بدأ التصويت على انتخاب أول رئيس للجمعية التأسيسية لوضع مشروع الدستور الجديد لمصر وذلك بنظام الاقتراع السري المباشر في ظل اتجاه قوي بأن يتولى رئاستها الدكتور سعد الكتاتني رئيس مجلس الشعب. وبعد أن كان الدكتور محمد عمارة , رئيس الاجتماع, قد أخذ الأصوات لانتخاب رئيس الجمعية, برفع الأيدي, وجاءت النتيجة بفوز الدكتور سعد الكتاتني رئيس مجلس الشعب برئاسة الجمعية, بالتزكية بعد تنازل الدكتور محمد البلتاجي, طلب الدكتور الكتاتني ومعه عدد من الأعضاء استخدام طريقة الاقتراع السري المباشر واستخدام البطاقات حتى تكون عملية التصويت صحيحة . واقترح المستشار يحيى دكروري نائب رئيس مجلس الدولة تأجيل اجتماع اللجنة حتى يكتمل النصاب مشيرا إلى الحاجة إلى تنظيم عمل اللجنة. وقال الدكتور عصام العريان عضو مجلس الشعب وعضو الجمعية التأسيسية إنه لا يمكن أن يتوقف انعقاد الجمعية بسبب غياب بعض أعضاء فيها مشيرا إلى أن القواعد العامة في الجمعية التأسيسية هي قواعد تسري على الجميع. بدورها قالت الدكتورة نادية مصطفى , عضو الجمعية من خارج البرلمان, إنها تقترح أن يضع كل عضو تصورا لعمل اللجنة التي ستباشر تنظيم عمل الجمعية وأن يتم انتخاب رئيس للجمعية في اجتماع اليوم. بدوره اعترض على فتح الباب زعيم الأغلبية بمجلس الشورى على استخدام كلمة "انسحاب" من جانب بعض أعضاء الجمعية باعتبار أن الجمعية لم تتلق طلبات رسمية بالانسحاب, وقال إن من الأولى أن يعلن الأعضاء المتغيبون رسميا انسحابهم. بدوره قال الدكتور محمد البلتاجي عضو مجلس الشعب إننا بحاجة إلى تحقيق التوافق في الشكل قبل الاتجاه للحديث عن المضمون مؤكدا وجود حالة من الصراع تتصدر المشهد السياسي المصري. ولفت إلى أن الجمعية التأسيسية تضم في عضويتها 12 أستاذا جامعيا و 18 أستاذا للقانون أو من الهيئة القضائية و6 من النقباء وممثلين عن مؤسسات الدولة مثل الشرطة والقوات المسلحة وممثلي الكنيسة وبالتالي تضم كافة طوائف المجتمع. واعترض البلتاجي على رغبة البعض في وجود إعلان دستوري جديد لأن هذا يعيدنا إلى المادتين 9 و 10 من وثيقة السلمي, واللتين تزيدان من سلطات المجلس العسكري على حساب سلطات الشعب وطالب بانتخاب رئيس للجمعية اليوم وأن يتم تشكيل لجنة للتفاوض مع المتغيبين حتى لانعطي الفرصة لهدم منظومة الديمقراطية في المجتمع المصري. وأبدى الدكتور المعتز بالله عبد الفتاح هو الآخر استعداده للتنازل عن عضوية الجمعية التأسيسية , وتأسيسه فريقا تحت اسم فريق " بيت الحكمة" للسعي لتحقيق التوافق بين أعضاء الجمعية الحاضرين والمتغيبين. وقد تشكلت لجنة للاشراف على عملية التصويت برئاسة الدكتور عاطف البنا وعضوية كل من المستشار يحيى دكروري والشاعر الكبير فاروق جويدة. وكان الاجتماع قد تاخر نحو ساعة وكان أبرز الحاضرين ممثلو حزبي الأغلبية " الحرية والعدالة والنور السلفي" ومن خارج البرلمان الشيخ نصر فريد واصل المفتي الأسبق والمستشار حسام الغرياني والشاعر الكبير فاروق جويدة والدكتور المعتز بالله عبد الفتاح بينما كان من الغائبين ممثلو حزب الوفد النائب محمود السقا والسيد البدوي رئيس الحزب ومن المستقلين الدكتور عمرو حمزاوي ومن خارج البرلمان الدكتورة منى مكرم عبيد.