دمشق: صدر مؤخراً لموفق فوزي الجبر دراسة معنونة ب " النزعة الإجتماعية في شعر الصعاليك" والذي يتعرض فيها المؤلف بالدراسة لشعر الصعاليك والعوامل المؤدية لنشأتهم وأفكارهم، وعن سبب تأليفه للكتاب قال "استهواني موضوع الصعاليك، فقفز هذا الموضوع إلى ذهني، لأن باحثي الأدب لم يقفوا عنده". ووفقاً لصحيفة "تشرين" السورية قال مؤلف الكتاب أن ما استهواه في موضوع الشعر الصعاليك تحديداً لدراسته ليس من منطلق تاريخهم، إنما من نشاطهم الدامي الرهيب وحياتهم القاسية، وكونهم دعاة للمساواة الاجتماعية السمحة. ومن خلال هذه الدراسة يكشف لنا المؤلف هؤلاء الشعراء الصعاليك التي لم تتضح صورتهم في أذهان الناس بالشكل الكافي فكانت تكسوها غيوم قاتمة تحجب كثيراً من مسارها وأهدافها ومعالمها، وعمد إلى إزاحة هذه الغيوم لتبدو صورتهم جلية للجميع. ويشير المؤلف إلى أن هؤلاء الصعاليك هم ثلة من شباب العرب تمردوا على عادات وتقاليد المجتمع ونفروا منه، وحققوا لأنفسهم أصالة عالية في حب العمل والإخلاص والتفاني من أجل الفقراء المستضعفين، وفي عهدهم بزغ نور العدالة والتوازن الاجتماعي في حياتهم وأشعارهم. وقد حاولت هذه الدراسة الكشف عن هؤلاء وأن تبرز نزعتهم الاجتماعية والإنسانية النبيلة، لإشراك الفقراء في أموال الأغنياء والهادفة إلى تحقيق ألوان من العدالة الاجتماعية والتوازن الاقتصادي بين طبقات المجتمع القبلي. وتناول ال مؤلف في الباب الأول، تاريخ نشوء الصعاليك، ثم عرج على دراسة مفهوم الصعلكة في جميع استعمالاتها اللغوية والأدبية ومفهومها في المجتمع الجاهلي، كما تعرض للعوامل التي ساهمت في نشوء وظهور هذه الظاهرة "الصعلكة"، أما في الباب الثاني، فقد درس المؤلف القواعد الاقتصادية والاجتماعية المثلى في شعر أولئك الصعاليك، وبيّن مقومات العدالة الاجتماعية في شعرهم بعدة بنود منها: القضاء على الفقر والجوع والحرمان وإقامة التوازن الاقتصادي لذلك المجتمع والمطالبة بالمساواة مع إخوانهم الأسياد ثم ثورتهم العرمة على المجتمع الذي حرمهم لذة الحياة، ثم عقد فصلاً بحث فيه ما يهدف هؤلاء الصعاليك من وراء غزواتهم وغاراتهم، مبيناً آراءهم الاجتماعية والاقتصادية بالمجتمع القبلي.