غزة فى القلب.. الرجوع الحقيقي لدين الله هو المخرج من هذه الفتنة محيط إيمان الخشاب فى حلقة خاصة من برنامج "الميثاق الغليظ" على قناة "الرحمة" الفضائية تحدث الدكتور علاء سعيد تحت عنوان "غزة فى القلب " وأكد أن القدس لن تعود الينا ولن تعود العزة الينا بمجرد كلمات نسمعها دون العمل فليس هناك فائدة من كلام نسمعه ليل نهار ومن كتب نقرأها ومن مناظر نشاهدها وفى النهاية نحن كما نحن عليه . وتساءل الدكتور علاء سعيد : هل ظلمنا الله ، هل ترون ان الأمة فى مكانتها التى ارادها الله "لا تهنوا ولا تحزنوا" "كنتم خير امة اخرجت للناس" مهما تكلمنا ومهما دمعت اعيننا بدون عمل لديننا لا فائدة ، هزم المسلمون فى احد ومعهم رسول الله ولكن نصر الدين فالدين لا يهزم ابداً ، اذا تخلفنا عن منهج الله حدثت الهزيمة عندما نتحدث فإن كلامنا هذا يفرض علينا مسئولية العمل به لأن الله سيجمع الأولين والآخرين ويسألهم "فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يرى " وعندما نسمع هذه العبارات ويبقى المشرك على شركه ، والطالب المهمل يواصل اهماله الكل يبقى محلك سر لا يتقدم فما الفائدة من مشاهد ومحاضرات ودموع وبكاء . أنا أريد أن اقول اننا سنتسائل فى يوم واريد ان اقول ان القدس فى القلب ، والمسألة ليست ان يتوقف اليهود عن قتل المسلمين وتشريد الاطفال وقتلهم ، فإذا خرجوا من القدس فماذا سيحدث ؟، نحن ان نريد خروجهم من بلادنا تبرعنا بالأطعمة والدواء وكل شىء فهل اعطيناهم ما ينصرهم على اعدائهم، اذن لابد من العمل الجاد حتى ينصرنا الله . وقسم الشيخ علاء سعيد حديثه الى ست نقاط بدأ بالنقطة الأولى وقال : اعلم انه لايحدث شىء الا بقدر الله ، رب العالمين لا يظلمنا ولكن اكثر الناس لا يعلمون ان النساء التى ترملت فى القدس لم يحدث هذا الا بقدر الله ، ولا شردت الاطفال الا بقدره تعالى فكل شىء يحدث بقدر الله الموت والحياة "ان كل شىء خلقناه بقدر " ، فقد قدر جل وعلا ان نستضعف لحكمة علمها من علمها وجهلها من جهلها ، وجهلنا بالحكمة لا يمنع وجود الفائدة فى الحدث ، فى غزوة أحد ننظر الي انها هزيمة لكنها فيها استفادة وهى اذا تخلفنا هزمنا عندما وعد موسى أربعين ليلة قال "ان هى الا فتنتك " ، فرب العالمين يختبر عباده لا يجعل الانسان يعيش فى راحة وطمأنينة بل يبتلى بالخير والشر فتنة ، يقول رسول الله "عجبا لأمر المؤمن أمره كله خير " لايحدث شىء فى الكون إلا بأمر الله وقدره الله يختبر عباده . النقطة الثانية :ان لله سنن كونية فى خلقه لا تتبدل ولا تتغير ، الله يمهل الظالم، فرعون كان يتجبر ويظلم وفى النهاية اين هو الآن أين من تجرأ على خالق العباد جل جلاله ، أين عاد وثمود والمشركون وابو جهل والوليد بن المغيرة ، رب العالمين له سنة لن تتغير لا تظن الله يعجز عليهم وليس بقادر عليهم بل يستدرجهم "فكل أخذنا بذنبه" النقطة الثالثة : ان أمة محمد صلى الله عليه وسلم مصطفاة ومرحومة ومنصورة ، مصطفاة وحتى ان زنا بعضهم وان سرق بعضهم ولو تبرجت النساء ، والظالم فى مشيئة الله ان شاء غفر له وان شاء لم يغفر، "ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه " ، لماذا كل ذلك لأن الشر مهما وجد فى أمة محمد فما وجد فى غيرها من الأمم أشد بكثير ، والخير مهما وجد فى غيرها من الامم فهو اقل بكثير من خير امة محمد. والأمة مرحومة بكلام رسول الله "ان هذه الأمة مرحومة" لا يمكن ان يستأصل المسلمون فى الأرض ولا تهلك لسبب عام ، وهى أيضاً أمة منصورة يقول تعالى "ولا ينصرن الله من ينصره" ، فأنا والله اتعجب ممن يشكون من نصر الأمة ، المشكلة فينا نحن ولكن دين الله منصور ، كل مكان يدخله ليل ونهار يدخله الإسلام أى فى كل مكان على الأرض ، هناك الكثيرين من يظنون فى الله ظن السوء "الظانين بالله ظن السوء" يقولون ان الله سيتخلى عن القدس والمقدسات وينصر اليهود والاعداء ويمكن الكفرة ويعزهم ، كيف يا اخوان لا ينصر الله دينه والمسلمين ، كيف يرفع الله راية الكافرين ؟ هذا هو ظن السوء بالله نحن ليس بأرحم على العباد من الله مهما دمعت أعيننا لم نرحم الأم الفلسطينية التى فقدت ابنها أكثر من الله ان الله ارحم بعباده من هذه الأم بولدها ، ولكن لماذا يحدث هذا فيهم ، اقول ابتلاء فمنهم من يخفف الله عليه من العذاب ويكفر عنهم سيئاتهم ، كلنا سنموت ولكن هؤلاء يموتون وهم يدافعون عن بلادهم . النقطة الرابعة يا اخوان : أن كل ما يحدث فى الأمة كلها الآن وليس فى فلسطين فقط بسبب ذنوبنا ، رب العالمين جعل لكل شىء سبب ونتيجة فى الكون ، انت إذا أغمضت عينيك لن ترانى لأن العين جعلها سبب للرؤية ، هناك الكثير فى الأمة من يدعو غير الله ويذبح لغير الله ويثق فى غير الله من لا يتحاكم بشريعة الله ويسرق ويزنى حينما ينزل علينا العذاب نعلم انه من ذنوبنا أى من عند أنفسنا . ويواصل الشيخ علاء سعيد سرد النقاط الست واصلاً للنقطة الخامسة التى أكد فيها أن الأمة لن تخرج من هذه الفتنة الا بالرجوع الحقيقى الى دين الله الذى لا يقتصر على المكوث فى المساجد بل القيام بمسئولية كل واحد منا لأن الله امرنا بالتقدم والاقدام . الأمة فيها قدرات كبيرة لكن هناك من يعيش لنفسه فقط نريد ان نعود لكتاب الله فى كل شىء بينك وبين امرأتك وفى عملك وشارعك ، الغزالى رجع الى كتاب الله ومات وعلى صدره صحيح البخارى . والنقطة السادسة التى اريد الإشارة اليها أنه لا يجوز أن ننصر الأعداء على اخواننا ، ان لم استطع ان أنصر اخوتى ، من الناس من ينصر الأعداء ببعض المقالات مثلا فى احدى الصحف ، أو المحاضرات ،أو بأى وسيلة مثلاً شرائك المنتج اليهودى من الأسواق لايجوز أبداً بأى حال من الأحوال ، لابد أن نقوم بالكفاية ان نكفى أنفسنا لابد أن نكون أمة منتجة ، الآن حتى مشط الكبريت أجده مكتوب عليه "صنع فى الصين" ينبغى ان يقوم كلاً منا بواجبه وان نستغنى عن هذه المنتجات مطلقاً لأنها لاتعين العدو على اخواننا فقط بل تكون وسيلة لسفك دماء اخيك فى الإسلام بشكل غير مباشر ، يجب ان لا ننصر أعداء الدين بأى شكل من الأشكال ، واعلموا أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ، وأسال الله أن ينصر إخواننا فى فلسطين ويعزهم ويقدرنا على مساندتهم والله المستعان...