كتاب يؤرخ للسينما التسجيلية المصرية في 75 عاماً محيط - حاتم عبدالهادي السينما التسجيلية أحد الروافد التي يمكن أن يستقي منها التاريخ المصري ، لذا تأتي أهمية كتاب " السينما التسجيلية في مصر " فى أن مؤلفه عبد القادر التلمساني هو أحد رواد هذا الفن ، ورائد من الرواد الذين صنعوا تاريخ مصر السينمائي ، كما أن وزارة الثقافة المصرية اذ تأخذ علي عاتقها نشر هذا الكتاب فانما لتقدم للتاريخ وثيقة من أهم الوثائق الفنية لتاريخ السينما التسجيلية في مصر ، وتأتي أهمية الكتاب في كونة دراسة شبة بيلوغرافيا شاملة ، وهو من الكتب التي تحتاج اليها المكتبة العربية للتأريخ للسيمنا العربية في الوطن العربي ومنطقة الشرق الاوسط . يقع الكتاب فى سبعة أقسام تبدأ بمقدمة عن نشأة السينما التسجيلية فى العالم , ثم يأتي الجزء الأول ليحدثنا عن المجلات والجرائد السينمائية , ثم يتبع ذلك بالحديث عن رواد السينما التسجيلية , ثم يضيف لذلك تجربة الافلام التسجيلية بعد انشاء التلفزيون عام 1960م وكذلك يعرض لأهم أفلام المركز القومى للفيلم التسجيلى , ومركز الفيلم التجريبى , والمركز القومى للسينما , ثم يلحق ذلك بالحديث عن الشركات الخاصة لانتاج الفيلم التسجيلى . السينما التسجيلية العالمية منذ أكثر من مائة عام ، وتحديداً فى الثامن والعشرين من عام 1895 م ولدت السينما التسجيلية على يد الأخوين ( لوميير) – " لوى وأوجست لوميير " – واللذان قدما عرضا لمدة دقيقتين أو أكثر بعنوان " الخروج من مصانع لوميير " و" وصول قطار الى محطة لاسبوتات " ومنذ ذلك التاريخ 1895 م بدأت السينما التسجيلية فى الظهور والانتشار , ولقد تخصص فى انتاج الفيلم التسجيلى رواد عالميون كبار أمثال : روبيرت فلاهيرتى الآمريكى ( 1884 – 1951 ), و" دريجا فيرتوف السوفيتى (1895-1954 ) و" جون جريرسون الانجليزى ( 1898-1973 ), و" جوريس ايفانس الهولندى (1898 – 1989 م) وغيرهم . هذا ومن المعلوم أن السينما قد نشأت تسجيلية وكانت مدة عرض الفيلم تتراوح بين دقيقتين حتى وصلت الى ساعة وما يزيد على الساعتين أيضاً وبدأت السينما التسجيلية تنتشر فى أوروبا وفى كل أرجاء العالم الكونى . السينما التسجلية فى مصر نشأت السينما المصرية تسجيلية أيضا , على غرار السينما العالمية إبان ظهورها، وعلي يد رائد السينما المصرية محمد بيومي ( 1894 -1963م ) حيث أصدر مجلة ( آمون ) السينمائية عام 1923م ، وظهر العدد الأول منها بترحيب الأمة المصرية بعودة الزعيم " سعد زغلول " من منفاه عام 1923م ، ثم تتابعت الآعداد بعد ذلك . وبعد ثلاثين عاما من هذا التاريخ قامت " شركة شل المصرية " بإنشاء وحدة الإنتاج السينمائي ، وأصدرت مجلة سينمائية أخري بعنوان " صور من الحياة " تناولت فيها المشروعات الهامة في مصر خلال عامي ( 1954 -1955م ) . وتتابعت الأفلام الستجيلية بعد ذلك من خلال ( الوكالة العربية للسينما ) والتابعة لوزارة الثقافة فأصدرت مجلة سينمائية عام 1972م وكان عنوانها " مصر اليوم " هذا وقد سبق كل ذلك انشاء ( جريدة مصر السينمائية) عام 1935 وقد أسسها المصور السينمائي( حسن مراد) وكانت تابعة لستوديو مصر حتى وفاته عام 1970م ثم ألت تبعيتها للهيئة العامة للاستعلامات التابعة لوزارة الاعلام فغيرت اسمها الي ( جريدة مصر السينمائية الناطقة ) وأصدرت أكثر من ألفين وخمسمائة عدد حتى الآن ، وتعتبر سجلا تاريخيا عظيما للحياة المصرية والعربية . رواد السينما التسجيلية في مصر لقد ظهر أول فيلم تسجيلي في تاريخ السينما المصرية عام 1924م ليواكب افتتاح مقبرة (توت عنخ أموت ) وقد أخرجه ( محمد بيومي) – رائد السينما المصرية – وكانت مدته ثمانية دقائق ، ثم تلاه فيلم " حديقة الحيوان " من اخراج " محمد كريم " عام 1927م ، ثم أخرج " نيازى مصطفي " عددا من الأفلام الدعائية " لشركات بنك مصر " عام 1936م ، كذلك أخرج المصور السينمائي مصطفي حسن " فيلم (( الحج الي مكة )) عام 1938م ، كما أخرج ( صلاح أبو سيف ) فيلما عن (( وسائل النقل في مدنية الاسكندرية )) عام 1940م ، إلا أن كل هؤلاء تحولوا بعد ذلك إلي اخراج الأفلام الروائية وأصبحوا أعمدة السينما المصرية ( الدراما ) . إلا أن الرائد الأول الذي أجمح عليه النقاد والمؤرخون للسينما التسجيلية هو المخرج سعد نديم ، وقد قدم لنا " سعد نديم " ما يربو علي الثماينن فيلماً ، بدأها بفيلم " الخيول العربية " ومدته عشرة دقائق عام 1974 م, كما قدم لنا العديد من الأفلام الوطنية ذات الطابع السياسى وغيرها ونذكر منها : فيلم " الفن المصرى المعاصر " , " راغب عياد ", " حكاية من النوبة " , " عدوان على الوطن العربى " , " فليشهد العالم ", " موكب النصر ". صلاح التهامى ( 1922 – 1997 ). ويعد صلاح التهامى ثانى رواد الفيلم التسجيلي فى مصر , حيث سافر الى لندن لدراسة السينما التسجيلية ثم عاد الى مصر وقدم العديد من الأفلام الرائعة نذكر منها "دياب " , ثم سافر بعد ذلك الى سوريا وأخرج عدة أفلام عربية مهمة : " دمشق " , " متحف دمشق " , " الفنون البدوية فى سوريا " , " حمص وحلب و اللاذقية " , و" المصايف السورية " . [ عبد القادر التلمسانى ( 1924 م) ]. وهو صاحب كتاب " السينما المصرية فى 75 عاماً " والذى نقدم له الآن – ويعتبر من أهم رواد الفيلم التسجيلى , فقد سافر الى باريس عام 1948 م , ودرس السينما بمعهد الدراسات العليا السينمائية(C.E. H.D .) ,ثم درس فى معهد , الفيامولوجيا" بالسوربون , وعاد الى مصر فقدم لنا عام 1957 م فيلم " الآراجوز في المعركة " –( عرائس ) 1957 م ,و" اليوم العظيم " 1964 م. ثم انشأ مع شقيقه المصور السينمائى " حسن التلمسانى " شركة " أفلام التلمسانى إخوان , وهى أول شركة تخصصت فى إنتاج الفيلم التسجيلى حيث أنتجت أكثر من ثلاثين فيلماً ثم أنتجت أيضاً لحساب الغير, ولا تزل أغلب هذه الأفلام من مقتنيات " معهد العالم العربي فى باريس " ومن هذه الافلام :" رحلة فى كتاب وصف مصر 1972 م, " دار الفن فى القرية 1973 م, " فنون الخط العربى " 1974 م , " زخارف عربية " 1974 م, " زخارف قبطية " 1975 م, " المصحف الشريف " 1977 م " والديمقراطية فى مصر " 1984 م , " القرية الفرعونية 1992 م , " الحضارة والتعمير " 1995 م. [ رواد السينما التسجيلية ] [ سعدية غنيم – سمير عوف – فريدة عرمان- سميحة الغنيمى – ألفريد ميخائيل- على الغز ولى]. ومن رواد السينما التسجيلية أيضا ( سعدية غنيم ) والتي قدمت العديد من الأفلام نذكر منها : " دير سانت كاترين " 1962 م , " الأرض السليبة " 1964 م , " طريق الآلام " 1976 م , نفرتيتي عام 1970 م. وأيضاً [ سمير عوف ] والذى قدم الكثير من الأفلام منها: القاهرة 1830 م, قصيدة بنتاؤر 1970 م,"لؤلؤ النيل" 1972 م," مسافر الى الشمال .. مسافر إلى الجنوب" 1974 م وغيرها . و[ فريدة عرمان ] التى قدمت العديد من الافلام منها : " المراة المصرية 1974 م , " رقصات مصرية 1975 م , " الشواطى المصرية" 1984 م , " السد العالى " 1991 م " ذكريات مصطفى أمين "1994 م , " العرب الرحل" 1999 وغيرها. ومن هؤلاء [ سميحة الغنيمى] والتي قدمت الكثير منها : " الخيول العربية " 1971 م , حارة نجيب محفوظ 1989 م وغيرها . عبدالقادر التلمساني - رائد السينما التسجيلية وأيضا [ د. ألفريد ميخائيل] والذى قدم : مصر الفتاة " 1976 م , " أوبرا عايدة" 1987 م وغيرها .وكذلك [ د. / على الغز ولى ] والذي قدم العديدمن الافلام منها : " مسجد قايتباى 1981 م, " أرض الفيروز"1982 , "رشيد" 1983 م, " سيناء هبة الطبيعة " 1985 م , " حكيم دير سانت كاترين 1987 م , وغيرها. ومن هؤلاء أيضا [ محمود سامى عطا الله] والذى قدم : " الوادي الجديد " 1968 م ," العبابدة " 1969 م , "قناة جونجلى" 1980 م , " مسجد العريش"1981 م وغيرها. وقد انشأت وزارة الثقافة المصرية عام 1967 م " المركز القومى للافلام التسجيلية " ورأس المركز الكاتب الصحفى الفنان/ حسن فؤاد , ثم أ./ سعد نديم ,ثم / صلاح التهامى . ومن بين من قدمهم المركز المخرج خيرى بشارة والذى قدم بدوره العديد من الأفلام التسجيلية المهمة منها : "صائد الدبابات" 1974م , " طبيب فى الأرياف " 1975 م , " طائر النورس " 1976 م , " حديث الحجر" 1979 م وغيرها ، ومن بين المخرجين العظماء قدم المركز المخرج / حسين الطيب والذي قدم : " مدينة لن تموت " 1974 م , " مسجد السلطان قلاوون" 1978 م , "مسجد السلطان حسن " 1980 م , " مسجد محمد على " 1986 م , " مسجد الرفاعى " 1995 م وغيرها . مراكز هامة للسينما التسجيلية وفى عام 1969 م انشأت وزارة الثقافة مركز الفيلم التجريبى , ورأسه المخرج / شادى عبد السلام صاحب الفيلم الطليعى العظيم " المومياء " 1969 م , هذا وقدم شادى عبد السلام الى جانب "المومياء" العديد من الأفلام التسجيلية المهمة نذكر منها : فيلم " آفاق " 1974 م ، " جيوش الشمس " " كرسى توت عننح آمون " 1983م " ما قبل الأهرامات " 1984 ، " رمسيس الثاني 1985م وغيرها . بعد النجاح العظيم لدور الأفلام التسجيلية في رصد الواقع المعاصر والتراث القومي ، انشأت وزارة الثقافة المصرية عام 1981م المركز القومي للسينما ورأس المركز أ/ أحمد الحضري ، ثم مديره – الآن – د./ محمد كامل القليوبي . ولايستطيع راصد لتاريخ السينما التسجيلية أن يغفل الدور العظيم الذى قدمته شركات الفيلم الخاصة , حيث بدأت هذه الشركات فى الظهور من عام 1968 م بداية بشركة "أفلام التلمسانى" والتى تحدثنا عنها أنفا , ثم شركة ( فرعون فيلم) أحمد فؤاد درويش والتى قدمت العديد من الأفلام المهمة منها : "تى" 1968 م , "الماشطة"1968 م," آمون حتب"1972 كذلك تم انشاء شركة (أبنود فيلم) عطيات الأبنودى – زوجة الشاعر عبد الرحمن الأبنودى –وقد أخرجت العديد من الأفلام منها :" حصاد الطين" 1971 م ,- والذى يعد أهم الأفلام التسجيلية المصرية – وكذلك فيلم "أغنية توحة العظيمة" 1972 م ,"التقدم الى العمق" 1979 م," بحار العطش" 1980 م," الأحلام الممكنة " 1983 م ," أيام الديمقراطية " 1969 م وغيرها . ثم ظهرت شركة ( سكوبيوفيلم) أسماء البكرى,والتى قدمت العديد من الأفلام المهمة منها: "قطرة ماء" 1979 م ," بورتربه"1981 م, " دهشة " 1981 م وغيرها وتأتى الخاتمة لنذكر بعض المخرجين الروائيين الذين قدموا العديد من الأفلام التسجيلية المهمة ومن هؤلاء "فيلم القلعة" توفيق صالح ," هروب العائلة المقدسة" ولى الدين سامح, " عيد الميرون" يوسف شاهين ,"تاريخ السينما المصرية" احمد كمال مرسى, " من اجل الحياة" لحسين حلمى " وغيرهم .