تعد القمامة كنز تركته الحكومة في الشوارع مع أنه يمكن تحويلها لقيمة مضافة للدخل " بهذه الكلمات بدأت أ.د مهرشان طه الأستاذ بقسم النبات بكلية البنات جامعة عين شمس الندوة التي حاضرت فيها في اطار فعاليات المهرجان البيئي التاسع للكلية والتي تحدثت خلالها حول أنواع المخلفات والتي تضم المواد الصلبة، السائلة ، الغازية كذلك الخطرة منها وغير الخطرة وأيضا مواد قابلة للتحلل وغير قابلة للتحلل. مشيرة إلي أن أضرار النفايات في المقالب العمومية المكشوفة تشمل انتشار الحشرات والقوارض الناقلة للأمراض ، انبعاث الروائح الكريهة ، إيذاء العين بهذه المناظر ، تلويث المياه الجوفية والأخطر هو حرق هذه القمامة والتي يوجد بداخلها أكياس بلاستيكية تنتج مادة الدايوكسين والتي تؤدى إلي تدهور خصوبة التربة ، الاجهاض ، تشوهات الأجنة وكذك السرطان.
وأشارت إلي أن مياه نهر النيل تتعرض لتلوث يومي من 5000:500 متر مكعب من الصرف الصحي والزراعي والصناعي ومن هنا تأتي أهمية البحث عن حلول لهذه المشكلة والتي لخصتها الدكتورة مهرشان في ثلاث خطوات أولها تقليل المخلفات عن طريق تقليل الاستهلاك ومن ثم يقل الفائض وثانيها إعادة استخدام المخلفات بدون تغيير طبيعتها مثل إعادة تصنيع التصنيع للمعادن والزجاج والورق والبلاستيك والقماش وأخيرا التدوير أي تحويل المخلفات إلي مركبات مختلفة تماما عن المخلفات الأصلية مثل المخلفات الزراعية بكافة أنواعها وكذلك مخلفات المجازر.
واستعرضت د. مهرشان خلال اللقاء العديد من الأمثلة والنماذج مثل تجربة الشاب المصري شرف امام سلامة الذي تخرج في كلية العلوم بجامعة الأزهر واستطاع من خلال تدوير المخلفات ان يصبح مليونيرا خلال 7 سنوات وأضافت أن محافظة كفر الشيخ تعاقدت مع الدانمارك لبيع قمامة المحافظة بمبلغ 300 دولار للطن كما عرضت دولة الصين شراء قش الأرز وذلك لإدراكها بأهمية تدويره واعادة استخدامه في زراعات بعينها .
وأشارت إلي أن الدراسات أثبتت أن الطاقة التي يمكن توفيرها من تدوير علبة مياه غازية معدنية يمكنها تشغيل الكمبيوتر لمدة 3 ساعات وأن مخلفات 3 أشهر علي مستوي العالم لهذه العلب تكفي لتصنيع طائرة .
وفي ختام اللقاء أوصت أ.د مهرشان بضرورة نشر ثقافة ترشيد الاستهلاك وتعليم الأطفال القاء القمامة في الأماكن المخصصة لها بالإضافة لعدم استخدام الاكياس البلاستيك لحفظ الغذاء وخاصة السوداء منها.