جولة منافسة جديدة بين خدمات البريد الإلكتروني واشنطن: بدأت شركة جوجل جولة منافسة جديدة مع شركتى ياهو ومايكروسوفت بعد قيامها برفع سعة التخزين لخدمة بريد جي ميل إلى أربعة جيجابايت مع تقديم خدمة البريد الإلكتروني ببروتوكول IMAP التي تتيح الوصول إلى رسائل البريد الإلكتروني من مختلف الأجهزة في أي مكان مع مزامنة رسائل البريد في مختلف الحسابات. ورغم أن جي ميل يقدم بروتوكول POP منذ وقت طويل إلا أن الإضافة الجديدة تمثل تحديا للخدمات المنافسة من مايكروسوفت وياهو، حيث يتيح بروتوكول POP لبرامج مثل أوتلوك تنزيل الرسائل من خادم الإنترنت لكنه لا يعدل حالها على الخادم سواء كان ذلك لوضع علامة "تمت قراءتها" أو حذفها أو تعديلها في أوتلوك. ومثلا، إذا كان لدي المستخدم خمس رسائل في حساب جي ميل فبعد تنزيلها في أوتلوك وقراءة أربعة منها ونقل ثلاثة منها إلى مجلدات أخرى وحذف واحدة، فسيجد أن تلك كل الرسائل الخمسة ستظهر في حسابه على الخادم لدى جي ميل لا تزال غير مقروءة. أما بروتوكول IMAP، كما ورد بموقع ITP الإلكتروني، يؤمن اتصالاً متزامناً بالاتجاهين بين الخادم وبرنامج البريد الإلكتروني في الكمبيوتر أو الهاتف المحمول عند توفر الاتصال، أي أن هذا البروتوكول يتعامل مع مجلدات البريد البعيدة كما لو أنها محلية مم يفيد كثيرا إذا كان المستخدم يتصل بالبريد من خلال أجهزة مختلفة ومتعددة سواء هاتف محمول عند السفر أو أوتلوك في العمل. وتستهدف جوجل من وراء هذه الخدمة تقديم حل جذاب للشركات والأفراد ممن يعتمدون على خدمات جوجل أبس Google Apps، وغيرها من خدمات الشركات. وفى نفس السياق، بدأ برنامج المحادثة "Google Talk" الذي طرحته شركة جوجل يظهر بشدة كمنافس قوي لماسنجر الياهو والهوتميل لما يتميز به من جودة فى المحادثات الصوتية وسرعة نقل الملفات. ويتمتع هذا البرنامج بالمرونة حيث يمكن عمل دعوة للأصدقاء عن طريق البريد الإلكتروني، وسرعة إنشاء الاتصال مع المضافين بالقائمة وإرسال الرسائل الصوتية مباشرة، إلا أنه يتطلب تسجيل اسم مستخدم لدى بريد جوجل، ويمكن تحميله من خلال هذا الرابط:www.google.com/talk. ولتأمين خدمة البريد الإلكتروني، قامت جوجل بشراء إحدى الشركات الكبرى فى مجال تأمين السرية لخدمة جي ميل في محاولة منها لجذب عدد أكبر من المستخدمين خاصة وأن هذه الخدمة مازالت غير قادرة على المنافسة فى ظل اكتساح الهوتميل والياهو هذا المجال. وتعمل شركة "بوستيني" على تطوير تكنولوجيا الشفرات والأرشيف للبريد الإلكتروني بالإضافة إلى الرسائل الإلكترونية السريعة، ومن المتوقع أن تستقطب هذه التكنولوجيا عدداً أكبر من الشركات لاستخدام البريد الإلكتروني لجوجل "جي ميل" والمرتبط ببرامج لجوجل منها التقويمات والشبكات المنظمة للمعلومات ونظام الرسائل السريعة.
ويرى الخبراء أن هذه الخطوة من قبل جوجل تعتبر مؤشراً على نيتها الدخول في منافسة مع شركة مايكروسوفت العملاقة للبرمجيات فى هذا المجال خاصة وأن أكثر من مئة ألف من العملاء يستخدمون برامج "جوجل أبس" التي تسعى لمنافسة نظام مايكروسوفت أوفس، بالإضافة إلى نحو عشرة ملايين مشترك بالعالم يستخدمون نظام جي ميل بينما تصل خدمة بوستيني إلى 35 ألف شركة. ويعتمد بريد "جي ميل" على تقنية أجاكس التي تستجيب بسرعة لتفاعل المستخدم وطلباته، كما يقدم أسلوبا سهلا لتصنيف الرسائل في محادثات تشمل أول رسالة وما يليه من ردود متبادلة، بالإضافة إلى تقييم كلمة المرور حيث تظهر الخدمة مدى قوة كلمة المرور التى يتم كتابتها فإذا تم اختيار كلمة مرور بتكرار ذات الحرف 16 مرة ستبقى عبارة "ضعيفة" weak. وأهم ما يميز جي ميل هو تدعيمه للغة العربية فبعد تعثر المستخدمين فى كتابة الرسائل بالعربية تم تحسين دعم لغة الضاد لاحقاً ودمج الخدمة مع برنامج دردشة واتصالات هاتفية حسب تواجد أصحاب العناوين. وقامت جوجل بتزويد الهواتف المحمولة أيضاً بخدمة البريد الإلكتروني "Gmail" حيث يتمكن المستخدمون من الدخول إلى حسابهم بسرعة تفوق برامج البريد الإلكتروني بنحو خمسة أضعاف. بريد ياهو إلى ما لا نهاية على الجانب الآخر قامت شركة ياهو مؤخراً فى ذكرى عيد ميلادها العاشر برفع سقف المساحة للإيميلات المجانية المقدمة منها الي لا محدود أو بمعنى آخر يستطيع مستخدم إميل ياهو تخزين كل ما يحلو له على بريده دون النظر للمساحة المتبقية لأنها أصبحت بلانهاية. تأتى هذه الخطوة من ياهو تنفيذا لما وعدت به مستخدميها على لسان المدير العام لقسم خدمة البريد الالكتروني جون كريمير الذى أعلن منذ فترة قصيرة أن الشركة قد قررت تزويد كل مشتركي بريد ياهو الالكتروني بسعة تخزين غير محددة ابتداء من شهر مايو الذي يصادف مرور عشرة أعوام على انطلاق ياهو. وكانت شركة جوجل التي أطلقت بريدها الالكتروني gmail قبل عدة سنوات قد وفرت لمشتركيها سعة تخزين واحد جيجا بايت و بدأت تدريجيا في زيادته إلى أن وصل إلى 2.5 جيجا بايت. أما بريد ياهو الذي انطلق في عام 1997 فقد بدأ بسعة تخزين متواضعة كانت تبلغ 4 ميجا بايت ، واستمرت الشركة في زيادتها إلى أن وصلت إلى واحد جيجابايت في عام 2005 في خطوة للحاق بجوجل. ووفقا لإحصائيات مؤسسة comScore Media Metrix ، يعد بريد ياهو الالكتروني هو الاكبر في العالم حيث يبلغ عدد مستخدميه 250 مليون فرد ، يليه بريد مايكروسوفت ثم جوجل . وفي المقابل، حذا بريد مايكروسوفت "هوتميل" حذو الآخرين فزاد سعة تخزين بريده الالكتروني إلى 5 جيجا بايت. كما أعلنت مايكروسوفت أنها عمدت إلى تحديث خدمة البريد الإلكترونى المجانى الخاصة بها "هوت ميل" وأضافت خدمة جديدة وهى "هوت ميل فور موبايل" التى تتيح إمكانية فتح البريد الاليكترونى باستخدام الهواتف المحمولة. وأشارت الشركة إلى أن خدمة هوت ميل الجديدة أصبحت أسرع وأكثر أماناً وأسهل فى الاستخدام مقارنة بالخدمة القديمة، ولن يحتاج مستخدمو خدمة هوت ميل الحاليين إلى إدخال أى تعديلات على عناوين بريدهم الاليكترونى لاستخدام الخدمة الجديدة.