وجاء يو م ميلاده وكنت قد عودته فى هذا اليوم ان اذهب اليه واخذه ونخرج سويا ونحتفل بيوم مجيئه الى الحياة على طريقتنا نتمشى انا وهو, نتكلم عن كل شئ, يحكى لى ماحدث ومايأمل بان يحدث – امانيه, احلامه, قلبه, لمن ينبض.. توقعاته للغد ,وكان دائما مايؤثرنى باحلى مايتمنى بل انه كان يرسم لى غد ونحن معا جميل للغاية كنت انا فيه الملكة وكان يقول ياه—ده انا هااسعدك وكم كانت هذه الجملة تاخذنى وكنت اتخيل شكل هذا الغد واتذوق جزء من طعم هذه السعادة فامسك بيده فيسرع هوويلقف يدى بسرعة ويقبلها وساعتها اقدم له هدية عيد ميلاده ولم اكن اغالى فيها لانه يكره المغالاة وكنت غالبا مااشترى له ماينقصه ويكون بحاجة ملحة له وكان يبتسم وياخذها بسعادة مبالغ فيها ويشعرنى بانها ياقوت او الماس ويستتبع اخذ الهدية بجملة لم تتغير وهى--- مع انى بارى ان الاحتفال بهذه المناسبات حرام لان احنا المسلمين ماعندناش غير عيدين ولكن انا باحتفل معاكى وبااخد الهدية لانى باحب الحديث الشريف تهادوا تحابوا وعشان كده باحب اهاديكى واخد منك هدية وبعدين فيه حاجة كمان مهمة انت حبيبتى واجمل هدية هادانى بيها الرحمن –اتذكر هذه الكلمات واضحك من قلبى واضع هديته فى علبة قيمة واجرى الى الجراج واستقل عربتى واقطع الطريق قطعا وصورته لاتفارق خيالى واتخيله وهو فى انتظارى متلهف للقائى ويستعد لاخذى بين احضانه ويشكو لى قسوتى لغيايى عنه كل هذه الفترة وكيف اننى لم اراه منذ عام كامل اذ اننى لم ازره منذ الاحتفال بعيد ميلاده الفائت واجهز كلمات اقولها له كى ابرر غيابى عنه وكلها بالطبع ملفقة فهو معى فى كل لحظة لايفارقنى ابدا فى كل الاوقات يحضر بابتسامته الهادئة التى لاتفارقه ابدا حتى وهو غاضب كانت الابتسامة تلازمه وتابى ان تفارق فاه .. وكنت اقول لنفسى هااقوله ده انت معايا على طول يبقى اجيلك ازاى وانت ملازمنى زى ظلى وانا كنت على ثقة انه لن يزعل منى فكيف يزعل حبيب من حبيبه بل قل هل تخاصم روح روحها واقترب من مكان اقامته واراه كما تركته اخرة مرة مازاد عليه هى تلك الاشجار التى تحيط بالباب كبرت وعلت,, الهدوء يلف المكان وتحيطه لغة السكون التام واقف على بابه ولااستطيع الدخول فهذا المكان الذى يرقد فيه حبيبى لايستطيع احد دخوله برغبته كل من يدخله لابد ان يكون محمولا اما انا فااتى الي مكان حبيبى بارادتى وبمنتهى السعادة واقف امامه حانية مترقبة ان يطل على ويبوح لى بما الم به منذ ان فارقنى بدون مقدمات منذ اربع سنوات ومن يومها وان اتى اليه استمع لكل مايقوله لى وابث اليه شوقى للقياه فيطمنى ان الغد القادم اشكو اليه قسوة الايام وغياب السعادة عنى منذ البعاد فيتبسم ويقول لى السعادة بالرضا بالموجود لابد ان ترضى بقضاء الله اقول له اشعر فى بعض الاحيان بالقنوط والرغبة فى التخلص من الحياة التى فقدت كل معانيها بفقدانى لك فيحزن من قولى ويقول لااحب ان اسمع منك هذا فرحمة الله واسعة استمتعى بها مع اخوايا فى عملك بقربك من ابى- لابد ان تتأكدى من ان وجودى فى الحياة كان شقاء لى ولك فانا حبيبتى لم اكن سعيدا فى هذه الدنيا ومهما كانت الملذات التى احصل عليها كان بداخلى شئ رافض للذات النيوية كنت من المتفوقين ولم اكن سعيد كنت بطل قومى ولم اسعد سعادتى كانت فى قربى من ربى حينما اصلى كنت سعيدا حينما اصوم اهيم حبا فى الله حتى عندما كنتى ترسلينى باشياء او اموال للفقراء كنت اشعر بقمة السعادة انا كنت ارى سعادتى كلما اقتربت اكثر من الرحمن لذا انا سعيد فى ها المكان ومن هذا المكان ايضا اقول لكى حبيبتى ان سعادتك فى ابتعادى عنك فاانت كنتى قد وصلتى لدرجة الافتتان بى الاتتذكرى جملك لى التى من اهمها كل اللفى فى الدنيا مالوش لازمة الا انت – الا تتذكرى عندما كنت احزن لاى سبب كان رد فعلك ايه كنتى تكتئبى وتقولى الا انت ده انت حبيبى واملى تاكدى اننى كنت ساكون بالنسبة لك مصدر قلق وشقاء بل ربما صرت لديك مؤلها والعياذ بالله لا فقد قدر الله وماشاء فعل صدقينى كان لابد من الفراق وهو فراق وقتى فاانت ست العارفين الدنيا وان طالت قصيرة والاخرة هى دار المأوى—ويسكت هو وينظر الى باشفاق وحب وحنان فاطلب منه ان يضمنى اليه فيقترب منى ويمد يده ويلتقط يدى ويهم ان يقبلها كما عودنى واقول له ساعتها هل تعلم كم انا حزينة بدونك هل تتخيل حياتى من غيرك انا صرت لوح بشرى لم تعد تحيينى روح اصبحت جسد متحرك---وتدمع عينى فيمسحها برفق وحنان وياخذنى فى حضنه ويقول لى --ماما انت عارفة ان قضاء الله لارد له وانا فى انتظارك اعددت لكى قصرا ومهما طال الاجل فلابد من اللقى وستظلى كما كنت بالنسبة لى احلى واغلى ام –وافيق مما انا فيه على صوت الصبية فى المدفن وهم يطلبون منى حسنة ويقولون لبعضهم ام الشاب جت يالا ياولاد قبل ماتغيب عن الدنيا وتقعد تعيط وتمسك فى باب التربة وتطلب من ابنها ياخدها يالا بسرعة ناخد منها الحسنة...............