منذ ظهور الهاتف المحمول فى أوائل التسعينيات من القرن الماضى لم يخطر على بال أكبر المتفائلين أن يتحول إلى ثورة تكنولوجية غير مسبوقة ومستمرة دون توقف، وأن استخدامه لن يصبح منصباً فقط على مجرد إجراء المكالمات الهاتفية خاصة بعد دخول تقنية الجيل الثالث، وبدأ استخدامه كجزء من منظومة التعامل مع نظم التأمين واجراءات أمن المعلومات. فقد عرضت إحدى شركات التكنولوجيا فى معرض معدات ونظم التأمين الذى عقد أخيراً بمدينة سان فرانسيسكو الأمريكية، نظاماً يجمع بين الخدمات مثل الكوبونات وأرقام العضوية والبرامج الصحية وغيرها داخل حافظة الهاتف المحمول مما يمكن من خلاله التعرف على هوية الشخص وتحديد مدى أحقيته فى الحصول على هذه الخدمات. وتأتى هذه الخطوة فى ظل الاتجاه السائد الآن فى استخدام التكنولوجيا الحديثة وما أنتجته من أجهزة إلكترونية فى أمن المعلومات والتحكم فى الدخول والخروج بالمطارات والمؤسسات وغيرها. وتشير مثل هذه الأنظمة أن الشخص لم يعد فى حاجة لحمل بطاقته الشخصية أو بطاقة العضوية فى النادى أو بطاقة الائتمان وغيرها من الأدوات المستخدمة الآن والتى أصبحت بالنظر لتكنولوجيا اليوم تقليدية أو كما يقولون "عفا عنها الزمن"، ليحل محلها الهاتف المحمول الذى من خلاله يمكن التعرف على الشخص ومعرفة هويته وكل البيانات عنه. كل هذه الاستخدامات الجديدة المتوقع أن تحدث فى القريب العاجل تضاف إلى الاستخدامات غير المتوقعة للهواتف المحمولة لنجد مثلاً: المحمول يراقب المنازل =============== ففي الإمارات تعتزم شركة "du" طرح خدمة جديدة للمراقبة المنزلية عبر الهاتف المحمول ضمن باقة خدمات الجيل الجديد أطلقت عليها "عين كوم". ويمكن للمستخدمين من خلال هذه الخدمة مراقبة منازلهم وممتلكاتهم مباشرة عبر شاشة هاتفهم المحمول في أي وقت حيث ستزود الكاميرا بشريحة "du" للهاتف مع إمكانية إضافة شريحة ذاكرة للكاميرا لتخزين اللقطات التي يرغب العميل الاحتفاظ بها. ويستطيع المستخدم التحكم بالكاميرا عن بعد وتحريكها في الاتجاهات الأربع، بما يمنحه صورة شاملة للمحيط الذي يرغب بمراقبته. وأوضحت الشركة أنه لابد أن يكون العميل والكاميرا في منطقة مشمولة بتغطية الجيل الثالث 3G، وكذلك هاتف متحرك مناسب (3G)، حتى يتمكن العميل من إجراء مكالمة فيديو مع الكاميرا المزودة بشريحة الهاتف. وتتميز كاميرا خدمة "عين كوم" بتوفير صوت وصورة ملونة، تجعل المستخدم يشعر وكأنه في منزله، بالإضافة إلى خاصية تقريب وإبعاد الصورة، ونظام الرؤية الليلية التي تتيح للعملاء مراقبة منازلهم ومحالهم حتى في الظلام، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء الإماراتية "وام." وتتمتع الكاميرا بحجمها الصغير، مما يسهل من عملية التركيب في الأماكن المرتفعة، كما يمكن للمستخدم من التحكم في أعطاء صلاحية الاستخدام لمن يشاء عبر رمز التعريف الشخصي، الذي سيمَكن الأشخاص المخول لهم فقط من تفعيل الكاميرا، وإجراء مكالمات الفيديو. ومحمول يتعرف على صاحبه ويغلق أوتوماتيكياً عند فقده =============================== نجحت شركة ماتسوشيتا إليكتريك اليابانية فى إنتاج جهاز تليفون محمول يمكنه التعرف على صاحبه كما يغلق أوتوماتيكياً في حال ابتعاد صاحبه ويمكن العثور عليه من خلال الأقمار الصناعية فى حالة فقده. ففي حالة ضياع الهاتف الذى أطلق عليه "P903i" يتم إدخال رقم التليفون على موقع على الإنترنت الذى يقوم بدوره بعرض خريطة توضح مكان التليفون بالتقريب لصاحب الهاتف. ويعمل هذا التليفون باستخدام بطاقة سوداء صغيرة في حجم تذكرة مترو وتعمل البطاقة كمفتاح أمان إذ تتصل لاسلكياً بالتليفون المحمول فعندما يضع صاحب التليفون تلك البطاقة في حقيبته أو جيبه، يدرك التليفون أن صاحبه قد ابتعد عنه ويغلق أوتوماتيكياً لمنع أي شخص آخر من استخدامه. ويستطيع صاحب التليفون الاختيار بين إغلاق التليفون عند الابتعاد عنه مسافة 26 قدماً أو 66 قدماً أو 130 قدم، وفي حالة ضياع البطاقة، يستطيع صاحب التليفون إدخال رقم سري لإغلاق التليفون إلا أنه سيتعين عليه شراء بطاقة جديدة. ويتميز هذا الهاتف أيضاً بخاصية التعرف على الوجه مما يمنع الآخرين من استخدام التليفون المحمول أو الإطلاع على البيانات الموجودة عليه إذا كان التليفون على المسافة المقررة. ولتشغيل تلك الخاصية، لابد من أن يلتقط صاحب التليفون ثلاث صور على الأقل لنفسه باستخدام الكاميرا الموجودة بالتليفون وذلك مع العلم بأنه يمكن التقاط 10 صور وفي أوضاع مختلفة. ويتعين على صاحب التليفون عند تشغيل هذه الخاصية أن يلتقط صورة حديثة لنفسه باستخدام كاميرا التليفون حتى يقوم الجهاز بتحليل الصورة ومقارنتها بالصور المخزنة لديه قبل أن يقبل التشغيل. وآخر .. يحذر من الحرائق ================ ففي رومانيا، نجح مخترعان في ابتكار محمول جديد بامكانه العمل كجهاز تنبيه عن الحريق وبإمكانه أيضا أن ينقذ حياه مئات الأشخاص وتولدت هذه الفكرة عندما سمع المخترعان بحادث نشوب حريق هائل في قطار فرنسي كان في طريقه بين باريس وفيينا ، حيث واصل القطار رحلته لساعتين متواصلتين دون أن يدرك مهندس القطار ماذا يحدث ، ومن خلال هاتف محمول واحد مزود بالنظام أمكن إنقاذ عشرات الأزواج . ففي حالة حدوث أي تغيير في المناخ تقوم أجهزة الاستشعار بالتحذير إما عن طريق الصوت أو الإضاءة كما يمكن برمجتها على إرسال إشارات أوتوماتيكياً إلى سلطات الطوارئ . والأخير.. يحدد اتجاه القبلة ================ وفي نفس الإطار، تقدم شركة هاتف محمول في دولة الإمارات لعملائها خيار تلقي مكالمة بموعد الصلاة على أجهزتهم ومن المتوقع أن تحظى هذه الخدمة بشعبية كبيرة في الدولة التي تعد الأولى في العالم العربي من حيث معدل استخدام المحمول، وبذلك أصبح المزج بين التكنولوجيا الحديثة والإسلام عملاً تجارياً ناجحاً فبأقل من 4 دولارات يمكن لصاحب الهاتف تحميل هذا البرنامج والاستماع إلى الآذان في موعده، وميزة ذلك النظام هو أنه يكون بوسع المسافر إلى الخارج التعرف على مواعيد الآذان بدقة.