صدر العدد الجديد من مجلة "الكلمة" الالكترونية الشهرية نوفمبر 2009، التي يرأس تحريرها الدكتور صبري حافظ، ويفتح العدد ملف "واقع وآفاق قصيدة النثر" الذي أعده مراسل الكلمة في مصر شوكت المصري، وذلك بهدف إثراء الجدل الدائر حول قصيدة النثر. كما يقدم الملف إلى جانب الدراسة النظرية دراسات تطبيقية مستفيضة، ونصوصا من أعمال هذه القصيدة في سائر أرجاء الوطن العربي. ويختتم بترجمة كاملة لديوان الشاعر الفرنسي الكبير شارل بودلير. وتقدم الباحثة المغربية فاطمة المرنيسي في دراسة قام بترجمتها الباحث سعيد بوخليط، موسومة ب "الخصر رقم 38 .. حريم النساء الغربيات"، قراءة في مفارقات الحضارة الأمريكية وجدليات خلقها لحريم غربي من نوع جديد، تقوم هنا بتفكيك آليات صياغته وتقنينه عبر رؤية ذكورية تقيد المرأة داخل المحددات الجسدية لحريم أوروبي، وتفرض عليها عنفا رمزيا لايقل صرامة عما تصوروه عن الحريم العربي. ويكشف الباحث الأردني هشام البستاني في "من العولمة إلى الأزمة المالية العالمية" الجدل بين العولمة والأزمة المالية العالمية ويفضح أكذوبة الحرية كاشفا حركية الاستغلال الجديدة وهي تنقل أزمات رأس المال، والاتجاه الواحد لعمليات نزج ثروات الجنوب وكيف يدفع الفقراء ثمن الأزمات المالية، وكيف تدافع الرأسمالية عن وحدة السوق على حساب المجتمعات وتفتيت قضاياها وتخريبها. تتنوع المواد المطروحة بأبواب المجلة المعتادة فتهدي "الكلمة" لقراءها رواية "البرزخ" للكاتب التونسي سمير ساسي، يقدم فيها الكاتب التونسي تجربة الراوي في إحدى السجون التي تنتشر وتتزايد في البلاد العربية مع تنامي القمع والاستبداد، ومن خلال تفاصيل معاناته وتعذيبه بأشكال مختلفة على مدار سنوات يكشف لنا مراحل تطور وعيه ورؤاه للعالم داخل السجن وخارجه. كما تقدم المجلة في عددها الجديد ديوان الشاعر السوري عامر الدبك "هكذا تكلم قميصها"، حيث نتعرف على تجربة شعرية مختلفة تراهن على الشذريات والتكثيف البليغ للصور والرؤى. مع توزيع مجازي لعنوان الديوان أحرفا تصبح حاملة لعناوين القصائد التي تحتفي وبحس صوفي يسكن الرؤى بشطحات الذات وافتتانها، بالجسد واستعاراته. وتتبع الباحثة السودانية خديجة صفوت في دراستها "لماذا يتطير اليبراليون الجدد من الليبرالية؟" والتي تتقاطع وتتكامل مع دراسة هشام البستاني جذور الأزمة المالية، وزعزعتها للكثير من أوهام الفكر الغربي، وتعريته للعديد من استراتيجياته المراوغة. ويتوقف الباحث فؤاد عزام عند "الشخصيات المركزية في رواية حيدر حيدر"، التي يتسم معظمها بالحداثية، شخصيات لابطولية تعيش أزمات وجودية تفضح عبرها مجتمعاتها العربية القمعية، واغترابها الشخصي على السواء، ويتقصى الباحث العراقي باقر جاسم محمد "ميتافيزيقا النص الأدبي" الذي يسعى إلى إعلاء شأن التشكل الكتابي للنص القصصي وخلق شفراته الخاصة التي تقيم علاقاتها الجدلية مع الواقع من خلال التشييد والانتقاء. دراسة تحليلية يقدمها الباحث المصري سامي سليمان أحمد حول "التشكيل السردي والرؤية التاريخية" في رواية الكاتب المغربي المرموق بنسالم حميش متوقفا عند طبيعة الجدل بين الرؤية التاريخية والتخييل السردي، من أجل إكمال الفجوات التاريخية من ناحية والحوار مع الحاضر من ناحية أخرى. ويختتم باب دراسات، الباحث والمترجم المغربي حسن حلمي الذي يبحر في رحلة معرفية في عوالم القاص المرموق أحمد بوزفور، في "الزهرة الحالمة/ الحلم المزهر"، كاشفا عن التحولات الداخلية لنصوصه الأدبية. ويضم باب شعر قصائد لكل من الشعراء محمد بلمو، ياسين طه حافظ، نمر سعدي، غادة نبيل، غالية خوجة، قيس مجيد المولي. أما باب قص، فنقرأ فيه نصوص المبدعين: أمير حمد، عبداللطيف الإدريسي، استفان أوركيني/ترجمة: هاشم عبود الموسوي، موسى نجيب موسى، محمد علوان جبر، عبد الوهام سمكان. وفي باب النقد، نقرأ للمترجم والباحث المغربي سعيد بوخليط "سؤال الفلسفة في أفق لعبة وجودية صميمية"، أما نديم الوزة، الباحث السوري، فيتوقف عند "الشعر السوري الجديد" بالنقد، وفي "مرثيّة دراميّة نسجت ثيمتها من رحم الفجيعة" يتتبع الناقد المسرحي سعدي عبد الكريم مسالك نص "رثاء الفجر" الدراميّة، والفضاء القبري الذي تدور فيه الأحداث. أما القاص المغربي أنيس الرافعي فيتأمل "مستقبل القصة العربية: تحديقة عوليس" معتبرا الآنية كمدخل لمستقبل القصة، ويتناول الباحث الليبي محمد الأصفر في قراءته لرواية "اللاز" للكاتب الجزائري الكبير الطاهر وطار موضحاً تحول المعرفة السياسية إلى مادة جمالية فيها، والكيفية التي يصير معها مفرد البطل استعارة للفعل الجمعي. وتعود الباحثة أثير محمد علي في باب "علامات" إلى كلمات مبكرة عن فنيّة "الاحتفاليّة العربيّة"، وضم باب "مواجهات/ شهادات" حوارا مع القاص الأردني جمال ناجي، أجرته حزامة حبايب، أما الكاتب المصري يوسف فاخوري فيسعى في شهادته "الكتابة بحثا عن الظلال" إلى الإجابة عن السؤال الذي طالما حير الكتاب على مر العصور: ما الذي يجعل للكتابة ذلك السحر الغامض بلا خلاص؟ وفي باب كتب، تقرأ الناقدة المصرية فاطمة قنديل ديوان الشاعر محمد صالح "لاشيء يدل" قراءة تكشف عن خصوبة تجربته الشعرية وفرادتها، ويعود الناقد المغربي عبدالرحيم مؤدن في "لابد من الحوار، ولو طال الصراع" إلى عوالم نصوص الكاتب السوداني الطيب صالح المفتوحة على معالم القراءة، مما تطرحه من أسئلة عميقة، ويتناول الكاتب المصري محمد عطية محمود في "ثقل العالم بين عبثية الصورة، وإشارات التحول"، رواية الكاتب المغربي سعيد بوكرامي التي عرفت احتفاءا نقديا لحظة صدورها. ويتوقف التشكيلي محمد المنصوري الإدريسي عند "التوثيق الصباغي الفطري للمغرب المندثر" من خلال تمثله لتجربة آخر الفطريين الكبار في المغرب. أما في "مستقبل الحوار الثقافي" يقارب الباحث محمد مزوز عند مقولة الحوار الثقافي بما يعني من إمكانات للإعتراف بالخصوصية والتمسك بالكونية، مستدعيا دروسا من الماضي تمكننا اليوم من التعايش وفق متطلبات الحاضر. كما ضم باب نقد، رؤيتان لقصص الكاتب السيد نجم "غرفة ضيقة بلا جدران" لكل من حامد أبو أحمد وحسين عيد. ليختتم الكاتب محمود أحمد عبدالله بدراسته "الكتابة خارج المركز" هذا الباب، متناولا نصا روائيا مشغول بالحكايات الصغرى. كما تقدم المجلة إلى جانب أبوابها العديدة رسائل وتقارير وأنشطة ثقافية تغطي راهن الوضع الثقافي في الوطن العربي.