بعد تصديق الرئيس السيسي على رعاية حقوق المسنين.. ما المميزات الخاصة لهم بالقانون؟    عاجل: سعر الدولار اليوم الثلاثاء 16-4-2024 في البنك المركزي المصري    في مستهل مشاركاتها باجتماعات الربيع بواشنطن.. المشاط تلتقي قيادات هيئة التعاون الدولي اليابانية جايكا    عاجل| سهم "ماكرو جروب" أداء مالي سيء خلال 2023..الشركة تتحول من الربحية للخسارة وتراجع المبيعات 28%    عبد الرازق يفتتح أعمال الجلسة العامة للشيوخ    طلب إحاطة بشأن عودة تخفيف الأحمال وقطع الكهرباء    بعد توقعات بصراع مباشر.. ما هو تاريخ الهجمات الإسرائيلية الغامضة داخل الأراضي الإيرانية؟    حرق وقتل.. أشهر 3 عصابات مستوطنين مارست الإرهاب ضد الفلسطينيين    بطولة أفريقيا للكرة الطائرة| تدريبات بدنية ل«رجال الأهلي»    تعرف على موعد سفر بعثة الأهلي إلى الكونغو استعدادا لمواجهة مازيمبي    نور الدين: راضٍ عن أدائي في القمة.. والحكم لا يجد مدافع عنه    المندوه يتحدث عن فوز الزمالك أمام الأهلي في القمة    الأرصاد تُحذر من حالة طقس غدا الأربعاء (فيديو)    تأجيل معارضة الفنانة نسرين طافش على تأييد حبسها 3 سنوات    القبض على المتهمة بإضرام النيران داخل شقة والدتها في الوراق    محافظ كفرالشيخ: تحرير 9 محاضر تموينية بقلين    القبض على 4 أشخاص لسرقتهم طالب في شبرا الخيمة    فيديو.. تاج الدين: حريصون على رفع مستوى خدمات الرعاية الصحية الأولية    الصحة تطلق البرنامج الإلكتروني المحدث لترصد العدوى في المنشآت الصحية    فيديو.. الصحة: لو لم تكن متمتعا بالتأمين فمن حقك العلاج على نفقة الدولة    بالأسماء، تنازل 21 مواطنا عن الجنسية المصرية    تخطت ال 17 ألف جنيه، مصروفات المدارس المصرية اليابانية بالعام الجديد    برنامج مباشر من مصر يستضيف حفيد عالم المصريات سليم حسن في ذكراه    جوميز يمنح لاعبى الزمالك راحة من التدريبات اليوم بعد الفوز على الأهلى    كول بالمر يصبح أول لاعب في تشيلسي يقوم بتسجيل سوبر هاتريك في مباراة واحدة منذ فرانك لامبارد في 2010    ننشر جدول امتحانات الفصل الدراسي الثاني لصفوف النقل والشهادات في بورسعيد    الخشت يشارك باجتماع التعاون بين الجامعات المصرية وساكسونيا الألمانية    الصين تؤكد على ضرورة حل القضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين    خادم الحرمين وولى العهد يعزيان سلطان عمان فى ضحايا السيول والأمطار    جوتيريش: بعد عام من الحرب يجب ألا ينسى العالم شعب السودان    مصرع منجد بالبيلنا سوهاج فى مشاجرة بسبب خلافات الجيرة ولهو الأطفال    اليوم.. الجنايات تستكمل محاكمة متهمين ب"داعش قنا"    التعليم تخاطب المديريات لتنفيذ المراجعات النهائية لطلاب الشهادتين الإعدادية والثانوية    فيلم شقو يتصدر الإيرادات بتحقيق 41 مليون جنيه في 6 أيام    معلومات الوزراء: الطباعة ثلاثية الأبعاد تقنية صناعية سريعة النمو    رد الدكتور أحمد كريمة على طلب المتهم في قضية "فتاة الشروق    استعدوا لتغيير الساعة.. بدء التوقيت الصيفي في مصر خلال أيام    المراكز التكنولوجية تستقبل طلبات التصالح من المواطنين 5 مايو المقبل    وزيرا الإسكان والبيئة يبحثان الاستغلال الأمثل لموارد مدينة سانت كاترين    «الرعاية الصحية» تضع خطة طموحة للارتقاء بقطاع الصيدلة وإدارة الدواء في 2024    مستشار الرئيس: نهدف إلى حصول كل مواطن على الرعاية الصحية الكاملة    الرئيس الصيني يستقبل المستشار الألماني في بكين.. زيارة تستمر 3 أيام    تهديد شديد اللهجة من الرئيس الإيراني للجميع    رئيس تحرير «الأخبار»: المؤسسات الصحفية القومية تهدف إلى التأثير في شخصية مصر    جدول امتحانات المرحلة الثانوية 2024 الترم الثاني بمحافظة الإسكندرية    دعاء ليلة الزواج لمنع السحر والحسد.. «حصنوا أنفسكم»    حظك اليوم برج القوس الثلاثاء 16-4-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    أحمد كريمة: تعاطي المسكرات بكافة أنواعها حرام شرعاً    أبرزها عيد العمال.. مواعيد الإجازات الرسمية في شهر مايو 2024    تفاصيل حفل تامر حسني في القاهرة الجديدة    ميدو: إبراهيم نور الدين كان سيجلس في منزله إذا طرد لاعب الأهلي    رئيس الوزراء العراقي يلتقي بايدن ويبحث اتفاقية الإطار الاستراتيجي مع واشنطن    "كنت عايز أرتاح وأبعد شوية".. محمد رمضان يكشف سبب غيابه عن دراما رمضان 2024    دعاء السفر قصير: اللهم أنت الصاحبُ في السفرِ    مصطفى عسل يتأهل لنهائي بطولة بلاك بول الدولية للإسكواش    لماذا رفض الإمام أبو حنيفة صيام الست من شوال؟.. أسرار ينبغي معرفتها    رئيس تحرير «الأخبار»: الصحافة القومية حصن أساسي ودرع للدفاع عن الوطن.. فيديو    خالد الصاوي: مصر ثالث أهم دولة تنتج سينما تشاهد خارج حدودها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نشأه الوحده 777

فى خريف عام 1976 وقبل احتفالات 6 أكتوبر بأيام .. توجهت مع اللواء (نبيل شكرى) لحضور بروفة احتفالات 6 أكتوبر – وذلك بمنصة الاستعراضات بمدينة نصر.
وهناك قابلت المشير (الجمسى) .. وبعد أداء التحية .. قال لى أنت فينك يا رجائى .. فقلت له أنا حاليا قائد لمدفعية الصاعقة .. فقال .. لأ .. ده مش مكانك دلوقت .. بعد احتفالات 6 أكتوبر تيجى تقابلنى فى الوزارة .. وبعدها حدثت واقعة (لارناكا) وكذلك استشهاد يوسف السباعى فى واقعة أخرى .. فاستدعانى المشير (الجمسى) ليكلفنى بمهمة إنشاء وحدة خاصة لمقاومة الإرهاب .. على أن تنشأ داخل وحدات الصاعقة .. على أن ينظر فى تبعيتها فيما بعد. وقد أعطانى المشير فرصة ستة أشهر لأعطى تمام إنشاء الوحدة لتكون جاهزة للعمل .. وأعطانى سلطة أن أستجلب أفراد الوحدة من كافة أفرع القوات المسلحة وخاصة الضباط.
وفى خلال أيام وجيزة وضعت تخطيطى لتشكيل الوحدة المقترح والتسليح والمعدات الفنية المطلوبة .. والمكان المقترح للوحدة.
وبدأ من هنا الاصطدام بالعقليات التقليدية من قبل قيادة الصاعقة .. حيث فرض على تنظيم كتيبة صاعقة ونفس التسليح .. ولكنى لم آخذ به ونفذت التنظيم المقترح والذى أعددته بعناية للمهام التى سوف تواجهها الوحدة .. وكذلك التسليح – كما وجدت صعوبة ما فى اختيار الأفراد سواء ضباط أو صف ضباط .. حيث كانت الوحدة والتى قوامها حوالى 90 فردًا من المتطوعين .. وقد استدعيت بعض الضباط من وحدات الصاعقة ومن وحدات خارج وحدات الصاعقة أمثال النقيب (محمد الشايب) .. وقد تم اختيار المكان فى قلب مدينة نصر لسهولة الوصول للأهداف الهامة وقربها من مطار الماظة حيث وحدة الهليوكبتر ومن الطريف أن مكان الوحدة فى مدينة نصر أطلق عليه منطقة 777 .. وذلك بعد أن انتقلت الوحدة من مكانها.
وقد تم اختيار اسم للوحدة وهو (الوحدة 777) – وإن ظلت ضمن وحدات الصاعقة إلا أن تشغيلها كان من قبل المخابرات الحربية سواء من ناحية التكليف أو المعلومات.
وبعد استكمال التشكيل والتسليح من الإمكانيات المتاحة .. حتى تأتى طلبية الأسلحة والمعدات من الخارج – بدأت فى التدريب .. والتى وضعت أساسيات لتكوين الفرد .. وهى أولا اللياقة البدنية العالية وفنيات القتال المتلاحم بالأيدى أو السلاح الأبيض .. وأخيرًا استخدام الطبنجة فى الرماية .. وأن كنت لا أعلم فى هذا الوقت ما هو المستوى المطلوب .. إلا أننى بمشاهدتى للأفلام الأجنبية وكيفية استخدامهم للطبنجة وهو السلاح الرئيسى فى تنظيم الوحدة .. بدأت أفكر فى أن هذا هو الواقع .. وكيف أصل إلى هذا المستوى .. فبدأت بوضع أسس مبتكرة للوصول إلى هذا المستوى من السرعة والدقة – وفعلا جهزت ميدانًا لهذا النوع من التدريب سواء الجاف أو بالذخيرة الحية .. ورغم أن هيئة التسليح صرفت للوحدة معدل 9 طلقات للتدريب السنوى وهو المقرر للطبنجة .. ولكنى باتصالاتى الشخصية تمكنت من أن يؤدى كل ضارب للطبنجة 500 طلقة للتدريب.
كان المقرر أن أعطى تمامًا بتجهيز الوحدة للعمل فى 6 أشهر ولكنى أعطيت تمام التجهيز بعد ثلاثة أشهر فقط وبكفاءة عالية .. وأذكر عندما حضر قائد الصاعقة للوقوف على مستوى الوحدة .. فقد وجد التنظيم ليس التنظيم ولا السلاح هو السلاح .. وأن الأفراد ملابسهم مدنية .. ولا أنسى كلمته عندما قال مازحا (أنت جايب شوية صيع وتقول عليهم وحدة) .. ولكنه بعد أن شاهد البيانات العملية سواء فى القتال المتلاحم أو الرماية .. أشاد بالمستوى وأصبح فخورًا بتلك الوحدة – وخاصة عند مشاهدته للبيانات العملية على الأهداف .. لقد ظهرت الوحدة بشكل مخالف تماماً من حيث نوعية الفرد أو التسليح أو الكفاءة وصارت مفخرة لوحدات الصاعقة – وعندما سافرت أنا وبعض الضباط للحصول على فرقة لمقاومة الإرهاب فى فرنسا – استقبلنا قائد الوحدة الفرنسى .. وفى أول يوم أدى أفراد وحدة مقاومة الإرهاب الفرنسية بيان عملى فى الرماية والنزول من الهليوكبتر والقناصة .. فطلبت من قائد الوحدة أن نؤدى نفس التمرينات فوجد أننا بنفس الكفاءة بل تفوقنا عليهم فى بعض الأداء .. فما كان من قائد الوحدة إلا أن قال .. فلنعتبر هذه الفترة تدريب مشترك بيننا .. وليستفد كل منا بالآخر.
وفى هذا اليوم علمت أن الرقم العالمى للرماية بالطبنجة مع إصابة الهدف فى أى مكان معين بالخصم هو ثانية وأثنين من عشرة (1.2) – وهذا الرقم حققه كافة من كان معى – وهنا أحسست بأهمية التدريب السابق فى فترة وجيزة حققنا الرقم العالمى .. رغم أننا تدربنا بأساليب بدائية ومقترحة.
وأذكر أنه عندما نازلت قائده الوحدة الفرنسية فى مسابقة للرمى بالبندقية القناصة تفوقت عليه بشكل مثير للفخر.
وأن كنا استفدنا كثيرًا من خبرتهم فى تكنيك وتشغيل العمل والتخطيط. وقد توليت قيادة الوحدة بعد إنشائها لمدة حوالى سنتين ونصف.
وقد أتبعت أسلوب جديد فى عمل الوحدة .. لقد جرت العادة فى العمل بالنسبة لهذه الوحدات أن تكون تحركاتها وتواجدها فى مكان العمل (الهدف) فى سريه – وأن تتسم تواجدها بالسرعة العالية. ولكنى وضعت أسلوب مخالف بعض الشىء .. حيث احتفظ بمبدأ سرعة التواجد .. ولكنى فضلت دائما الإعلان عن التواجد بشكل استعراضى .. ولكن على أن يكون المفاجأة فى أسلوب وتوقيت التنفيذ ببعض العناصر من الوحدة وإخفاء الباقى حيث أن الشكل الاستعراضى فى التواجد .. يلقى الرعب فى الفرد الأرهابى .. وأن ذلك يضيف ضغوطا بجانب التوتر الذى يعيشه الإرهابى. وقد اتبعت هذا الأسلوب فى معظم المأموريات التى كلفت به الوحدة مثل مأمورية العريش والسودان أو عُمان وغيرها – وخاصة مأمورية عمان والذى استخدمت فيه أسلوب الردع قبل أن يبدأ الخصم فى تنفيذ مهمته بيوم – حيث أن معلومات المخابرات المصرية حددت الأفراد الذين سيقومون بتنفيذ المهمة – فاختلقت مشاجرة بالإيدى مع بعض هذه العناصر وكانوا فلسطينيين .. علم منها الخصم أنه مع من سوف يتعامل وأنه يفكر ألف مره قبل أن يقدم على مثل هذا العمل .. وقد تلقى هؤلاء الأفراد علقه ساخنة ومفاجئة وفعلا مر اليوم المحدد لتنفيذ العملية بسلام وهو احتفال السفارة المصرية بعمان بيوم 23 يوليو.
وقد تم إتباع نفس الأسلوب فى بعض البلدان الأوروبية لحماية بعض الأهداف سواء الثابتة أو المتحركة. وقد حقق هذا الأسلوب نجاحًا كبيرًا فى أنه رغم انتشار الأعمال الإرهابية فى العالم فى هذه الفترة .. إلا أنه تم ردع كافة الأعمال التى كانت مخطط لها القيام بها ضد مصر فى هذه الفترة.
واذكر الفضل هنا إلى العميد (مازن مشرف) والذى كان يتولى تشغيل الوحدة والمد بالمعلومات .. حيث كان المختص بالمخابرات الحربية بالعمل ضد الإرهاب .. لقد كان الوحدة تكلف بأكثر من مهمة فى الشهر الواحد .. وفى أكثر من بلد حول العالم.
ولكن فى أواخر عام 1969 اختلفت مع قائد وحدات الصاعقة .. حيث بدأ فى إلحاق بعض الأفراد من خارج الوحدة للمأموريات .. كمجاملة لهم .. فرفضت هذا الأسلوب وطلبت ترك الوحدة .. ليتولى من بعد منى المقدم نادر عبد الله والذى سار على نفس المنهج ولكنه لم يستمر طويلا لتمسكه بنفس المبادئ .. ويتركها أيضا ليتولاها قيادات تقليدية لم تتمكن من الاحتفاظ بنفس الفكر أو المستوى مما أوقعها للأسف فى الخطأ الذى وقع فى عملية لارناكا من قبل.
حيث تم حجز طيارة مصرية بواسطة مجموعة إرهابية من الفلسطينيين وذلك فى مدينة (فالتيا) بجزيرة مالطة وبدلا من استخدام التكتيكات التى تدربت عليها الوحدة (777) فى تخليص الطائرات من الإرهابيين – استخدام أسلوب التكتيكات الميدانية .. وكأنهم القوة المنفذة تقوم بالهجوم على تبه أو موقع عسكرى .. مما أوقع خسائر كبيرة سواء فى المنفذين أو الطائرة والمدنيين بالطائرة وذلك نتيجة تدخل قيادات من الخارج وحدة (777).


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.