وصول الجنرال ديمبسى لمصر يطرح العديد من التكهنات حول أسرار هذه الزيارة فى هذا التوقيت وما سوف تحققه هذه الزيارة من نجاحات أو فشل وهل هذه الزيارة معناها مجئ أمريكا بعدة حلول للمؤسسة العسكرية لإنهاء أزمات رعاياها المحتجزين بمصر أم أن مصر تريد أن تطرح خيارات أخرى على الجانب الامريكى . حيث اجتمع الجنرال مارتن ديمبسي رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة مع قادة الجيش المصري، اليوم السبت، وسط توتر في العلاقات بين واشنطنوالقاهرة على خلفية قضية النشطاء الأمريكيين الذين تحقق معهم مصر. والتقى ديمبسي كلا من المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس العسكري الحاكم في مصر، والفريق سامي عنان رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصري، وفقا لما أورده موقع تابع للتلفزيون المصري الحكومي. وتوترت العلاقات بين القاهرةوواشنطن بعد تحقيق قضائي مع جماعات تؤيد الديمقراطية ومنظمات غير حكومية تتلقى تمويلا خارجيا وهي قضية جعلت واشنطن تحذر من أن المساعدات العسكرية لمصر التي تبلغ قيمتها 1.3 مليار دولار سنويا ربما تكون معرضة للخطر. وتريد الولاياتالمتحدة من مصر أن تلغي منعا للسفر يشمل 19 مواطنا أمريكيا لكن حكومة القاهرة تقول إنها لا يمكنها التدخل في التحقيق القضائي، كما يشمل المنع من السفر 43 أجنبيا ومصريا أحيلت القضية الخاصة بهم إلى محكمة جنايات القاهرة. وذكرت مصادر صحفية إن لقاء ديمبسي مع طنطاوي وعنان "تناول عددا من الموضوعات والقضايا ذات الاهتمام المشترك في ضوء العلاقات الإستراتيجية التي تربط الدولتين." والأسبوع الماضي، قال الكولونيل ديفيد لابان المتحدث باسم ديمبسي إن الأخير "لن يعطي أي إنذارات للجيش المصري ولكنه سوف يذكرهم بأن المساعدات (الأمريكية لمصر) في خطر." وتابع لابان قائلا "إنه سيقول لهم إن لديهم خيارات وهناك عواقب لهذه الخيارات." وعلم ان ديمبسي سيؤكد خلال المباحثات حرص وزارة الدفاع الأمريكية على احترام المؤسسات المصرية والقضاء المصري والحاجة إلى إيجاد مخرج للسماح بسفر الموظفين الأمريكيين الذين يعملون في مؤسسات العمل المدني في مصر المتأثرين بالتحقيق القضائي الأخير. كما سيطرح ديمبسي مسألة المساعدات الأمريكية السنوية لمصر إضافة إلى سبل الحفاظ على العلاقات العسكرية المشتركة. واكد 11 عضوا في مجلس الشيوخ فى وقت سابق على أن « استمرار تقييد انشطة الموظفين الدوليين والمصريين ومضايقتهم سينظر إليه بقلق بالغ ولاسيما في ضوء المساعدات الأمريكية الكبيرة لمصر» ، وذلك على خلفية مداهمة منظمات حقوقية تابعة للمجتمع المدنى فى مصر. ويبلغ حجم المساعدات العسكرية الامريكية للجيش المصرى نحو 3ر1 مليار دولار سنويا. فى سياق متصل ذكرت تقارير أمريكية أن مسئولا كبيرا بوزارة الخارجية عكف هذا الأسبوع على الاتصال تليفونيا بكبار أعضاء الكونجرس لتوصيل رسالة، مفادها أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة ليس هو المسئول عن التصعيد فى قضية المنظمات الأمريكية، وليس مسئولا عن توجيه الاتهامات لمواطنين أمريكيين بخرق القانون المصرى، ولا عن إحالتهم لمحكمة جنايات القاهرة. ونقلت التقارير عن بيل بيرنز نائب وزيرة الخارجية (الرجل الثانى فى الوزارة)، والذى قام بإجراء هذه الاتصالات قوله:«واضح أن هناك فراغا فى السلطة فى مصر، وان واشنطن على تواصل بكل الأطراف هناك للضغط من أجل الإفراج عن المواطنين الأمريكيين والسماح لهم بمغادرة البلاد، إلا أن المجلس الأعلى قد لا يكون الأمر بيده». وذكرت تقارير أن السفارة الأمريكية فى القاهرة ذكرت لبعض المسئولين الأمريكيين أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة فوجئ بعمليات الاقتحام التى تمت يوم 29 ديسمبر الماضى على أيدى جنود وضباط من وزارة الداخلية المصرية، وليسوا من الجيش، وبإشراف وزارة العدل. وقد أعربت واشنطن أمس الأول على لسان المتحدثة باسم وزارة الخارجية، فيكتوريا نولاند عن أن هناك أملا لدى واشنطن فى «إيجاد حل سياسى» لأزمتها مع مصر بعد توجيه دعوى قضائية من قبل السلطات المصرية ضد منظمات غير حكومية، تضمنت اتهامات لأمريكيين. وأضافت:«نحن نواصل العمل مع الحكومة المصرية لإيجاد حل لهذه الأزمة وهذا هو الأمر الأهم لتحريك هذه القضية»، مشيرة إلى أن الإدارة الأمريكية «قلقة بأن تؤدى هذه القضية إلى تأزم العلاقات الأمريكية المصرية، «حيث سيترتب على ذلك الحد من قدرتنا على إيصال المساعدات التى خططنا لها لدعم مصر فى مرحلتها الانتقالية». وترى إدارة أوباما أن هناك مصلحة كبيرة لها أن توافق على الفصل بين المجلس الأعلى، الذى يعد حليفا كبيرا لواشنطن على مدى السنوات الثلاثين الماضية، وبين بقية الحكومة المصرية، وعلى رأسها وزارة العدل ووزارة التعاون الدولى. من ناحية أخرى، عقد نائب مساعد وزيرة الخارجية لشئون الشرق الأوسط جلسة سرية بالكونجرس، خرج بعدها بعض الأعضاء يشكون من عدم وجود خطة محددة لإنهاء الأزمة مع مصر. وتجىء هذه التطورات فى الوقت الذى يبدأ فيه قائد الأركان المشتركة للجيش الأمريكى الجنرال مارتن ديمبسى زيارة لمصر، يلتقى فيها كلا من المشير حسين طنطاوى واللواء سامى عنان. وقال متحدث باسم ديمبسى إنه سيبحث فى القاهرة المسائل ذات الاهتمام المشترك والخيارات والتداعيات الناجمة عنها. إلا أن مصادر أمريكية ترى أن هدف الزيارة لا يقتصر إلا على هدف واحد وهو العمل على حل أزمة المواطنين الأمريكيين المحتجزين بالقاهرة.