قصرت أسبانيا في تلقين الأجيال الحالية التاريخ الحقيقي لمقاطعة الأندلس هذا ما صرح به الكاتب الإسباني جون كستيلا برازالاس مدير معهد الدراسات العربية بغرناطة، وأضاف أن هناك صورا نمطية خاطئة حول العرب والمسلمين يجب أن نغيرها عن طريق تبسيط التاريخ وتقديمه للأجيال في شكل قصص وروايات. وعل هامش تقديم كان يا مكان الأندلس بالصالون الدولي للكتاب قال كستيلا: إن التعليم في إسبانيا أهمل تاريخ الأندلس، ورغم المحاولات الأخيرة لتدارك الوضع، إلا أنه انحصر في المعاهد والجامعات، أما على مستوى مدارس الصغار والأشبال، فهناك أخطاء كبيرة وأشياء كثيرة يجب إعادة النظر فيها، حيث اعترف الكاتب بأن رفض الأسبان للهجرة غير الشرعية وحتى الشرعية لإسبانيا، كانت بسبب الصور النمطية التي ترسّخت في أذهان الإسبانيين حول العرب. ووفقاً لصحيفة "الخبر" الجزائرية أوضح الكاتب أن الطريقة الصحيحة لتلقين تاريخ الأندلس، ليس المراجع الأكاديمية، بل عن طريق تبسيطه في صورة حكايات شفهية وروايات يهضمها القارئ، مشيرا إلى أن كتابه في طبعته الثالثة يلقى رواجا كبيرا في أوساط الشباب، حيث نفدت كل نسخه في أشهر، وفي نفس الإطار تأسف جون كستيلا لكونه لم يتعرف إلى تاريخ الأندلس إلا مؤخرا، عن طريق سفرياته إلى الدول العربية، حيث اكتشف كما قال أن العرب يعرفون تاريخ موطنه أكثر منه، من هنا بدأ يجمع الحقائق عن الأندلس وحوّلها إلى شبه رواية تاريخية. يعتمد الكاتب في كتابه كان يا مكان الأندلس على طريقة السرد الشفهي المحكي على طريقة الجدات في روية تاريخ الأندلس، كما عرفه العرب والمسلمون، عن طريق مجموعة من الرسائل والحوارات، التي تبادلها شاب مغربي وشابة إسبانية، تعارفا على شاطئ البحر في المغرب، ونشأت بينهما علاقة صداقة، حيث اصطدم الشاب كريم بالمغالطات التاريخية التي روتها له ماريا ذات الأصول الأندلسية، فانطلق عبر نقاشات مطولة في تغيير هذه النظرة الخاطئة عن العرب المسلمين وتقديم الدلائل التاريخية والواقعية لحضارة العرب بالأندلس التي تعتبر من العصور الذهبية للمسلمين. كما أوضح الكاتب أن اختيار الاسمين لم يكن عبثيا، حيث يجمع اسم ماريا وهي مريم في الثقافة الدينية الديانات الثلاث المسيحية واليهودية والإسلام، كما جمعتهم الأندلس يوما، أما كريم ومشتق من الكرم فيمثل كرم الحضارة العربية الإسلامية بالأندلس.