صدر كتاب "المجوعون: رحلة في عالم الجوع" للكاتبة الفرنسية من أصول آسيوية دوان بوي، والناشر اديسيون بريفي، وقد تناولت المؤلفة في كتابها أمثلة عديدة تدلّ على جشع الدول الغنيّة والشركات الكبرى، وإتباعها الأساليب الشرعيّة وغير الشرعيّة من أجل كسب المزيد من الأموال دون اهتمام بالجوعى والفقراء، ففي الوقت الذي تكون فيه البطون خاوية في بلد كالسنغال، فإن الاحتكاريين والمالكين للشركات التجارية الكبرى الموزّعة للأرز يتحكمون في سوق الغذاء وفق أهوائهم ومصالحهم، فكل ما يشغلهم هو الربح حتى وإن مات نصف الكرة الأرضية جوعاً. وتؤكد المؤلفة في كتابها وفقاً لصحيفة "الاتحاد" الإماراتية على أن السفن المحملة بالمواد الغذائية في السواحل الإفريقية والتي هي ملك شركات غربية كبرى تبقى لمدة تطول وتقصر راسية في البحر بعيدة عن الموانئ في انتظار الحصول على أسعار أعلى للبضاعة التي تحملها، وأن المالكين للسفن التجارية هم تجار جشعون حتى وإن كانت المواد الغذائية التي تحملها سفنهم موجهة لأكثر البلدان فقراً. كما يفضح الكتاب بالأدلة ومن خلال أمثلة دقيقة جشع الشركات العالمية الكبرى على الرغم من تتمتعها بكل الامتيازات الضريبيّة، وحصولها على أرباح خيالية من وراء بطون الشعوب الفقيرة الخاوية، كما ضربت المؤلفة مثالاً على ذلك بالشركة العملاقة "Cargyll"، وهي من أكبر الشركات الخاصة في العالم والتي حققت أرباح خلال هذه الفترة التي عانى فيها العالم من أثار الأزمة الاقتصادية العالم 4 مليارات يورو. كما تقول المؤلفة: إنّ هناك جائعين وهناك "مجوّعون"، والكتاب إدانة وكشف لأساليب هؤلاء الذين لا يشعرون بأي ذنب، فهم يمتصّون دماء الفقراء مقابل بيعهم رغيف الخبز والمواد الغذائية الأخرى، كما تقدم تحقيقات من أسواق "داكار"، وحقول "جاكارتا" وأدانت بشدة المنظّمة العالمية للتجارة ومقرها "جنيف" بسويسرا واعتبرتها جهازاً خاوياً تماماً كبطون الجوعى الأفارقة. وركزت المؤلفة على فضح الوجه البشع للعولمة من خلال الحديث عن نوع جديد من الاستعمار المتمثل في اقتناء دول مثل الصين لأراضي زراعية في إفريقيا لاستغلالها فلاحياً لفائدتها. وعلى الرغم من أن قضية الجوع ليست موضوعاً مرغوباً فيه في الإعلام، فهو في نظر الناشرين يثير الضجر حسب قول المؤلفة إلا أن هذا الكتاب لاقى نجاحاً وإقبالاً لدى القراء.