أصبحت إسرائيل فى حالة من الهلع الدائم المسيطر عليهم من مصر وخاصة بالنسبة لإلغاء إتفاقية كامب ديفيد حيث طالب الكيان الصهيوني نواب الكونجرس الأمريكي والخارجية الأمريكية بعدم التلويح أو التهديد بتجميد المعونات العسكرية لمصر، خوفا من قيام مصر بإلغاء معاهدة كامب ديفيد. فقد أجرت الخارجية الصهيونية اتصالاتها خلال اليومين الماضيين، للمطالبة بمنع تجميد المعونات الأمريكية بعد منع مدير المعهد الجمهوري وستة أمريكيين آخرين بالقاهرة من السفر لحين الانتهاء من التحقيقات الخاصة بتمويل منظمات المجتمع المدني والجمعيات الأهلية . وحذر الصهاينة، النائبة بالكونجرس ايليانا روس التي تبنت تجميد المعونة المصرية ومساعد وزير الخارجية الأمريكي ديفيد وولش، من أن قطع المعونة العسكرية عن مصر يعني تشكيل مصر تحالفا عسكريا آخر مع إيران وتركيا، وما يترتب على ذلك من ضرر للكيان الصهيوني وجعله على حافة الخطر لأن بعض الدول العربية ستحذو حذو مصر وتدخل تل أبيب فى عزلة سياسية واقتصادية في المنطقة . وأشار الصهاينة إلى أن على الولاياتالمتحدة أن تضغط على مصر بالشكل الذي تراه مناسبا لها ويجعلها تستجيب للمطالب الأمريكية حول الممارسات الديمقراطية، وإعادة فتح المعهدان الديمقراطي والجمهوري في القاهرة لكن دون الاقتراب أو التهديد بتجميد المعونة العسكرية المصرية. وأكدت الخارجية الصهيونية إلى أن الإسلاميين في مصر يمتلكون الشارع المصري، ويستطيعون استنفاره لصالح القوات المسلحة المصرية التي تلقى احترام المصريين ويطالبون بإلغاء معاهدة السلام التي جنبت تل أبيب صدامات عديدة مع القاهرة، مشيرة إلى أن هذا الطلب سيلقى قبولا لدى المصريين الذين يرفضون "لي ذراع" الجيش المصري. وأكدت أنه في حال تجميد المعونة العسكرية، فإن مصر ستعلن فورا إلغاء معاهدة كامب ديفيد، وستعمل بشكل غير مباشر ضد الكيان الصهيوني، وفى ظل النمو الإسلامي سيجرى تقارب بين القاهرة وأنقرة وطهران وهو ما تعتبره تل أبيب خطرا على أمنها القومي، حسبما ذكرت شبكة محيط. يذكر أن الكيان الصهيوني يبدي تخوفه من وصول التيار الإسلامي إلى سدة الحكم في مصر، وقيامهم بإلغاء معاهدة كامب ديفيد الموقعة بين الجانبين، وقد حاولت الإدارة الأمريكية الحصول على تطمينات من الإسلاميين بالحفاظ على معاهدة السلام إلا أن الإسلاميين أكدوا أن هذا الأمر متروك لإرادة الشعب المصري. من جانبها كشفت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية فى عدد صدر الجمعة الماضية عن وجود تيار قوي بين المصريين حاليا يدعو لإعادة النظر في اتفاقية "كامب ديفيد" للسلام الموقعة مع إسرائيل عام 1979، مشيرة الى ان القاهرة بدأت تتخذ سياسية خارجية بعيدة عن إملاءات إسرائيل. وقالت الصحيفة إن جماعة الإخوان المسلمين حثت الحكومة على إعادة النظر في اتفاقية كامب ديفيد التي وقعتها مصر مع إسرائيل عام 1979، وعرضها على البرلمان الجديد الذي سيجري انتخابه في شهر سبتمبر القادم تمهيدا لالغائها . ونسبت الصحيفة لمحمد بديع المرشد العام للجماعة قوله إنه يجب "أن نرفع صوتنا لإلغاء التطبيع مع إسرائيل". وتوضح الصحيفة أنه من ضمن مظاهر التطبيع تزويد مصر لإسرائيل بالغاز الطبيعي، وهو أمر يلقى احتجاجا لدى الكثيرين، وحاول بعض النشطاء إيقافه من خلال المحاكم أثناء حكم حسني مبارك. ويرى المراقبون – بحسب الصحيفة- أن مصر تتجه إلى إتباع سياسة خارجية مستقلة، تتيح لها التحرك وفقا لمصالحها هي الفردية دون النظر إلى ما تحبه إسرائيل، مثلما كان يفعل النظام السابق. وتسعى الصحيفة للتدليل على رغبة المصريين في إعادة النظر في اتفاقية كامب ديفيد إلى استطلاع الرأي الذي نشر مؤخرا وأظهر أن غالبية المصريين يريدون إلغاء تلك الاتفاقية. وجاء في الاستطلاع الذي أجراه مركز "بيو ريسيرش سنتر" وشمل ألف مواطن مصري من جميع أنحاء البلاد في الفترة من منتصف مارس الماضي وحتى منتصف إبريل، والذي أظهرت نتائجه أن غالبية المصريين لا يثقون في أمريكا ويرغبون في إعادة هيكلة اتفاقية السلام مع إسرائيل. وأوضحت الصحيفة أن هذا هو أول استطلاع رأى لتوجهات المصريين منذ تنحى الرئيس السابق حسنى مبارك، مشيرة إلى أنه أظهر أن غالبية ساحقة من المجتمع تتفق على أن مبارك كان سيئاً، وكان يخدم مصالح إسرائيل دون النظر لمصالح بلاده القومية