بيروت: صدر حديثاً عن المنظمة العربية للترجمة كتابان جديدان هما "الرأسمالية والاشتراكية والديموقراطية" تأليف جوزيف شامبتر، ترجمة الدكتور حيدر حاج إسماعيل، والكتاب الثاني هو "عصر الإمبراطورية" تأليف إريك هوبزباوم، ترجمة الدكتور فايز الصيّاغ. وبحسب صحيفة "المستقبل" اللبنانية يعد كتاب "الرأسمالية والاشتراكية والديموقراطية" من أبرز الكتب الخاصة بالنظرية الاجتماعية في القرن العشرين، واحتل مرتبة مميزة في الأوساط العلمية منذ صدوره عام 1942. ويرى مؤلف الكتاب جوزيف أ. شومبيتر أن بذور انهيار الرأسمالية كامنة في داخلها هي نفسها، وفي الوقت ذاته كان ناقداً قاسياً للاشتراكية المركزية، وهذا ما أثار جدالاً واسعاً حول الكتاب والمؤلف معاً، إلا أن شومبيتر الذي رفض أن يكون مدافعاً عن الرأسمالية وعن الاشتراكية المركزية، شق طريقاً أخرى ممهداً السبيل أمام تفكير جديد بالحركات الاجتماعية وبدورها المتصاعد في حياتنا المعاصرة. أما كتاب "عصر الإمبراطورية" يواصل فيه المؤرخ إريك هوبزباوم تحليله الموسوعي لصعود الهيمنة الإمبرالية الغربية وتعاظمها واكتساحها جميع بقاع المعمورة، بما فيها المجتمعات العربية والإسلامية. وفيما كانت هذه المجتمعات تدفع ثمناً فادحاً جرّاء الغزو الإمبرالي وتدخل قائمة الضحايا، فإن ما تجلّى في العالم الغربي من مظاهر التوسع الاقتصادي والتقدم العلمي والتقني والارتقاء وشيوع السلام، إنما كان يخفي انهيار الحقائق الفكرية اليقينية القديمة التي بشّر بها وأكدها المفكرون والفنانون والعلماء والمبدعون بمغامراتهم الاسكتشافية في أصقاع العقل البشري وأعماق النفس الإنسانية. وما لبث ذلك العصر أن تداعى مع نشوب الحرب العالمية الأولى عام 1914، واندلاع الثورة الروسية بعد ذلك بثلاث سنوات، ليبدأ بعدها "تاريخ القرن العشرين الوجيز"، في كتاب عصر التطرفات الذي سيصدر عن المنظمة العربية للترجمة.