واشنطن: صدر مؤخرا كتاب "بلاك ووتر" لمؤلفه الصحافي الامريكي جيريمي سكاهيل المعتمد في مجلة نايشن الامريكية وهو من أصول ايرلندية. يتحدث الكتاب، حسبما أوردت صحيفة "العرب اليوم" الأردنية، عن بلاك ووتر التي تعتبر أخطر منظمة سرية مسلحة في التاريخ الحديث، ويبدأ المؤلف بالتعريف بمؤسس المنظمة وهو ايريك برانس المولود في ولاية متشجن الامريكية من اصول هولندية وعائلة تنتمي الى مذهب كالفن, وكانت شديدة التعصب الديني لكن برانس سرعان ما تحول الى الكاثوليكية وصار شعاره "يبني هيكل سليمان بالسيف والمسطرين معا". ويوضح الكتاب أن برانس عاد ومنظمته الى التقاليد الامريكية القديمة التي تقوم على فلسفة "صائدو الجوائز وفروات الرأس" مقابل أجر, كما ان مؤسسا آخر للمنظمة هو كولسون كان يدعو لبناء عقد اجتماعي جديد في امريكا بين المتدينين والعسكريين، وقد اشتقت المنظمة من هذه الفلسفة دعوتها لخصخصة الامن والجيش الامريكي. اما بدايات المنظمة نفسها فيعيدها الكتاب الى فترة تولي ديك تشيني وزارة الدفاع "1989-1993" حيث اعتمد سياسة تخفيض الجيش وتوسيع الشركات الخاصة وكان بذلك يخدم تحالفا شهيرا بين هذه الشركات وشركة هاليبرتون. ومع تصاعد هجمات القاعدة وعاصفة الطائرات في سبتمبر 2001 انفتحت آفاق واسعة امام بلاك ووتر التي تأسست عمليا سنة 1997 على مساحة 100 الف فدان واشتقت اسمها من مستنقع للقاذورات بالقرب من كارولينا الشمالية حيث مقرها الرئيسي بالقرب ايضا من مجمع للاستخبارات وقاعدة انور فولك .. وقد اتخذت من "الاسد النائم" شعارا لها كما سوقت نفسها بأسماء اخرى مثل "شركات الامن الخاصة والمقاولون المدنيون" وتمنح الشركة للمرتزقة القتلة الذين تستأجرهم اجورا يومية تتراوح بين 200 - 300 - 600 دولار. ولا تخفي الشركة توظيفها للثقافة الصليبية - اليهودية فيعلن مؤسسها, برانس انهم ورثة فرسان مالطة وتعود الى عسكر الاستبارية الذين كانوا ضمن الحملات الصليبية واستمرت بعد ذلك تحت شعار جمعية الفرسان العلاجية لحماية الحجاج المسيحيين والاعتناء بهم. ومما يذكره الكتاب حول تدخلات او علاقة عصابة القتل المذكورة باوساط "سياسية" امريكية وغير امريكية، علاقات قوية مع اليمين الجمهوري, ابتداء من ريجان وانتهاء مع بوش، وعلاقات مع مجلس السياسة الوطنية وهو هيئة شبه سرية تضم ديك تشيني وجون بولتون، وعلاقات مع منظمة هاغاي "التضامن المسيحي الدولي" التي اشرفت على تدريب 60 الف قائد انجيلي في مختلف دول العالم بينها دول عربية، وعلاقات مع عواصم وسفارات دولية وعربية. كما يذكر الكتاب - وفقا لنفس المصدر - تفاصيل عن دور البلاك ووتر في تأسيس معارض عسكرية في عواصم عربية وغير عربية باسم "معرض السلام - سوفكس" اما ابرز مهام البلاك ووتر القذرة التي كشف الكتاب دورها في العراق بعد الاحتلال النازي الامريكي له, دورها في افغانستان لحماية انابيب النفط ودورها في فتنة دارفور بعد ان تبين وجود كميات كبيرة من النفط والغاز واليورانيوم في السودان, ودورها في سيراليرون للسيطرة على تجارة الماس, ودورها في منطقة بحر قزوين ضد روسيا وايران حيث تتداخل مهام المخابرات الامريكية مع دور هذه العصابة سواء في العلاقة مع رئيس اوزبكستان اسلام كريموف او مع رئيس اذربيجان الهام علييف او مع الرئيس الجورجي شاكاشفيلي الذي حملته "ثورة برتقالية" بدعم البلاك ووتر.