باريس: صدر في باريس رواية "البدوي" للروائي محيد طراد التي نشرت على حلقات في مجلة " وهج باريس" التي تنشر باللغتين العربية والفرنسية، وقد طبعت الرواية مرتين الأولى عن دار «لارماتان» الفرنسية والطبعة الثانية عن دار " آكت سود" عام 2002 وهي عن مشوار حياة طفل بدوي مليئة بالأشواك وكأنه يمشي على رمال من شوك. فالروائي محيد الطراد كاتب الرواية عبر فيها عن قصته وسيرته فهو وفقاً لجريدة "تشرين" السورية رجل الأعمال الناجح الذي أطلق عليه مجتمع رجال الاعمال الفرنسيين لقب " ملك الاسمنت" فالبدوي السوري الذي انطلق من الصفر أصبح اليوم يمتلك مجموعة الطراد وهي الأولى في أوروبا وعالمياً في تجارة أدوات البناء وكان محيد الطراد الذي صعد سلم النجاح خطوة فخطوة منذ تخرجه من جامعة مونبلييه الفرنسية مروراً بعمله في شركة طومسون والكاتيل، ثم عمله في أبو ظبي مديراً لشركة للبترول حتى تأسيس شركاته التي تتوزع فروعها في أنحاء العالم، ولديه ألف موظف ومئة ألف زبون في ستين بلداً في العالم. هذه الرحلة في العلم والعمل والمغامرة المشوبة بروح التحدي في صنع المستحيل هي التي صنعت رجل أعمال ناجحاً وروائياً يحمل قلمه شفافية المبدع في قصة مؤثرة ورائعة منحت جائزة فخرية تحت عنوان "الطراد ثار البدوي". وقد أثارت الرواية اهتمام النقاد والمثقفين العرب لما تحتوي من حس إبداعي ولغة فنية شاعرية تحمل القارئ الى عالم الصحراء الساحر والمليء بغموضه وشاعريته الأثيرة. ونتعرف في الفصول الأولى من الرواية وفقاً لجريدة "تشرين" السورية على بطل القصة الطفل «معيوف» الذي عانى من جروح نازفة من فقدان الأم ورحيل الأب والفقر والحرمان وعانى الغربة في شبابه عندما رحل الى فرنسا ليكمل تعليمه تاركاً الحب والحبيبة أشبه بغصة مؤلمة تراوده بين الحين والآخر. البدوي الصغير لم يعرف إلا الجرح والألم منذ أن تفتحت عيونه على الحياة تخلى والده عنه تاركاً الأم ضحية للقمع الذكوري في مجتمع القبيلة المتعصب ، رأى الطفل معيوف نفسه منبوذاً من مجتمع يرفضه هو وأمه المطلقة فاضطرت ان تهرب من قبيلة الزوج عبر الصحراء حاملة وليدها للالتحاق بعائلتها في منطقة أخرى. هذه العائلة لم تستقبلها بالترحاب كما توقعت بل كانت اشد عنفاً من الزوج الظالم، البدوي الطفل عاش مع جدته بعد أن تزوجت الام وأنجبت طفلين من رجل آخر. لم يعرف الصغير طفولة سعيدة بل أصبح يتيما بعد وفاة والدته الذي سبب له حزناً كبيراً «نظرت إليه بعينيها دون أن تقول كلمة ولكنها كانت تقص عليه قصة طويلة. لامست يدها بيده في حساسية ورقة لكن يد الأم بدأت تسقط شيئاً فشيئاً حتى وصلت الى الأرض.. وعرف أن أمه ماتت». لاحقه الألم فهو منبوذ في مجتمع قبائلي لا يرحم، طلب من جدته أن تسمح له بالدراسة لكن الجدة رفضت ان تستمع إليه رافضة أن تشرح له السبب، وكان يمضي بعد الظهر في رعي الأغنام ويصر على أن يصبح الأفضل مهما كانت الطريق صعبة، لذلك قرر متابعة الدراسة. وفي مجتمع المدرسة الصغير كان يعاني حسبما ذكرت "تشرين" من الاحتقار من زملائه فهو فقير وابن امرأة مطلقة. لكنه كان دائماً متفوقاً على أقرانه ينتزع إعجاب الاساتذة بذكائه ونجاحه. في رواية البدوي شخصية بطل الرواية «معيوف» الذي أصبح «قاهر» هو طفل يحاول الهروب من قدره كراع في تلال الصحراء وطموحه يدفعه للاعتقاد انه نسي من جاء مدفوعاً من واقعه بين معيوف وقاهر يدفعه ان يتناسى «فاديا» الفتاة التي تنتظره في سورية لكنه لا ينسى علاقته بالصحراء الجميلة.