القاهرة: صدر عن الهيئة المصرية العامة لقصور الثقافة الجزء الخامس من كتاب "النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة" للمؤرخ المصري جمال الدين أبي المحاسن يوسف بن تغري بردي الأتابكي, وهو يعتبر من أهم المراجع التاريخية الخاصة بالمشرق العربي ومصر, خصوصاً في العصر الوسيط الذي عاش فيه المؤلف. يرصد الجزء الخامس - كما ذكرت صحيفة "الحياة" اللندنية - وقائع ولاية المستنصر بالله على مصر - في ظل الحكم الفاطمي - الذي ولِّي الخلافة بعد وفاة والده الظاهر لإعزاز دين الله, وعمره 7 سنوات و27 يوماً, فيما بقي في الخلافة 60 عاماً و4 شهور. ويكتب ابن تغري بردي: "ولا أعلم أحداً في الإسلام, لا خليفة ولا سلطاناً, طالت مدته مثل المستنصر". ويرصد ابن تغري بردي أن في عهده حدث في مصر الغلاء "الذي ما عهد بمثله منذ زمان يوسف عليه السلام, ودام 7 سنوات حتى أكل الناس بعضهم بعضاً، حتى قيل: إنه بيع رغيف واحد بخمسين ديناراً, وحتى إن المستنصر هذا بقي يركب وحده, وخواصه ليس لهم دواب يركبونها, وإذا مشوا سقطوا من الجوع, وآل الأمر إلى أن استعار المستنصر بغلة يركبها من صاحب ديوان الإنشاء, ونزحت أم المستنصر وبناته إلى بغداد خوفاً من أن يمتن جوعاً". كما يرصد ابن تغري بردي في هذا الجزء وقائع ولاية المستعلي بالله "ابن المستنصر" التي استمرت سبعة أعوام, فتولى بعده ابنه الآمر بأحكام الله وعمره خمسة أعوام, وبقي في الملك تسعاً وعشرين سنة وتسعة شهور, وقتل وعمره خمس وثلاثون سنة, وابتهج الناس بقتله, بحسب ما يورد ابن تغري بردي "لفسقه وسفكه الدماء وكثرة مصادرته واستحسانه الفواحش". ويعتبر ابن تغري بردي - مع ابن إياس والمقريزي- أهم مؤرخي العصر الوسيط العربي والمصري بخاصة.