محيط : "لقد أصيب الكمبيوتر الخاص بك بفيروس.. اضغط هنا للحصول على أحدث برنامج لمكافحة الفيروسات" .. كثيرا ما نري هذه الرسالة أثناء تصفحنا للإنترنت ، والكثير منا يصدقها .. والنتيجة دائما تكون في غير صالح المستخدم ، لأن هذه النوعية من الرسائل تشكل آخر موجة من المخاطر التي تهدد متصفحي الانترنت ويطلق عليها اسم "برامج التخويف" وهي برامج مؤذية تتنكر في صورة برامج لمكافحة الفيروسات في حين أنها تهدف في حقيقة الأمر إلى التسلل إلى داخل الكمبيوتر الخاص بك. ويقول فرانك فيلزمان الخبير بالوكالة الاتحادية الألمانية لأمن تكنولوجيا المعلومات إن هذه النوعية من الهجمات تزايدت مؤخرا مضيفا "تشير التقديرات إلى أن ما بين أربعة إلى خمسة مليون مستخدم أضيروا منها على مستوى العالم".
وكشفت إحصاءات شركة ستيجانوس المتخصصة في برامج الأمن أن واحدا من كل 300 من عملاء الشركة تعرض بالفعل لأحد برامج التخويف. وكشفت دراسة أجراها معهد علم النفس بجامعة نورث كارولينا الأمريكية أنه ما أسهل أن يسقط متصفح الانترنت ضحية لرسالة تحذره من وجود فيروسات على جهاز الكمبيوتر الخاص به حيث أنه يفترض أنها صادقة. وكان الباحثون الذين أجروا الدراسة يرسلون تحذيرات زائفة إلى بعض المستخدمين ، وفي 63 بالمئة من الحالات ، كان هؤلاء المستخدمون يصدقون التحذيرات ويعمدون إلى تحميل "برامج التخويف" المرفقة بالتحذير الكاذب. وهناك أنماط مختلفة من برامج التخويف لعل أقلها ضررا هو الأنواع التي تحتال على المستخدم ليدفع مبلغا من المال نظير شراء برنامج عديم الفائدة تماما ، وهناك أنواع أخرى تتسلل مثل أحصنة طراودة إلى داخل الكمبيوتر وتلحق أضرارا بنظام التشغيل أو تطلع على البيانات المهمة المخزنة على الذاكرة. وفي كثير من الأحيان يصعب على المستخدم التخلص من برامج التخويف عندما تتسلل إلى الكمبيوتر الخاص به باستخدام برامج مكافحة الفيروسات التقليدية ، ويكون الحل الأمثل في هذه الحالة هو إعادة تنزيل نظام تشغيل جديد على الكمبيوتر.
فيروسات 2008.. الأقوي عالميا
وكانت شركة "إف سيكيور" المتخصصة فى أمن المعلومات قد أعلنت أن عام 2008 شهد تحقيق رقم قياسى فى النمو الهائل فى عدد الفيروسات على شبكة المعلومات الدولية "الإنترنت".
وأضافت الشركة أن عداد كشف الفيروسات الخاص بها تضاعف ثلاث مرات فى سنة واحدة, أو على الأصح ازداد عدد الفيروسات التى تراكمت خلال ال21 عاما الماضية بنسبة 200 % فى غضون سنة واحدة فقط.
وأكدت "إف سيكيور" فى تقريرها الختامى لأمن المعلومات لنهاية عام 2008, أن جرائم الإنترنت أصبحت الآن أكثر تفشيا واحترافية عن ذى قبل، معتبرة أن عدم توافر الفعالية الواضحة للسلطات المحلية والعالمية فى ملاحقة ومحاكمة وسجن مجرمى الإنترنت من المشاكل التى تحتاج إلى حل فورى.
ودعا ميكو هايبونين مسئول البحث الرئيسى للشركة إلى إنشاء ما يسمى ب"سياسي الإنترنت" للتعامل مع جرائم الإنترنت. مضيفا "أن النقطة الحاسمة اليوم هى أن عددا قليلا من مرتكبى تلك الجرائم يعاقبون , وبالتالى فإننا نرسل بالرسالة الخطأ إلى المجرمين: ونقول لهم "إن هذا هو الطريق الذى يجب أن تسلكوه لجنى المزيد من المال ولن تتعرضون للملاحقة أو العقاب".
وشددت الشركة على أن النشاط الإجرامى بغرض المكاسب المالية يظل الدافع الرئيسى وراء الزيادة الهائلة فى تهديدات الإنترنت. مشيرة إلى أن الفيروسات التى نشهدها هذه الأيام تنتجها عصابات إجرامية منظمة تستخدم تقنيات بالغة التطور والتعقيد.
وأضافت الشركة أن العالم هذا العام شهد زيادة ملحوظة فى نشاط البرمجيات الضارة التى تعمل عن بعد والتى تعرف ب"بوت نت"، حيث تعتبر شبكات الكمبيوتر المصابة بهذه البرمجيات تحديا كبيرا أمام صناعة أمن تكنولوجيا المعلومات وذلك بسبب قوتها الحاسوبة الهائلة فى وقوفها وراء المستوى غير المتوقع لنشر الفيروسات ورسائل البريد الإلكترونى المزعجة " سبام ".
وكانت قضايا أمن الإنترنت قد صنعت أخبار عالمية خلال عام 2008 , وذلك بدءا بالزيادة الهائلة فى عدد الفيروسات المنتجة باللغة الصينية خلال دورة الألعاب الأوليمبية بكين , ووصولا إلى الهجمات على أنظمة الكمبيوتر الخاصة بمرشحى الرئاسة فى الولاياتالمتحدةالأمريكية.
فقد أصيبت أجهزة كمبيوتر ثلاثة مستشفيات رئيسية فى العاصمة الإنجليزية لندن جراء انتشار فيروس بها , فيما أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية منع استخدام أقلام الذاكرة "يو إس بى " على أجهزتها بسبب التهديد الأمنى الذى تعرضت له.
وقد وصل انتشار الفيروسات إلى ما أبعد من حدود الأرض, إلى الفضاء , وذلك حين وجد فيروس صمم لسرقة كلمات السر الخاصة بالألعاب على الإنترنت , طريقه إلى محطة الفضاء الدولية عبر جهاز كمبيوتر محمول مصاب.
وفى الوقت الذى تظل فيه مسألة تقديم مجرمى الإنترنت إلى العدالة مهمة تحد, إلا أنه لا تزال هناك بعض قصص النجاح فى هذا المضمار مؤخرا، فقد قام مكتب التحقيقات الفيدرالى الأمريكى بإغلاق " سوق الظلام", وهو سوق على الإنترنت للمتاجرة بأرقام البطاقات الإئتمانية المسروقة وتقديم خدمات الإنترنت غير الشرعية.
وتم أيضاً إغلاق شركة "ما كولو" التى تقدم خدمات استضافة لمواقع تستضيف عدد كبير من برمجات " بوت نت " الضارة, مما نتج عنه هبوط مؤقت فى عدد رسائل البريد المزعجة " سبام".