صدر مؤخرا كتاب لباتريك تايلر بعنوان "عالم من المشاكل" يطرح فيه علاقة الرؤساء الامريكيين بمشكلات الشرق الاوسط - بحسب عرض نامق كامل ب"الشرق الأوسط" اللندنية - ، ورأى أن أسلاف الرئيس الأمريكي الحالي باراك أوباما جعلوا الأمر أكثر تعقيدا بسبب انحيازهم الزائد إلى جانب إسرائيل، إضافة إلى تأزم العلاقة مع إيران والاجتياح غير الموّفق للعراق. وفي رأي الكاتب أن أوباما، إذا ما أنهى ولايته الأولى دون أن يسجل بعض النجاحات المرموقة في الشرق الأوسط، فإن الفرصة الأخيرة لإحلال نظام معتدل في المنطقة، ربما، ستذهب سدى، وبكلمات أخرى، سيضاف ذلك إلى سجل إخفاقات أميركا الطويل. مؤلف الكتاب سجل اللحظات التي مر بها رؤساء أمريكا ومسئولوها ، ومنها يوم حمل هنري كيسنجر، وزير الخارجية الأميركي الأسبق ، رسالة من رئيسه ريتشارد نيكسون لتسليمها إلى الرئيس السوفياتي آنذاك ليونيد بريجينيف، يدعوه فيها للانضمام إلى أميركا بغية إنهاء الحرب العربية الإسرائيلية عام 1973، والمضي في إيجاد تسوية للقضية الفلسطينية. لكن كيسنجر قرّر، ببساطة، وفي منتصف الطريق إلى موسكو، عدم تسليم الرسالة إلى بريجينيف؛ لأن رسالة نيكسون ليست في صالح المشروع الذي يطمح كيسنجر إلى تحقيقه، وهو حماية إسرائيل. المؤلف عمل كمراسل في الشرق الأوسط لصحيفتي «واشنطن بوست» و«نيويورك تايمز» الأميركيتين. الصورة التي يرسمها تايلر تغطي عشرة رؤساء أميركيين بدءاً من آيزنهاور وحتى جورج دبليو بوش، ورأى بعضهم "غير سويين" مدفوعين من قبل مستشاريهم "الجهلة" أو "العنيدين". ومن هؤلاء، على سبيل المثال، دونالد رامسفيلد وديك تشيني أثناء ولاية جورج دبليو بوش، ومن ضمن المسؤولين رفيعي المستوى السابقين، يصف تايلر كيسنغر بأنه شخص متهوّر، كثير الكذب. تايلر لا يستثني من هذه القائمة من الوزراء والمستشارين إلا جيمس بيكر، الذي يعتبره من المستشارين القلائل الذين قدّموا استشارات صحيحة على مدى سنين، خاصة دعوته، وبشكل غير مسبوق، لممارسة الضغط المالي على الحكومة الإسرائيلية، ويستثني من الرؤساء آيزنهاور الذي وقف بوجه البريطانيين في أزمة قناة السويس، إلى جانب عدم تورّطه في عملية انقلاب عام 1953 ضد مصدق في إيران، وهي العملية التي استمرت آثارها وتداعياتها لسنين طويلة. إن قائمة اتهامات تايلر - وفق "الشرق الاوسط" - تبدأ بالرئيس لندون جونسون "الذي فشل أولاً في جعل إسرائيل تعيد الأراضي التي احتلتها في حرب الأيام الستة إلى أصحابها العرب، وثانياً إخفاقه في وقف برنامج تطوير الأسلحة النووية في إسرائيل"، وهذا ما أتاح لإسرائيل بسط هيمنتها العسكرية على المنطقة. أما الرئيس ريغان فيقول عنه تايلر إنه قد دعم الحكم السابق في العراق ضد إيران في حرب الخليج الأولى حد تزويده بمعلومات عسكرية لضرب القوات الإيرانية بالأسلحة الكيماوية. وحينما يأتي الحديث عن بيل كلينتون، يقول عنه إنه "المستفيد من كل المقاربات الكبرى: نهاية الحرب الباردة، مجيء إسحاق رابين واعتراف منظمة التحرير الفلسطينية بالدولة اليهودية".