أعلنت وزارة الخارجية السودانية عن ترحيبها المسبق بما تسفر عنه إرادة شعب مصر التي يعبر عنها عبر صناديق الاقتراع لاختيار رئيسه القادم. وأكدت الخارجية السودانية في بيان أصدرته مساء أمس ، أن السودان سيضع قدراته بجانب قدرات أشقائه في مصر حتى تتمكن من إعادة بناء مؤسساتها الدستورية وتعود للعب دورها القيادي في عالمها العربي وأمتها الإسلامية ومحيطيها الإقليمي والدولي. وأوضح البيان أن الخارجية السودانية تتابع باهتمام المراحل التي وصلتها الانتخابات الرئاسية في الشقيقة مصر، والتي انتهت إلى جولة إعادة بين المرشحين اللذين حصلا على أعلى الأصوات في الجولة الأولى. وعبرت الوزارة عن تقديرها للممارسة الديمقراطية النظيفة التي شهد بها العالم والتي عبر بها الشعب المصري الشقيق عن خياراته الانتخابية، سواء عند اختياره ممثليه في البرلمان أو لدى مشاركته في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية. وأعربت الخارجية السودانية في بيانها عن تمنيات حكومة السودان للشعب المصري الشقيق باكتمال ما تبقى من العملية الانتخابية بسلام ويسر. من جهة أخري أكد د.مطرف صديق عضو وفد السودان الي مفاوضات أديس أبابا مع دولة جنوب السودان، أن البلدين اتفقا مساء أمس عقب اجتماعات متصلة في الأيام الثلاثة الماضية علي إقرار "خارطة طريق" التفاوض بينهما تحت رعاية الآلية الأفريقية رفيعة المستوى بقيادة ثابو امبيكي. وقال صديق في تصريح له، إنه تقرر أن تبدأ من يوم الأثنين المقبل اجتماعات الآلية الأمنية السياسية المشتركة بين الدولتين وهي الالية التي تضم في عضويتها القيادات العسكرية والأمنية والشرطة العليا للبلدين. وأشار إلى أن هذه الآلية ستناقش ما ورد في قرار مجلس الأمن حول وقف الأعمال العدائية ووقف إيواء الحركات المتمردة وتحديد الآليات التي ستعمل علي جعل الحدود المشتركة آمنة . وأوضح أن الآلية ستقوم بتحديد المنطقة منزوعة السلاح وتكوين الآليات المتفق عليها بوضع هذه المنطقة منزوعة السلاح موضع التنفيذ للتأكد من عدم إيواء أي من الدولتين أو دعمها أو تدريبها لحركات متمردة ضد الدولة الأخرى. كما اتفقت الخرطوم وجوبا على عقد اجتماع اللجنة الإشرافية العليا لأبيي في السابع من يونيو الجاري لوضع الترتيبات التنفيذية حول ما تم الإتفاق عليه في يونيو من العام الماضي. من جانبه أعلن العقيد الصوارمي خالد سعد الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية، أنه قد تم امس إعادة انتشار ما تبقي من قوات الشرطة البالغ عددها 169 فردا خارج حدود إدارية "أبيي". وكانت القوات المسلحة السودانية قد قامت بإعادة نشر قواتها خارج إدارية "أبيي" خلال اليومين الماضيين معلنة بذلك أنها قد أخلت المنطقة من أي وجود عسكري ماعدا بعض قوات الشرطة التي تم إعادة انتشارها . واعتبرت هيئة الأحزاب والتنظيمات السياسية في السودان، الخطوة التي اتخذتها رئاسة الجمهورية بسحب القوات المسلحة الى خارج منطقة "أبيي" الحدودية، تأكيدا على جدية السودان في تنفيذ النصوص الواردة في إتفاقية السلام الشامل والموقعة مع دولة الجنوب عام 2005 ، بجانب ضمان تنفيذ الموجهات الدولية والإقليمية بأن تكون "أبيي" منطقة منزوعة السلاح شريطة أن يلتزم الطرف الآخر (دولة الجنوب) بتنفيذ البروتوكولات الأمنية العالقة. وقال رئيس الهيئة عبود جابر في تصريح صحفي امس إن الخطوة التي اتخذتها الحكومة السودانية بسحب القوات المسلحة من أبيي لحين الفصل في النزاع مع دولة الجنوب تعتبر رسالة وطنية وقومية تؤكد رغبة الأطراف السودانية في توطين السلام والاستقرار بالمنطقة والحدود ما بين الشمال والجنوب بصفة خاصة. وشدد عبود على أن منطقة "أبيي" بالرغم من إنسحاب القوات المسلحة منها إلا أنها تعتبر منطقة شمالية دون نزاع أو تراجع، مضيفا أن الخط الحدودي المتفق عليه في إتفاقية السلام الشامل مع دولة الجنوب غير قابل للإنتهاك وهو خط الاول من يناير 1956 الأمر الذي يؤكد أن إعادة إنتشار الجيش خارج المنطقة لا يعني تنازل السودان عنها لأي أهداف أخرى. وأكدت القوات المشتركة السودانية التشادية استقرار الأوضاع الأمنية بالشريط الحدودي الرابط بين السودان وتشاد وخلوه من وجود الحركات المسلحة في ظل التوترات التي شهدتها بعض المناطق بولايتي جنوب كردفان وجنوب دارفور مؤخرًا. وقال مصدر عسكري بالقوات المشتركة، في تصريح لمركز السودان للخدمات الصحفية، مساء امس، إن الحدود آمنه تماما، خاصة بعد عمليات التمشيط التي نفذتها القوات للقطاع الشمالي والجنوبي انطلاقا من منطقة "أم دافوق" حتى مناطق "أنجريما وحرازة ومستري" داخل تشاد تحسبًا لوجود بقايا حركات متسللة هربًا من معارك دافوق وهجليج. وكشف المصدر عن تعيين قيادة جديدة للقوات المشتركة في الجانب السوداني تتسلم مهامها الأيام القادمة خلفا للقيادة السابقة. وأضاف أن القوات المشتركة تتجه لزيادة رقعة انفتاحها على الحدود، خاصة أن مدى انتشارها حاليا يرتكز في 17 نقطة ارتكاز بين السودان وتشاد وذلك لمزيد من إحكام السيطرة على الحدود وتفعيل دور القوات في مجال التعاون العسكري والأمني بين البلدين.