القاهرة: ثلاثة إصدارات جديدة أعلنت عنها الهيئة المصرية العامة للكتاب مؤخراً وهي كتاب "الأخبار الطوال" لأبى حنيفة أحمد بن داود الدينورى، وكتاب "المعجم العربي الحديث بين الواقع والمأمول" تأليف أسامة الألفى، كما صدر عن الهيئة ضمن سلسلة "مصريات" كتاب "علماء بونابرت فى مصر" لروبير سوليه، وترجمة فاطمة عبد الله محمود. يعد كتاب "الأخبار الطوال" لأبى حنيفة أحمد بن داود الدينورى من أهم المصادر التاريخية الأولى فى سرد تفاصيل الحياة اليومية والسياسية والحربية عند الفرس، وفى الكشف عن الأحداث الدقيقة فى الدول العربية من بعد ظهور الإسلام إلى أخر عهد الخليفة العباسى المعتصم بالله ، أبى إسحاق محمد بن هارون الرشيد المتوفى فى عام 217 هجرية. ينقسم الكتاب فى عرضه التاريخى إلى ثلاثة أبواب: يتناول الأول الأحداث التاريخية مبتدئا بآدم عليه السلام والأنبياء من بعده، كما يربط فيه بين تاريخ العجم وتاريخ الشعوب المجاورة، أما الباب الثانى فهو خاص بتاريخ بلاد الفرس وبدأه المؤلف بتاريخ الإسكندر وفتوحاته شرقا وغربا كما يعرض أحوال الفرس والروم فى عهد كسرى ، ويذكر المؤلف في الباب الثالث حروب العرب مع العجم والفتوحات الإسلامية فى عهد عمر بن الخطاب وفى عهد الحكام من بعده حتى يصل إلى موت المعتصم الخليفة العباسى. أما الكتاب الثاني الصادر عن الهيئة فهو كتاب "المعجم العربي الحديث بين الواقع والمأمول" تأليف أسامة الألفى، ويعرض المعجم مواجهة فى محورين رئيسين أحدهما يتعلق بالماضى وهو الواقع والآخر يتعلق بالمستقبل المأمول، ويعنى بالواقع المعالجة التقليدية كما نراها فى المعاجم القديمة أو فى المعاجم العربية. يحاول المعجم أن يبحث بلغة سلسة، وسهلة وميسرة تجمع بين نهج علمى وأسلوب صحفى يخلوا من التعقيد، وهذا البحث لايكتفى برصد واقع العمل المعجمى العربى، ومقارنة الواقع بنظيره الغربى لكنه أيضا يبحث ويحلل ويستنتج محددا الثغرات البحثية فى هذا المجال. يناقش الفصل الأول من المعجم اللغه العربية وارتباطها بالهوية القومية وتاريخ اللغة العربية ونشأتها وتطورها، ويناقش الفصل الثاني ماهية المعجمات موضحين المقارنة المتمثلة فى أصل لفظة "المعجم" الذى يدل معناه على الغموض وبين وظيفة المعجم التى الإيضاح والإفصاح والابانة لمعانى الألفاظ. ويتناول الفصل الأخير عن المعجم المأمول وفيه تصوارات لما ينبغى أن يكون عليه المعجم العربى وأهمية أن يتوفر لنا معجم عربى تاريخى يتبع مسيرة اللفظة تاريخيا، ويختتم الفصل بتوصيات تعتمد على المنهجية والعلمية، ولا تغفل توصيات المجامع اللغوية وكذلك الجمعيات اللسانية العربية، وبذلك يتطلع المؤلف إلى معجم حديث مأمول لايقف فية عند المعالجة التقليدية ولا يلخص المفاهيم القديمة أو يبسطها ولكنه يربطها بالحياه الثقافية وبالمصطلحات الجديدة. أما الكتاب الثالث والصادر تبع سلسلة "مصريات" فيحمل عنوان "علماء بونابرت فى مصر" لروبير سوليه الذى ولد وتربى فى مصر حتى سن الشباب، وقام بترجمته فاطمة عبد الله محمود. والكتاب يؤرخ لعلماء الحملة الفرنسية ويعطينا صورة واضحة عن عمل وتخصص كل واحد منهم، كما يحاول الربط بين مصر وفرنسا والتحدث عن الروابط الثقافية والحضارية بينهما.