صدر مؤخرا عن دار النشر كاتاراتا للصحفي فيران ساليس مراسل صحيفة "الباييس" الإسبانية السابق بالرباط كتاب بعنوان "محمد السادس، الأمير الذي لم يرغب في أن يصبح ملكا"، وينتشر الكتاب في المكتبات الإسبانية الآن. وفيران ساليس صحفي مخضرم تجاوز الستين من عمره وهو من أبرز الصحفيين الأجانب الذين عملوا في المغرب ، ويرسم كتابه شخصية مختلفة للملك محمد السادس، ويتزامن صدوره مع الذكرى العاشرة لجلوسه على العرش. يحمل الكتاب وفق ما كتب حسين مجدوبي بصحيفة "القدس العربي" اللندنية أفكارا مثيرة منها عدم رغبة محمد السادس في الحكم وممارسة المُلك بسبب عوامل شخصية ونفسية، وتفكير والده في التنازل عن العرش عندما حاصره المرض. يبدأ ساليس الكتاب بالمقابلة الصحفية التي أجراها مع محمد السادس عندما كان وليا للعهد، ونشرت يوم 11 مايو 1997، مبرزا أن المقابلة كانت تدخل ضمن استراتيجية الملك الراحل الحسن الثاني لتقديم ولي عهده إلى الرأي العام الدولي. وفي فصل "البحث عن الأمير المتغيب"، يركز المؤلف على فكرة مفادها أن الأمير وقتها لم يكن يرغب نهائيا في الحكم، كان يبتعد عن قضايا الدولة ولا يريد أن يرسم لنفسه صورة مستقلة. ويورد الكتاب تفاصيل عن ملف شائك في أواسط التسعينات هو احتمال تنازل الملك الحسن الثاني عن العرش لولي العهد. ويبرز ساليس أن الحسن الثاني، بعدما شاع مرضه وبعدما صدر كتابه "مذكرات ملك"، اعتقد الكثيرون في الغرب أنه يرغب في التنازل عن العرش حتى يعطي الفرصة لوريثه ليحكم قبل أن يشيخ، وكان يتذكر مثال ملكة بريطانيا إلزابيث الثانية التي شاخت في العرش وابنها تشارلز الذي هرم وشاخ ولم يصبح بعد ملكا. ويؤكد الكاتب أن الإشكال تجلى وقتها في أن الحسن الثاني لم يحسم في من سيصبح وريثه الحقيقي لأن الفصل العشرين من الدستور يخوله تعيين من يريد وليس بالضرورة الابن الأكبر سنا. أيضايوضح ساليس أن الملك حسم، في آخر المطاف، في مسألة وراثة العرش لصالح ولي عهده واستبعد الأميرين مولاي رشيد "شقيق محمد السادس" وابن عمهما مولاي هشام. ويحمل أحد الفصول عنوان "الوجه الجديد للملكية" ويعالج فيه ساليس كيف أراد الملك محمد السادس أن يقدم صورة مغايرة للملكية عن تلك التي كانت سائدة في عهد أبيه الحسن الثاني. ويذكر أن الملك الجديد راهن على عاملين، الأول زواجه من فتاة من عامة الشعب، الأمر الذي أكسبه كثير من التعاطف وجعل للاّ سلمى تضفي على الملكية صورة جديدة إيجابية. والعامل الثاني كان يتجلى في إيجاد فريق جديد من المستشارين والمساعدين. ويحصي الكتاب هؤلاء المستشارين واحدا واحدا، كُلاًّ مع المهمة التي يتولاها، مثل حسن أوريد وتوليه منصب الناطق باسم الحكومة، وتولي منير الماجدي الملفات المالية للملك حتى أصبح أحد الذين يتحكمون في القرارات.