المالكى فى استقبال بايدن كشفت مصادر دبلوماسية عربية عن وجود تحركات موسعة لجمع القوى السياسية العراقية فى مؤتمر بواشنطن لتحقيق المصالحة والوفاق الوطنى العراقي. وأكدت المصادر أن شخصية عربية بارزة سبق أن عملت فى العراق تواصل السعى لتأمين أوسع مشاركة عراقية لأطراف داخل العملية السياسية وخارجها ووضع أسس تنطلق من مشروع المصالحة الوطنية والعمل على تحقيق توافق وطنى يحافظ على وحدة العراق بعد الانسحاب الأمريكى من المدن بما يمهد للانسحاب النهائى فى 2011. وأوضحت انه "تمت مفاتحة بعض الشخصيات السياسية لحضور هذا المؤتمر الذى يجرى الإعداد لعقده فى الولاياتالمتحدة بالتعاون مع بعض المؤسسات الدولية" مشيرا إلى أنه تجرى جاليا تحركات واسعة فى واشنطن وعمان والقاهرة وباريس ولندن من أجل دعم وإسناد المؤتمر الذى سيناقش عددا من القضايا وفى مقدمتها المشاركة السياسية والمصالحة الوطنية وإيجاد توافقات للمناطق المتنازع عليها مع بحث وضع الأقليات فى العراق يشار إلى أن رئيس الوزراء العراقى نورى المالكى قد اطلق مشروع المصالحة الوطنية بعد شهرين من انتخابه لتشكيل أول حكومة عراقية دائمة منتخبة فى 2006. وتترافق هذه الانباء مع مباحثات أجراها نائب الرئيس الأمريكى جو بايدن مع عدد من قادة العراق فى مقدمتهم رئيس الوزراء نورى المالكى ونائبا رئيس الجمهورية، كما تتزامن مع اتفاق بغداد وباريس على توطيد التعاون بعد توقيع اتفاقيات وبروتوكولات تعاون ثنائى خلال زيارة رئيس الوزراء الفرنسى فرانسوا فيون للعراق. وقال بايدن خلال زيارته إن طريقا صعبا ينتظر العراق اذا كان له أن يعالج الانقسامات التى تسببت فى إراقة الدماء على مدى ست سنوات وأن يحقق سلاما دائما. مضيفا "قطع العراق شوطا ضخما فى العام المنصرم لكن طريقا شاقا ينتظر اذا كان للعراق أن يحقق السلام والاستقرار. لم ينته الامر بعد. لاتزال هناك خطوات سياسية يجب اتخاذها. يجب على العراقيين أن يستخدموا العملية السياسية لتسوية خلافاتهم المتبقية. نقف على أهبة الاستعداد، اذا طلب منا واذا كان مفيدا، للمساعدة فى تلك العملية". وقال مسؤولون أمريكيون فى افادة لاحقة إن بايدن استغل الاجتماعات ليؤكد للمالكى والزعماء الاخرين أن احراز تقدم يتوقف على عثور العراقيين على الحلول بأنفسهم. ومن بين القضايا التى تناولها النزاعات على الارض ودمج الميليشيات الموالية للحكومة فى الحياة السياسية والاتفاق على علاقة متوازنة بين الحكومة المركزية والمحلية، وحذر بايدن من أن " أعداء العراق يريدون مجددا اشعال العنف الطائفي، لكنهم سوف يفشلون". وكان بايدن ساهم عام 2006 فى وضع خطة لتقسيم العراق الى جيوب سنية وشيعية وكردية تتمتع بحكم ذاتي، وأثارت تلك الخطة غضب كثير من العراقيين ونحيت جانبا بهدوء مع انحسار العنف. وتباينت آراء الساسة العراقيين بشأن زيارة بايدن، وقال عبد الكريم السامرائى زعيم جبهة التوافق بالبرلمان إن تفعيل المصالحة ينبغى أن يكون على يد العراقيين أنفسهم لا بتوصيات من الخارج. وقال أسامة النجيفى نائب القائمة العراقية لرئيس الوزراء العراقى السابق آياد علاوى ان الولاياتالمتحدة لا تلتزم الحياد تجاه مختلف الاحزاب بل تساند حزبا ضد اخر.