بيروت: صدرت حديثاً عن دار الساقي رواية "سلاّم" للكاتب والاعلامي السعودي هاني النقشبندي، وتدور احداثها حول أمير سعودي يعشق التاريخ فيقرر أن يزور غرناطة. ووفقا لجريدة "الخليج" الإماراتية يشاهد الأمير في غرناطة قصر الحمراء، ويعجب بأجزائه الرئيسية وهي الحدائق الملكية والقلعة العسكرية وقصر الملك نفسه، ومن شدة اعجابه بالقصر، قرر أن يبني مثيلاً له في عاصمة وطنه الرياض. ولكنه يلتقي بشيخ مغربي له أصول اندلسية، يحذره من لعنة الحمراء وقصرها، إلا في حالة واحدة، وهي أن يأتي ب "سلاّم" الرجل الذي بنى القصر الأصلي في غرناطة. يبدأ البحث عن رجل عمره ألف عام وتنتقل أحداث الرواية الى طنجة ومن ثم مدينة الشاون، الى أن يلتقي هذا الأمير ب "سلاّم" الذي يرفض بناء القصر لأنه أصبح رمزاً للصراع من الآخر، وبالتالي فإن إعادة بناء قصر الحمراء ليست سوى إعادة لتجديد الصراع مرة أخرى. ووفق ماجد الشيخ بصحيفة "الحياة" اللندنية : "على مسرح الرّواية تتعايش أجيال من شخصيّات لم يظلمها السّرد، ولم تطردها الرّواية خارج «جنّاتها» التي بقيت مفتوحة حتّى النّهاية، نهاية العودة إلى الواقع، واقع أنّ من يريد البناء، عليه أن يبدأ بالحب، بالحوار لا بالصدام. وهذه فحوى كلمات «سلاّم» التي أطلقها قبل أن يعود من حيث أتى، كي يحرّرنا من لعنة الأندلس؛ «قبل أن نبني الحمراء مرّة أخرى، علينا أن نطهّر أنفسنا. حان للمعركة أن تنتهي، لن ننتصر على أحد، لن ينتصر أحد على أحد، لأنّه لا يمكن أن نحيا من دون آخر نستمدّ منه بقاءنا، الأشجار الكثيرة هي ما يصنع حديقة جميلة، كذلك الأديان، كلّها يقرّبنا إلى الله، وكلّها يصنع إنساناً صالحاً وحديقة جميلة». وإذ نجحت الرّواية في عمليّة الإسقاط، بين ما مثّلته الأندلس، وما يمثّله الصّراع اليوم بين ثقافات تتواجه على مسرح الحضارة العالميّة الرّاهنة، فأن السّرد الرّوائي قد تخفّف كثيراً من أعباء التّعقدات التي كان يمكن أن تحملها وقائع الصّراع الرّاهن اليوم، فآثر تكثيفاً رمزيّاً استطاع من خلاله أن يجعل من الأندلس والحمراء وسيلته الإيضاحيّة، للقول: «إننا لم نكن بذلك القدر من الصّلاح في الأندلس لنكون قدوة لأحد». وحتّى العثور على «سلاّم» لم يكن ليحرّر القصر من لعنته، بقدر ما كان لبعثه من رماد التّاريخ والغاية إسداء النّصيحة، بأنّ المطلوب ليس هدم التّاريخ ولا تكراره بالطبع. ف «سلاّم» نفسه باني القصر، أدركته لعنته، وقد جاء في كتب قديمة أنّه كان يُرى أسفل الحمراء ينتحب ويقول: «والله لا تستحقّون». هذه الجملة ظل يرددّها على كلّ من يراه، ولا أحد يعرف لماذا،؟ ولا ما كان يقصد". يذكر أن هاني النقشبندي من مواليد الرياض في المملكة العربية السعودية، تفرغ للعمل الصحافي منذ العام 1989 وأصبح رئيساً لتحرير مجلة "المجلة" ومجلة "سيدتي" في لندن. من اصداراته "يهود تحت المجهر" و"لغز السعادة" وتعتبر "سلاّم" روايته الثانية بعد روايته الأولى "اختلاس" إلى جانب أنه يقدم حالياً برنامجه السياسي الاجتماعي "حوار مع هاني" على قناة تلفزيون دبي.