أشادت عدة صحف فرنسية أمس بقرارات الرئيس محمد مرسى إحالة وزير الدفاع، المشير محمد حسين طنطاوى، ورئيس هيئة الأركان، الفريق سامى عنان إلى التقاعد، معتبرة أن الرئيس أظهر «شجاعة وجرأة»، لكنها حذرت من رد فعل «الكوبرا»، فى إشارة إلى العسكر. فتحت عنوان «الرئيس مرسى يطيح بالمشير طنطاوى»، قالت صحيفة «لوموند» إن «المواجهة بين الرئاسة والجيش مازالت مستمرة»، بإعلان الرئيس عن الإطاحة بكل من وزير الدفاع، رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، المشير طنطاوى، ورئيس الأركان، الفريق عنان، واصفة الأول، والذى ظل وزيرا للدفاع منذ عام 1991، بأنه «حسن السير والسلوك»، ومشيرة إلى تعيين «المشير» و«الفريق» مستشارين للرئيس.
ورأت أن هذه القرارات ربما تكون لها علاقة بالهجوم الذى شنه «مسلحون جهاديون» على نقطة لقوات حرس الحدود المصرية قرب مدينة رفح فى سيناء؛ ما أودى بحياة 16 جنديا مصريا، وتسبب فى انتقادات شعبية وإعلامية لقادة المؤسسة العسكرية.
واصفة ما قالت إنه صراع بين مرسى والمؤسسة العسكرية بمعركة بين «النمس» و«الكوبرا»، قالت «لوفيجارو» إنه «منذ انتخاب مرسى رئيسا ومصر كلها فى انتظار المواجهة بين جماعة الإخوان المسلمين، التى ينتمى إليها أول رئيس مدنى للدولة، وبين الجيش الذى يمثل العمود الفقرى لنظام الحكم منذ إعلان الجمهورية عام 1952».
وأشارت إلى أن الآلاف تدفقوا على الميادين، دعما لقرارات مرسى، واحتفالا برحيل طنطاوى، الذى يعتبره الكثيرون أحد رموز ثورة 25 يناير التى أطاحت بالرئيس المصرى، حسنى مبارك، العام الماضى بعد نحو ثلاثين عاما فى الرئاسة.
وأشادت «لوفيجارو» بالقرارات الرئاسية الأخيرة، معتبرة أن الرئيس مرسى أظهر فى «هذه الخطوة المحفوفة بالمخاطر»، «مهارة وجرأة» فى وقت يشن فيه الجيش المصرى هجوما لتطهير سيناء من الجماعات المسلحة، عقب هجوم رفح.
ومستبعدة احتمال حدوث صدام بين الرئاسة والمؤسسة العسكرية، وصفت ما حدث ب «لعبة الكراسى الموسيقية»، خاتمة بأنه «من الصعب تصور اتخاذ هذه السلسلة من القرارات دون موافقة كبار المسئولين العسكريين». لكنها عادت وحذرت من «رد فعل الكوبرا»، فى إشارة إلى «العسكر».