محيط : دعا فضيلة الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي للمسلمين خلال محاضرة التراويح أمس الأول بالجامع الكبير أئمة مساجد الدوحة أن يتحدثوا في خطبهم يوم الجمعة اليوم عن يوم الغضب للقدس ذلك لأن المسجد الأقصي يتعرض لكثير من الانتهاكات من قبل اليهود. من جانب آخر ألقي فضيلتة محاضرة تناول فيها تفسير لآيات سورة المائدة حيث قال إن الله عزوجل ذكر صفات عديدة في سورة المائدة لقوله تعالي : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَي الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَي الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ولا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ْ) فالله تعالي يخبر أنه الغني عن العالمين، وأنه من يرتد عن دينه فلن يضر الله شيئاً، وإنما يضر نفسه بحسب التقرير الذي كتبه الصحفي مهند الشوربجي لجريدة الراية القطرية. وأن لله عباداً مخلصين، ورجالاً صادقين، قد تكفل الرحمن الرحيم بهدايتهم، ووعد بالإتيان بهم، وأنهم أكمل الخلق أوصافاً، وأقواهم نفوساً، وأحسنهم أخلاقاً، أجلُّ صفاتهم أن الله (يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ْ) فإن محبة الله للعبد هي أجل نعمة أنعم بها عليه، وأفضل فضيلة، تفضل الله بها عليه، وإذا أحب الله عبداً يسر له الأسباب، وهون عليه كل عسير، ووفقه لفعل الخيرات وترك المنكرات، وأقبل بقلوب عباده إليه بالمحبة والوداد. وأضاف أنه من لوازم محبة العبد لربه، أنه لابد أن يتصف بمتابعة الرسول صلي الله عليه وسلم ظاهراً وباطناً، في أقواله وأعماله وجميع أحواله، كما قال تعالي: (قُلْ إِن كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ) كما أن من لازم محبة الله للعبد، أن يكثر العبد من التقرب إلي الله بالفرائض والنوافل، كما قال النبي صلي الله عليه وسلم في الحديث الصحيح عن الله: وما تقرب إليَّ عبدي بشيء أحب إليَّ مما افترضت عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتي أُحبه، فإذا أحببتُه كنتُ سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه. مؤكداً أن من لوازم محبة الله معرفته تعالي، والإكثار من ذكره، فإن المحبة بدون معرفة بالله ناقصة جداً، بل غير موجودة وإن وجدت دعواها، ومن أحب الله أكثر من ذكره، وإذا أحب الله عبداً قبل منه اليسير من العمل، وغفر له الكثير من الزلل. ومن صفاتهم أنهم ( أَذِلَّةٍ عَلَي الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَي الْكَافِرِينَ ) فهم للمؤمنين أذلة من محبتهم لهم، ونصحهم لهم، ولينهم ورفقهم ورأفتهم، ورحمتهم بهم وسهولة جانبهم، وقرب الشيء الذي يطلب منهم وعلي الكافرين بالله، المعاندين لآياته، المكذبين لرسله - أعزة، قد اجتمعت هممهم وعزائمهم علي معاداتهم، وبذلوا جهدهم في كل سبب يحصل به الانتصار عليهم، قال تعالي: (وَأَعِدُّوا لَهُم مَا اسْتَطَعْتُمْ مِن قُوَّةٍ وَمِن رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ) وقال تعالي: (أَشِدَّاءُ عَلَي الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ) فالغلظة والشدة علي أعداء الله مما يقرب العبد إلي الله، ويوافق العبد ربه في سخطه عليهم، ولا تمنع الغلظة عليهم والشدة دعوتهم إلي الدين الإسلامي بالتي هي أحسن. فتجتمع الغلظة عليهم، واللين في دعوتهم، وكلا الأمرين من مصلحتهم ونفعه عائد إليهم، واوضح ان علي المسلمين ضرورة المجاهدة في سبيل الله ْ بأموالهم وأنفسهم، بأقوالهم وأفعالهم.