يتناول ديفيد راينولدز بروفيسور التاريخ العالمي بجامعة كامبريدج ومتخصص بالتاريخ الأمريكي، في كتابه "أمريكا إمبراطورية الحرية" التاريخ السياسي والاجتماعي الأمريكي منذ الأزمنة الغابرة فيما قبل العصور الكولومبية وحتى باراك أوباما. وقد استمد المؤلف عنوان كتابه من تعبير لتوماس جيفرسون ثالث رئيس للولايات المتحدةالأمريكية وأحد اللذين كتبوا إعلان الاستقلال، حسبما ورد بصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية. وعلى الرغم من إعجاب المؤلف بالمنجز الأمريكي ولكنه لا يغفل أسطورة أمريكا التاريخية مسجلاً إخفاقاتها ومشيراً إلى قسوتها وضراوتها، حيث يذكر أن أمريكا أقامت إمبراطوريتها غالباً خلال حربها ضد فرنسا وإسبانيا، وبريطانيا ومكسيكو وقبل كل هذا ضد الهنود البائسين، الذين طردهم من بلدهم الأصلي القادمون البيض الجدد وأن أمريكا اكتسبت مكانتها بالقوة. ويدرج المؤلف في كتابه شهادة لمواطن يدعى جون روس وهو من السكان الذين اتجه قومه غرباً عبر الميسيسيبي أواخر الثلاثينات من القرن التاسع عشر والذين ماتوا ليفسحوا الطريق أمام المستوطنين المتعطشين للأرض فيقول " منذ ذلك الحين الذي وصل فيه الرجل الأبيض بدأنا نشرب كأس الذل المرة، حياتنا بلادنا وقبور أجدادنا لها سلبت منا"، ويقول المؤلف أن كل من جورج واشنطن وتوماس جيفرسون يملك عبيداً يقدر عددهم ب 700 ألف من مجموع ثلاثة ملايين وتسعمائة ألف شخص هم سكان الولاياتالمتحدة عام 1790. كما يقول المؤلف وفقاً ل"الشرق الأوسط" أن الأزمة الأكثر تكلفة في تاريخ الأمة الأمريكية كانت الحرب الأهلية التي نشبت في الستينات من القرن التاسع عشر حول موضوع العبودية. ويتميز كتاب راينولدز بطرحه موضوعات سياسية كبرى تناولها بشكل مفصل، في حين يعرض بعض لموضوعات الأخرى بصورة مقتضبة مثل الكساد الأمريكي في تسعينات القرن التاسع عشر والذي أحدث موجة من الخوف والهلع لدى المهاجرين، كما تمكن المؤلف أن ينقل موضوعه بشكل متسلسل إلى حرب العراق وحتى قدوم أوباما.