القاهرة: صدر عن دار ميريت للنشر كتاب "سقوط العالم الإسلامى. نظرة فى مستقبل أمة تحتضر" للكاتب المصرى حامد عبد الصمد، وكانت الطبعة الألمانية قد صدرت منتصف سبتمبر/ أيلول الماضى عن دار "درومر" وأثارت جدلاً واسعا على صفحات مجلة "دير شبيجيل" وصحيفة "دى فيلت" و"برلين مورجن بوست" كما جاء كتاب عبد الصمد على غلاف مجلة "فيلت فوخى" كبرى مجلات سويسرا الأسبوعية. يحمل الكتاب نبوءة قاسية بانهيار العالم الإسلامى ككيان ثقافى وحضارى فى غضون العقود القادمة، يقول المؤلف في مقدمة كتابه "وجه إلى أحد المستمعين بمحاضرة مفتوحة لى بجامعة ميونيخ سؤالا محرجاً جداً ذات مرة: ماذا سيفقد العالم لو اختفت جميع الدول الإسلامية مرة واحدة؟ فكرت كثيرا ولم أجد جوابا يتناسب مع غرض السائل. وفى النهاية أجبته أن العالم سيفقد البترول وأماكن جميلة للسياحة وأكثر من مليار شخص يستهلكون المنتجات الغربية وينشطون الاقتصاد الأوروبى والصينى. ما أراد السائل أن يوصله لى هو: ماذا يقدم المسلمون للعالم اليوم فى مجالات العلم والإنتاج والثقافة والفنون؟ وليس من الصعب أبدا الإجابة عن هذا السؤال ب: لا شىء يذكر. ولو استمر الأمر على هذا النحو فسيكون سقوط العالم الإسلامى سُنة من سنن الكون". ويشير المؤلف لما يعانيه العالم الإسلامي من احتضار للثقافة العربية والإسلامية التى لم تعد قادرة على طرح إجابات حقيقية لأسئلة العصر الملحّة، إلى جانب حالة من الارتباك والتشنج الفكرى التي أودت بالبعض منا إلى الانفصام، وبالبعض الآخر إلى اليأس، وبالآخرين إلى العنف والتطرف. ويقول حامد عبدالصمد ما أحاول أن أقدمه فى هذا الكتاب هو نظرة إلى تاريخ السقوط الإسلامى وتحليل سياسى لأبعاده ونتائجه وما يعنى ذلك للعالم لو سقط جسد ثقيل مثل الجسد الإسلامى، ويؤكد على أن الدول العربية بالتحديد هى أقرب دول العالم الإسلامى للسقوط. عدد السكان ومعدلات التصحر والاستهلاك والتزمُّت الفكرى فى زيادة مستمرة؛ بينما الإنتاج والموارد الطبيعية ومستوى التعليم فى انحدار ملحوظ. آبار البترول تقترب من الجفاف والتغيرات البيئية تهدد مستقبل السياحة والشواطئ كما تهدد مستقبل الزراعة والمواد الغذائية. كل ذلك ينذر بحدوث فوضى ومجاعات لن تقدر الحكومات العربية على مواجهتها. فى الوقت ذاته يزداد التطرف الدينى وعدم التسامح مما سيؤدى إلى صراعات أخرى.