في كتابه "الابداع شراكة حضارية" الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب يعتبر الدكتور صلاح فضل الإبداع نتاجا مهما للشراكات الحضارية بين الشعوب, كما يرتبط بكيفية الإضافة الحقيقية للمجتمع, وصناعة التاريخ, وكتابة الواقع بما يقتضيه العصر من أولويات, ومراعاة دمج الأحداث مع الإبداع. يستهل المؤلف كتابه بالحديث عن أولويات المعرفة الحضارية اللازمة لإبرام الشراكة خاصة بين الشرق والغرب, وما بين القديم والحديث, حيث يبدو أن المعيار الرئيسي في تقدير العلماء لتحديد مفهوم الإبداع وتقويمه يرتكز على فكرة جوهرية ترى في الإبداع الإنتاج الجديد الأصيل, الذي يقدم قيمة مضافة للمجتمع. وإذا كانت الثقافة العربية المبدعة, خاصة في الفنون والآداب تنتج اليوم ما يكفل لها حق الشراكة الحضارية, مهما كانت حواجز اللغة والاختلاف, وضباب السياسة العالمية عائقا يمنع تألقها في الأفق العالمي, فإن تبديد طاقة الإبداع العلمي وهجرة العقول المنتجة له, وعجز مجتمعاتنا عن صناعة البيئة الحاضنة لتخليقه, كل ذلك يحول بيننا, وبين استثمار طاقاتنا في إنتاج المعلومات وتداولها, والدخول الفعال في معترك الشراكة الحضارية حتى الآن. وفق صحيفة "الوطن" العمانية يمضي المؤلف ساردا مجموعات من الإبداعات لطه حسين, ويوضح أنه استطاع خلال حياته إلقاء الضوء على خواطر الكلمات, وأعذب الفنون الأدبية والتراثية بقلمه ولسانه, وروعه مؤلفاته, وقد لاحظ طه حسين أن الشعر يستلهم عذوبة الكلمات, ورقة الألحان, وخفة ومرح البشر, لما ينتج عنه من تلاعب واع بالألفاظ, وهذا جانب مهم في التعبير عن الحضارات والمدنية وتأثيراتها على مجمل الأحداث الراهنة. ويلقي الكاتب الضوء على علاقة الشعر والأدب الحضاري بتقويم المجتمعات وإصلاح ما فسد, والثورة على الظلم والبغي والعدوان, ورفض الاحتلال, حيث نبعت ثورة 23 يوليو المصرية وما تبعها من ثورات عربية أصيلة من روح التحدي والضمير الأدبي والشعري, كما أن مستوى الوعي الاجتماعي والاقتصادي كان قد عرف مبادئ الاشتراكية نظريا, وتردد الحديث منذ عقود عن مشروعات الملكية والتأميم بروايات مختلفة, حملتها الأقلام لتقوم بين حين وآخر بتقويمها, وتحويل الثقافات إلى قرارات وأيديولوجيات حقيقية بأحلام المثقفين.