واشنطن: صدر حديثاً كتاب " أسطورة الاستثناء الأمريكي" عن جامعة يال 2009 لمؤلفه غودفري هودغسون، ويتناول المؤلف في بداية كتابه الصورة التي يرى بها الأمريكيون بلادهم والتي توضح أن أمريكا هي من طبيعة سامية ومتسامية من خلال ما تعبر عنه من مناقب الحرية والشجاعة والديمقراطية وأن من وظيفتها تعليم العالم دون أن تتعلم منه هي شيء. ووفقاً لصحيفة "البيان" الإماراتية يضع المؤلف أمريكا في موقف طليعي متقدم لأوروبا وكجزء قد لا يكون هو الأكثر تقدما باستمرار "من حضارة تتقدم وهي ذات طبيعة لبرالية رأسمالية أطلسية. لكنه يؤكد بنفس الوقت أن التاريخ الأمريكي عرف الكثير من الانكفاء ومن أشكال صراع الطبقات والخلل في عمل المؤسسات بل ومن خلال الكتاب يقول المؤلف أن النجاح الكبير الذي حققته الولاياتالمتحدة منذ إعلان استقلالها، بحيث فرضت مكانتها المتفرّدة في العالم إنما يعود لعوامل تتعلق ب "الصدفة التاريخية والجغرافية" أكثر مما يعود إلى "العبقرية الإيديولوجية" التي يتحلّى فيها الأمريكيون كثمرة لمكانتهم الاستثنائية. ويشير المؤلف إلى أن الأمريكيين يبالغون عندما يرسمون لبلادهم دورا يبعدها عن بقية بلدان العالم، وهذا يأتي مبنياً على قاعدة قراءة خاطئة لتجربتهم الوطنية نفسها. وهذه القراءة الخاطئة تجعل رؤيتهم لأنفسهم ولعلاقتهم مع العالم الصغير غير واضحة، فيرى المؤلف أن مقولة "الاستثناء الأمريكي" وإيمان الأمريكيين عامة بها تعيق صياغة رؤية واضحة للأمة الأمريكية وللعالم. والاعتقاد في هذا الاستثناء الأمريكي يجعل من الصعوبة شرح واقع أشكال الخلل وحدّة التباينات الاجتماعية التي يعاني منها المجتمع الأمريكي، ثم يأتي بعد ذلك كيفية التوفيق بين مهمة نشر الحرية والديمقراطية في العالم ووجود عشرات الملايين من الأمريكيين الذين يفتقرون إلى أي ضمان صحي. كما يوضح المؤلف أن فكرة توصيف الولاياتالمتحدة كمكلّفة بمهمة تعميم مناقبها الفريدة من الديمقراطية والرأسمالية على بقية بلدان العالم، إنما هي فكرة خطيرة بالنسبة للأمريكيين ولبقية العالم، ويعترف المؤلف أن الولاياتالمتحدة غدت دولة كبرى وحيدة ولكنها غير مكتملة. جدير بالذكر أن غودفري هودغسون هو صحفي وكاتب افتتاحيات بريطاني في مجلة التايم وفي صحيفة انترناشيونال هيرالد تريبيون، وعضو في معهد روزمير الأمريكي، بجامعة أوكسفورد.