كشف حزب "جبهة الإنقاذ الديمقراطية المتحدة" بجنوب السودان عن إنشقاقات حادة داخل "الحركة الشعبية" أدت لتقسيمها لثلاثة تيارات، مؤكدا إنهيارها كمنظومة سياسية ، وذلك على خلفية تداعيات إغلاق حقول النفط الأمر الذي أدى لإبتعاث وفد الكنائس الأمريكي لتهدئة الأوضاع بين التيارات الثلاثة. وأكد ديفيد ديل جال الأمين العام للحزب في تصريح له مساء أمس، فشل حكومة الجنوب في إدارة شئونها الداخلية في ظل الصراعات التي إحتدمت مؤخرا، موضحا أن التيارات المشار إليها تتمثل في تيار سلفاكير الذي يخدم الأجندة الأمريكية والغربية بجانب تيار باقان أموم فضلا عن الإصلاحيين.
وأشار إلى أن صراع التيارات أدى لتبادل الإتهامات بينها حول موارد النفط بجانب إحراق مكاتب الأمانة العامة لحكومة الجنوب، مضيفا أن هناك حالة من الترقب والإستعداد التي إنتظمت الشارع الجنوبي بجانب الإستياء والتذمر الواضح وسط الشعب الجنوبي وظهور بوادر المجاعة وتدني مستوى المعيشة في عدد من الولايات الجنوبية.
وتوقع جال إنفجار الأوضاع بولاية جونقلي بين المورلي والنوير على خلفية نزع سلاح الأخيرة ، متهما الحركة الشعبية بأنها تسعى لفرض سيادة الدينكا على مقاليد الأمور وتسليح الأثنيات العرقية الأخرى ضد بعضها البعض.
من جهته قال الدكتور نافع على نافع مساعد الرئيس السوداني نائب رئيس حزب "المؤتمر الوطني" الحاكم من أهمية زيارة وفد مسئولي الادارة الأمريكية المزمعة للخرطوم ، قائلا "إن الإدارة الأمريكية من حين لاخر تجدد وعودها وتغلفها بغلاف يبدو براقا الا أنها تحمل شروطا للحكومة" .
وجدد مساعد الرئيس السوداني في تصريحات صحفية بالخرطوم أمس التأكيد على أن الحكومة لا تفعل ما تفعل من أجل أن تعطى جزرة أو أنها تخشى عصا . وعما إذا كان الوفد الأمريكى يحمل أي مقترحات للتوسط بين السودان وحكومة الجنوب ، نفى نافع علمه بذلك وأكد أن الوساطة الأفريقية هى الجهة الرسمية التى تقدم المقترحات وتقوم الحكومة بدراستها والرد عليها بما تراه مناسبا .
من جهة أخرى ، وصف مساعد الرئيس السوداني نتائج إجتماعات "الجبهة الثورية" المعارضة وإختيارها مالك عقار لقيادتها ب "الأمر الذي لا يحمل جديدا بإعتبار أنه أصلا كان يتزعم الحركة الشعبية ويقود جيشها فى الشمال" .
من جهة أخري قال المبعوث الأمريكي الخاص لدارفور؛ دان سميث، إن الأوضاع الأمنية بولايات دارفور مستقرة، ودعا الحكومة السودانية لتسهيل إجراءات دخول المنظمات الإنسانية لتقديم المساعدات للمحتاجين.
وقال المبعوث الأمريكي لدى إجتماعه بحكومة غرب دارفور، بعد زيارته مناطق العودة الطوعية للاجئين العائدين من شرق تشاد، و"نورو، وإنجيمي" بغرب دارفور، إنه إستمع لمشاكل العائدين، واشار أنهم أكدوا له إستقرار الأوضاع الأمنية بمناطق عودتهم.
وبحث سميث مع سلطات الولاية سبل توفير الخدمات والمساعدات لمناطق العودة الطوعية، وتسهيل إجراءات دخول المنظمات الإنسانية للولاية.
من جانبه أشاد نائب والي غرب دارفور؛ أبو القاسم الأمين بركة، بمستوى التنسيق بين الحكومة والمنظمات الإنسانية. وحث بركة الحكومة الأمريكية على إدانة عمليات الاختطافات التي تقوم بها الحركات غير الموقعة على السلام، وتعهد بسعي حكومته لتوفير المساعدات للعائدين.
وأضاف أنهم بحثوا مع المبعوث ضرورة توفير الخدمات للعائدين والعمل على إنتقال العائدين من مرحلة الإغاثة إلى مرحلة التعافي المبكر والتنمية لتشجيع العودة الطوعية.