تحليلات عميقة لقضايا الأمة بالعدد الاول من مجلة ( حضارة )
محيط :علي عليوة
صدر العدد الاول من مجلة ( حضارة ) عن مركز الامة للدراسات والتطوير وهي مجلة فصلية متخصصة تهتم بكل الدراسات والأبحاث والمقالات التي تلقي الضوء علي القضايا المتعلقة بالشأن العربي والاسلامي وهموم الأمة .
وتعد المجلة احد الانشطة التي يقوم بها مركز (الأمة) الذي تأسس كمركز متخصص يعمل في مجال اعداد البحوث والدراسات الجادة المختصة بالشأن العراقي في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والامنية إلي جانب الدراسات العامة في الشئون الثقافية والعلمية والادارية كما يعني باعداد الكوادر وتطويرها وتأهيلها .
ويقول احمد الفياض رئيس تحرير مجلة (حضارة )في افتتاحية العدد الاول أن المجلة وهي تفتتح عامها الاول فانها تسعي جادة لان تكون ميدانا للتعريف بالنشاط الفكري العراقي في اوساط المثقفين والقراء في البلاد العربية لتحقيق التواصل المعرفي المقصود بين المثقفين العرب والمسلمين لذلك فهي تستضيف إلي جانب الباحثين العراقيين كل المفكرين والاكاديميين المهتمين بالشأن الاسلامي من البلدان العربية والاسلامية .
يضم العدد الاول ثلاثة دراسات تتناول الاولي ( منهج فهم الصراع مع الصهيونية ) للدكتور محمد مورو ،والثانية (رحيل بوش ..خيارات اوباما وخيارات المقاومة ) للمفكر الاستراتيجي طلعت رميح والثالثة (ماذا في انتظار الرئيس ) للباحث محمد رشيد .
ويجد القاريء داخل نفس العدد مقالتين الاولي ( الولاياتالمتحدةالامريكية .. بعض مفاهيم القوة وموجباتها ) للدكتور رافع الفلاحي ،والثاني (بين نهاية التاريخ ونهاية امريكا ) للكاتب احمد هواس .
ويتناول ملف العدد موضوع (آثار الاحتلال الامريكي للعراق ) وفيه موضوعات نظرة اقتصادية للاحتلال الامريكي الاسباب والنتائج للكاتب عبد الستار احمد ، وآثار الاحتلال علي اللغة العربية العراق نموذجا للدكتور احمد قاسم ، واغتيال كفاءات عراقية .. تراجع علمي ومستقبل مجهول للباحث والكاتب حسين الرشيد .
ويتضمن العدد تقرير مترجم عن ( امريكا وتحديات ما بعد العراق ) ، وفي باب (الوثائق والفتاوي ) يجد القاريء ثلاثة فتاوي حول فتوي هيئة علماء المسلمين في العراق ، وفتوي الشيخ عبد الكريم زيدان ، وفتوي الشيخ عبد الملك السعدي .
وضم العدد إلي جانب ذلك عرضا لانشطة مركز الامة للدراسات والتطوير والذي تضمن عقد جلسة حوارية ، ومحاضرة وورشة عمل حول اللغة العربية ،ومحاضرة للدكتور حاكم المطيري بمقر المركز .
والمتصفح للعدد الاول من مجلة ( حضارة ) يجد نفسه امام باقة من التحليلات والدراسات التي تتناول قضايا الأمة بشكل يجمع بين العمق في التحليل والبساطة في الاسلوب بما يسهم بشكل كبير في توعية العرب والمسلمين باهم القضايا المصيرية التي تواجههم والتي تعاني منها الشعوب العربية والاسلامية .
وقد تعلمنا من خبرة التاريخ أن الفهم الصحيح والواعي لتلك القضايا واسبابها وتداعياتها هي الخطوة الاولي لمواجهة المخاطر والتحديات التي تحيط بالمنطقة واتخاذ ردود الفعل الايجابية والسليمة الكفيلة بوضع الامة علي طريق الرقي الحضاري وتجاوز ازماتها واستعادة دورها الفاعل والمؤثر في عالم اليوم .
كما ان المجلة بما تقدمه من موضوعات تغطي الجوانب السياسية والاقتصادية والتربوية وغيرها تعد اسهاما من مركز الأمة للدراسات والتطوير في التنمية الثقافية اللازمة للخروج من حالة الركود الحضاري التي يعيشها المسلمون وتذكير بالدور المفقود للامة الاسلامية حين كانت هي الاكثر مشاركة في المسيرة الحضارية للانسانية علي مدي ثمانية قرون كاملة .
وخلال هذه القرون الطويلة كانت اللغة العربية هي لغة العلم الاولي في العالم وكان علي باباوات روما تعلمها وإتقانها حتي يتمكنوا من استيعاب العلوم التي توصل اليها العلماء المسلمين في كل المعارف من طب وزراعة وهندسة واجتماع وفلك وغيرها واطلوا بها علي العالم من مراكز الاشعاع الحضاري في صقلية وبغداد والقاهرة والاندلس وهو مااعترفت به المستشرقة الالمانية زيجريد هونكة في كتابها الرائع ( شمس العرب تشرق علي اوربا ).