كشف "أنس حسن" – الناشط السياسي والمستشار الإعلامي لجمعية "حماة المستقبل" ومؤسس شبكة "رصد" الإخبارية – عما وصفه بخطة المجلس العسكري لإسقاط الرئيس الذي انتخبته غالبية الشعب المصري، مؤكدا أن هذه هي الخطة البديلة التى تم الاتفاق على تنفيذها قبل ساعات من تسمية الرئيس المنتخب، على خلفية تسارع وتيرة الأحداث بشكل هدد بوقوع كارثة أمنية إذا تم تمرير اسم الفريق أحمد شفيق، كرئيس لمصر على خلاف ما جاءت به نتائج الانتخابات فى جولة الإعادة. وبمزيد من التفصيل يقول "أنس حسن": الفريق شفيق كان قادما كرئيس حتى يوم الأحد الماضي، بالترتيب مع المجلس العسكري والتنسيق بين واشنطن ولندن، ومعرفة الأجهزة الأمنية، ولكن ما عطل تنفيذ هذا المخطط هو تمكن الإخوان في تحطيم حاجز العزلة المعقودة حولهم، ونجاحهم في تجميع القوى الوطنية في مؤتمر قنديل الشهير بميدان التحرير، والذي حضرته جميع القوي السياسية الثورية والليبرالية واليسارية دون استثناء. أضف إلى ذلك ظهور تشكيل من القضاه المستقلين، الذين بادروا بإعلان النتيجة والتى تؤكد فوز مرسي بفارق كبير. بالمقابل – بحسب "أنس" – رصدت الأجهزة الأمنية عدد من الظروف المعاكسة لتنفيذ المخطط السري، تمثل أهمها فى توقع رد فعل عنيف فى الشارع السياسي بشكل عام و"الإسلامي" بوجه خاص، إذا تم اكتشاف أي تزوير في النتيجة، وكذا حدوث انشقاق داخل اللجنة العليا للإنتخابات، حيث هدد بعضهم بالخروج للعلن وحرق كل الأوراق التي كان الترتيب لها جاريا، إذا تم تزوير النتيجة كما كان مقررا، بدليل حالة التكثيف الأمني الرهيبة التى شملت إغلاق منفذ رفح وحصار مداخل القاهرة بكتائب مدججة بأحدث القوات والأسلحة، والتى لم تعد هناك حاجة إليها بالطبع عندما تم إعلان فوز مرسي. PLAN B. على الفور تدخلت المخابرات العسكرية بالتنسيق وكبار القيادات فى "واشنطن" بهدف منع الأوضاع من الإنفجار واشتعال الثورة من جديد، وتقرر التعامل مع الوضع الجديد بمخطط جديد، مشيرا إلى أن القرار بتمرير "مرسي" قد تم في مستويات الإدارة العليا ولم تعلم به المستويات المتوسطة وما تحتها بخلاف قرار شفيق الأول. وكشف "أنس" أن المرحلة المقبلة سوف تشهد معاودة تفعيل تحالف شفيق المكون من رجال الأعمال الكبار وحلفائهم في الجهاز الأمني، بهدف إثارة الفوضى والقلاقل لتعطيل مرسي في أول 100 يوم، على غرار ما جري فى البلاد من حوادث إشعال حرائق على نطاق واسع فى عهد البرلمان المنحل، دون أن يتم القبض على متهم فى واحد في هذه الجرائم الضخمة، على الرغم من وجود هذا الكم الهائل من أجهزة الاستخبارات العسكرية والأمنية فى الدولة. وبالطبع ستقل مظاهر التواجد الأمني وتزداد أزمات المرور والبنزين، لإظهار الرئيس بمنطق العاجز أو "مُخلف الوعد" ، مما يساهم في تكوين صورة نمطية عن الحاكم صاحب الوعود الكثيرة الذي يخلفها كلها، وهي موجوده عند الشعب المصري . كما ستعمل المخابرات التي ضغطت لتفادي انفلات ثوري جديد واستبعدت شفيق في اللحظات الأخيرة، على إنهاء فترة مرسي سريعا عبر استنزافه، وعدم التعاون معه، بل وتضليله من خلال جهاز المخابرات ومنعه من الاطلاع على الملفات السرية الخاصة بالدولة، بما يهدد بشكل رئيسي قدرة "مرسي" على قيادة الدولة. وسيتم العمل على مسار آخر إعلامي، وهو زيادة حالات الفوبيا والخوف من المجهول والعدو الخارجي، وإظهار أن مرسي سيسبب أزمات كبيرة، والطعن المستمر في شرعيته وإظهار وصوله على أنه صفقة مع العسكر. وكذا سيتم بذل محاولات بالغة القوة لعزل مرسي عن "الإخوان" والتفاوض معه بشكل منفرد، والتركيز الإعلامي على الإنقسامات داخل الإخوان، كما سيتم العمل على تفتيت الكتلة الوطنية التي تجمعت خلف مرسي في آخر لحظة. وسيظل التخطيط مستمرا لإجهاض "مرسي" بعد أن عبر إلى كرسي الرئاسة بشكل فاق توقعات الجميع، وسيتم تعطيله وافشال محاولاته للسيطرة على الدولة. ولكن – يستدرك "أنس حسن" من المهم أن نفهم أن وعينا لما يحاك من مخططات هو أول الخطوات في طريق إفشالها.