القاهرة: أصدرت مكتبة الإسكندرية كتاب "كيف تقرأ الهيروغليفية المصرية القديمة؟" لمؤلفه مارك كولر، ويعد دليلاً لتعليم اللغة المصرية القديمة ويقدم للقارئ نصوصاً هيروغليفية حقيقية مع شرح كامل لها وتقديم أدوات مساعدة لدراستها. ووفقا لصحيفة "الراي" الكويتية يتضمن الكتاب ثمانية فصول تشتمل تمرينات مساعدة للقارئ، وقاموساً متخصصاً بجميع العلامات التي تم استخدامها في النصوص الموجودة بالكتاب. يقول المؤلف في مقدمته "قمنا بالتركيز على الآثار المحتواة في المتحف البريطاني، وبصفة خاصة اللوحات أو النصوص الجنائزية الخاصة بالموظفين المصريين، بالإضافة إلى توابيت المقابر ومناظرها، وكذلك قائمة الملوك الشهيرة بقائمة أبيدوس التي ترجع إلى عصر الملك رمسيس الثاني". يأتي الفصل الأول بعنوان "الهيروغليفية" وهو عبارة عن تعريف للقارئ بماهية هذه اللغة والتي وصفت بأنها صور استخدمت كعلامات في الكتابة. يمثل كثيرا منها مخلوقات حية أو أدوات أو أجزاء مثل البومة، أو قِدر الماء، وغير ذلك. وحول اتجاهات الكتابة؛ يوضح الفصل الثاني أن الهيروغليفية استخدمت بطريقة جمالية أكثر من استخدامها كحروف كما هي الحال في نظم الكتابة الحديثة، خاصة أنها شكلت جزءاً أساسياً من الشكل الجمالي للأثر نفسه. كما أن الكتابة الهيروغليفية هي كتابة اقتصادية من حيث المساحة المكتوبة. ويرشدنا هذا الفصل إلى طريقة سهلة لقراءة الهيروغليفية بترتيبها الصحيح؛ حيث ينصح بقراءتها من الأمام أو من وجه العلامة ونحو الخلف، ومن أعلى إلى أسفل في حالة أعمدة الكتابة، فالعلامات عادة ما تتجه في اتجاه بداية النص. أما بالنسبة للأسماء؛ ففي المصرية القديمة تنقسم الأسماء إلى مذكر ومؤنث، وهو أمر يسهل التعرف عليه حيث إن الأسماء المؤنثة تأخذ علامة محددة كنهاية لها، في حين أن الأسماء المذكرة نادراً ما تأخذ نهاية محددة. وفي الفصل الثاني يعرض المؤلف استخدامات أخرى للهيروغليفية، حيث يتم التعريف بالعلامات ثنائية الصوت والعلامات ثلاثية الصوت والتي تستعرض جمال الخط الهيروغليفي ومرونته... كما يقدم هذا الفصل معلومات مهمة عن أسماء ملوك مصر القديمة، ومنها أسماء الملوك التي ظهرت على قائمة أبيدوس المحفوظة بالمتحف البريطاني. فيما يعرف الفصل الثالث بكتابات وهجاءات متميزة والاختصارات التي تغير في ترتيب العلامات، والكتابات غير المكتملة. وأيضاً صيغ القرابين وهي الأكثر شيوعاً بين النصوص الهيروغليفية الموجودة على الآثار الجنائزية الباقية من مصر الفرعونية. أما الفصل الرابع فيساعد القارئ على اكتساب المعرفة بالعلامات الهيروغليفية التي يحتاجها لهدفين محددين: الأول هو قراءة أسماء الملوك، أما الثاني فهو القدرة على قراءة صيغ القرابين. ويتضمن هذا الفصل أيضاً تحليلا وتعليقا على عبادة أوزير في أبيدوس حيث كانت مراسم الاحتفال السنوية ولوحات أبيدوس من أهم آثار الدولة الوسطى. ويتطرق الفصلان الخامس والسادس للنصوص التي تقع في زمن الماضي، حيث يتم التركيز على النصوص والنقوش التي يحكي فيها المتوفى ويصف حياته الوظيفية، كما يقدما أيضاً الضمائر المستخدمة في اللغة المصرية القديمة. ويركز الفصل السادس على الوصف السردي المركب خاصة التعبير عن الاستمرارية إلى المراحل التالية من الحديث، وكذلك ذكر أشياء وأحداث أخرى تقع أثناء ذلك الزمن. ويعطي الفصل السابع معلومات غزيرة عن التوصيف والتخصيص، إذ يركز على الصفات والنعت الذي يصف صاحب اللوحة كشخص عاش حياة أخلاقية أو شخص قام بإنجازات جيدة في الخدمة الملكية. وفي الفصل الثامن يقدم الكاتب لدارس اللغة المصرية القديمة صيغة النداء إلى الأحياء، والتي يناجي فيها المتوفى أجيال المستقبل لتحافظ على شعائره الجنائزية. كما يتطرق إلى زمن المستقبل والذي استخدم خصيصاً للتعبير عن التمنيات والتوقعات.