بالطبع الحديث عن الانتخابات الرئاسية المصرية لن يتوقف حتى بعد انتهائها وسط اشادة العالم أجمع بنزاهتها وشفافيتها ففى الوقت الذى تأهب فيه كل المصريين للادلاء باصوتهم واختيار رئيسهم الذين يعولون عليه الكثير والكثير, وسط هذا الزخم الانتخابى ووسط كل هذه الجموع وفى اثناء وقوفى فى طابور الانتخابات لمحته مصرى الملامح تكسو وجهه علامات الرضا والعزة ,على كتفيه أوسمة يعرفها من يفهمون فى لغة النياشين والوظائف العليا فى الجيش والشرطة أما العبده لله فتجهل هذه اللغة الا اننى تابعت خطوات هذا االرجل ربما من باب كسر حاجز الانتظار او معرفة خبايا التحركات العليا علنى التقط خبرا صحفيا او موقفا او حتى احصل على شخصية استطيع فيما بعد ان اضيفها الى اجندة اصدقاء وضيوف برنامجى الجماهيرى كلام اليوم ,واصلت النظر متابعة الجدية والهمة والتواضع التى يتعامل بهم هذا الصقر مع الكل, من فيلق عمله الى المواطنين وحتى عامل النظافة الذى كان يسأل عن مكان يتناول فيه طعامه وهنا وجدته يتأبط ذراع العامل ويصطحبه الى مكان ليس بالبعيد قد يكون واحد من مقار الجنود المتابعين لسير العملية الانتخابية ووجدته ينادى على احد الجنود وبعدها انصرف ومن بعدها حضر الجندى ومعه وجبة حسبما يظهر من طريقة حمل الجندى لها واعطاها للعامل ابتعدت بعينى سريعا عن العامل المحظوظ لاتابع رصدى للقائد الصقر الذى استحوذ على كل اهتمامى فوجدته يتابع كل مايدور ويتحرك هنا وهناك ويتحدث الى المواطنين موجها وناصحا ومداعبا الاطفال الذين كانوامع ذويهم فى الانتخابات ,, وفى لحظة تشبه فلاشة اللقطات السينمائية وجدته يترك الكل ويجرى بخطوات مهرولة حازمة وتساءلت ماذا حدث هل وقع ماحذر منه البعض من حدوث هرج ومرج فى الانتخابات وللحظة تخوفت من النتائج الا اننى لم اتوقف عن متابعة خطواته ووجدته يقف عند باب اللجنة الانتخابية ويمسك بيده سيدة مسنة تحمل على اكتافها من السنين ماينوء من حمله الجبال وتمسك بيدها بطاقة الرقم القومى فاذا بهذا المصرى ينحنى بجسمه كله حتى تستطيع السيدة المسنة ان تمسك بيده ةتمشى معه كيفما يحلو لها وهو يضحك معها بل و اكثر من ذلك رايته عندما شعرت بالتعب بسرعة اجلسها على كرسى وقبل يدها فلم اصدق عينى ماالذى اراه ؟؟النجوم التى تلمع على كتفيه, شعره المخضب بالبياض كل هذا يؤكد انه عال المقام فكيف تجتمع صفات التعالى مع هذا التواضع لم استرسل مع مايتنامى داخلى من تساؤلات وهتف فى اذنى هاتف شيطانى قائلا :عله يبحث عن عدسات المصورين اوبريق الكاميرات يبحث عن الشهرة يعنى ماصدقيش انه بيعمل كده لوجه الله وحب الوطن ---الا ان احساسي المهنى نفى هذه التصورات الشريرة وتواصلت مع المشهد الذى امامى ووجدت الرجل يترك السيدة المسنه ويمضى بعيدا ويشير الى احد جنوده بالبقاء بجوارها وهنا عاد الهاجس الشرير قائلا الم اقل لك عندما لم يجد من يلقى بالاضواء عليه ذهب وترك المراة المسنة ---الا اننى قلت لنفسى ربما استدعاه احد قادته ووسط الصراع بين الخير والشر بداخلى اذا بالقائد الهمام يعود ومعه علبة عصير ويمشى مهرولا الى السيدة العجوز التى استقبلت هديتة بابتسامة عريضة جميلة اظهرت فكيها وهما خاليان تماما من الاسنان,, واخذت تشرب وهو يضاحكها وبعد ان انتهت من مشروبها اخذتنى من مواصلة رصد المشاهد القاضية التى فى لجنتى تطلب منى اظهار بطاقتى والدخول لكى ادلى بصوتى وحاولت التلكؤ كى اختتم معهما المشهد الاان السيدات من ورائى الححن على فى سرعة التحرك فاستجبت ودخلت وللحق اقول كنت اطلب من الله ان انتهى واجدهما فى مكانهما حتى استكمل مالم تصدقه عينى واثلج صدرى---و انتخبت من اراه صالحا وقادراعلى الخروج بالبلاد من مازقها الحالى وخرجت مهرولة ولكنى لم اجدهما واعترانى الزهق والحزن وقلت ::كان ممكن ادخل حد قبلى حتى اتمكن من رؤية المشهد الاخير من الفيلم الانسانى الذى كان بطله قائد عسكرى بدرجة مواطن عادى وسيدة خرجت من بيتها بالرغم من بلوغها ارذل العمر وتحملها مشقة الخروج من اجل اختيار رئيس لن تحصد ثمار ديمقراطيتة ولا ماسى غطرسته وامبرياليته ان اصبح ديكتاتورلاقدر الله فهى جاءت من اجل مصر الام والوطن.. المهم اننى خرجت من اللجنة ابحث عن ابنى الذى طلبت منه ان ينتظرنى فى الخارج حتى لايرهق نفسه فى الانتظار داخل اللجنة الانتخابية وايضا خفت عليه من نظرات الحاسدين ومن ان تختطفة فتاة من الفتيات الباحثات عن شاب يحفظهن من خطر العنوسة ,,وخاصة ان ابنى ذو ملامح اجنبية وكل من يراه يحسبه اوربيا واتدلل انا ساعتها واقول شبهى بالضبط ... وفجاة وقبل ان انادى على ابنى وجدت القائد وهو يساعد السيدة العجوز على الركوب فى عربة من عربات القوات المسلحة عرفتها بالمكتوب عليها بل ووجدته يضع فى يدها شئ من المؤكد انه مبلغ مادى و يغلق الباب ويوصى السائق بعبارات من المؤكد انها تصب كلها فى ضرورة توصيلها الى منزلها والاطمئنان عليها وقفت امامه وجها الى وجه احاول ان التقط عبارات اشادة او حتى اطراء او انطق باى كلمة ,,الكلمات كلها تجمدت على فمى وتحولت الى نظرات اعجاب وثقة بان مصر ستبقى حتى قيام الساعة ويبدو اننى نظرت الى الصقر كثير ا حتى ظن بى الظنون فاذا به يقول: حضرتك بتسالى على حاجة او بحاجة الى اية مساعدة اؤمرى فتبسمت وقلت لا والله ماانت ا قصد حضرتك قلت كل حاجة . .