محيط: قدم د.سلمان بن فهد العودة " المشرف العام على مؤسسة الإسلام اليوم شرح لمفهوم التدين في حلقة (الحياة كلمة) حيث قال :" قرأت البارحة كتاب "تحولات التدين في المجتمع السعودي " من مركز دراسات غيناء ، والعالم كله فيه تحولات التدين بل عبر الديانات العالمية حتى الطوائف الدينية هناك تحولات فيها فما الذي يحدث من موجات التدين وما مدى تأثيرها على متغيّرات العالم ، والدين لفظ يتكرر كثيرا وله معاني عشرة عند اللغويين فمثلا يدين لفلان أي يسمع ويطيع للسلطان ، وبمعنى الجزاء والإحسان كمثل قولهم: كما تدين تدان . ويوضح العودة أن لفظ الدين له تعريف عند الإسلاميين والفلاسفة والمفهوم العام للدين هو الإقرار بوجود قوة وراء هذا الكون ، فهناك قوة إلهية عظمى خلف هذا الكون ، فالإقرار بوجود الذات الإلهية والإقرار بالرسالات السماوية ، ومن خلال الإقرار والفهم أن هناك سبيلا لكسب رضا الله جل وعلا ، ومن خلال هذا الأمر يبدو كيف يؤثر الدين وأنه ليس مجرد فكرة عابقة في الذهن ، بل هي فكرة هائلة وهذا يؤكده الجانب الفطري ، فطرة الله التي فطر الناس عليها ، فالإيمان فطرة ولابد أن يكون وهو جزء من الفطرة ويقال: لو الإنسان تُرك وشأنه لاهتدى إلى الله تعالى فلو تُرك بدون مؤثرات يهتدي إلى الإيمان بالله ولا يهتدي بالفروض والواجبات إلا بالوحي المُنزل ، فالإنسان إذا فقد الإيمان مثل النجم الذي فقد مساره وبذلك هو يميل إلى الاحتراق ، والمشاعر المتناقضة تجعل قلبه لا يهتدي وتتحوّل حياته إلى جحيم ، فالإيمان فطرة إلى الحب والبحث عمن يقدسه ، فالبحث عن المقدس فطرة موجودة حتى فيمن لا يعبد الله ويقدسه بأوقات يحتاج إلى لحظات ينفرد بها عن الناس ليتوجّه إلى الله تعالى ، فالإيمان ثابت فطري وأن أكثر الأخطاء الظن أن الدين يتكرس في المنهيات والمحرمات وهو ما يُسمى "التابو الديني " وهو من أكبر الأخطاء اختزال الدين في المنهيات والمحرمات في حين أن الدين جاء ليحفز ويُحرض الإنسان في كل مناحي الحياة ، صحيح أن جزء من الدين في المنع لكن الجزء الأكبر في الإباحة والحلال ، ومن الأفكار التي لا أجزم بها لكن اعتقد أنها صحيحة أن وجود الإيمان مكسب عظيم فالإنسان المؤمن بالله يؤجر على إيمانه فالإيمان هو عمل القلب وفي الحديث "الإيمان عمل القلب " معناه المؤمن الذي يأكل ويشرب أو يجلس يفكر بدون أي أمر هو في نعمة فارتفاع الحسنات مستمر ، للإحساس بأن الإيمان شيء عظيم ، الفطرة يطرأ عليها ما يُعززها أو يشوبها ، فالإيمان يزداد مع الطاعة وينقص مع المعصية ، فحين ملابسة المعصية فإن الإيمان يتراجع لأن الإيمان لو كان قويا لما تمكنّت المعصية منه " ويُضيف د.العودة، بحسب جريدة "المدينة" السعودية، قائلاً:" الشكل جزء من الشخصية الإنسانية وتجد أي شعب أو وظيفة أو ديانة لها شكلها المُحدد لها فهناك مواصفات شكلية تعبر عن هذه الفئة ليس الجدل هل الشكل معتبر أم لا ؟ فالشكل معتبر ، فأحيانا نحصر التدين بالمظهر ونحكم على الإنسان من خلال مظهره ، فلا نمنع أحدا أن يدخل في التدين ، فهذا تدينه موسمي وآخر مظهري ، هبّ أن هذا الإنسان منافق لا يمكن أن نفتح له بابا ، لأن الباب باب الله رب العالمين ، لابد أن نتعامل معهم بالظاهر ، نُدرك حقيقة التدين في القلب ، فالذي أنزل القرآن والشريعة علم بعلمه ورحمته أن الناس سيقصّرون فيها ، ولذلك شرع التغيير بالطهارة والاغتسال والجمال ويتقرب إلى الله بفعل الخير " ويؤكد أن العصمة للمتدينين مزلق خطير فيقول :" كون البعض يرى أن التدين عصمة وحصانة يتترّس به عن النقد فلابد من الشعور أن هناك من هو أفضل لم تحصل عليه بعد ، فهناك درجات في الإيمان ، فالتدين الحقيقي يعطينا القدرة على تقبّل النقد ، ولابد من الفصل بين ثلاثة مفاهيم وهي الدين والتدين والمتدين فالدين هو الشرع الذي أنزله الله تعالى كما يقول ابن القيم :" الدين هو الشرع المُنزل" والتدين :هو فعل الإنسان وممارسته للدين في واقع الحياة ، والشخص المتديّن هو الذي ربما تديّن وأصبح شخصًا قد يخطئ ليس باجتهاد إنما غلبته نفسه " .