فى تطور متسارع ومتوقع لردود الفعل التى تلت الإعلان عن الصفقة المصرية – الألمانية، لتوريد غواصات حديثة للبحرية المصرية، هدد العدو الصهيوني، مصر بقطع المعونة الأميريكية عنها إذا مضت قدما فى استكمال صفقتها العسكرية مع ألمانيا، وبالمقابل، وجه العدو إنذارا شديد اللهجة لبرلين، بضرورة التنسيق مع "تل أبيب" قبل إقرار أى صفقات تسليحية مع أي من الدول العربية. وبحسب صحيفة "بيلد الألمانية" أن المسئولين الصهاينة قد قاموا بنقل تحذيرات القيادة السياسية الصهيونية لسفير ألمانيا فى تل أبيب، بشأن أهمية أسبقية التشاور بين الجانبين قبل المضي قدما فى تنفيذ أية خطوات تتعلق بالتعاون العسكري مع الدول العربية وعلى رأسها مصر، التى تصر قيادتها العسكرية على شراء الغواصات الألمانية من طراز 209 لتدعيم قدراتها الدفاعية فى المناطق الساحلية الشمالية. ولا تعتبر هذه هي السابقة الأولي فيما يتعلق بتدخل الكيان الصهيوني، فى الشئون العسكرية المصرية، بل وبحسب محللين عسكريين، فإن "تل أبيب" سبق وأن اشترطت للموافقة على شراء مصر لطائرات "إف 16" التى تمثل العمود الفقري للسلاح الجوي المصري، من الولاياتالمتحدة الأميريكية، أن يتم نزع "شرائح دقيقة" من أجسام الطائرات، بحيث تمنعها من التحليق لمسافات بعيدة المدي، حتى لا تمثل تهديدا "لإسرائيل"، وهو الأمر الذي وافق عليه الرئيس السابق "حسني مبارك". المعروف أن البحر الأبيض المتوسط يعتبر مجالا بحريا مفتوحا، ليس فقط للبحرية الإسرائيلية، ولكن أيضا بالنسبة للبحرية الأميريكية، حيث تجوب السفن الحربية التابعة للأسطور السادس الأميريكي المناطق القريبة من السواحل المصرية الشمالية دون انقطاع، طوال الأعوام الماضية، وقد ازدادت دوريات هذه السفن فى أعقاب سقوط النظام المصري الموالي لواشنطن باشتعال ثورة 25 يناير قبل عام ونصف تقريبا من الآن.