعا لقاو. وبقيت الصين تاسع اكبر سوق لصادرات الولاياتالمتحدة عام 2001 واحتلت المركز الرابع عام 2005 في حين خدمت كندا كأكبر سوق لصادرات الاخيرة في العام 2006, تلتها المكسيكواليابان.