تستوقفني منذ عدة أشهر "شطحات" الزملاء الصحفيين والإعلاميين على مواقع التواصل الإجتماعي سيما على شبكة " فيس بوك" كما تشدني هفواتهم التي تصدر عنهم على تلك الشبكات بقصد أو دون قصد،في كثير من الأحيان متناسين انهم حاملوا لواء صاحبة الجلالة وسلطتنا الرابعة،واشرف المهن وانبلها، كيف لا وهي تشكل خبزا يوميا للمواطن العربي والفلسطيني الذي يتابع اولا بأول مصير لقمة عيشه واحوال البلدان المحيطة به. وهنا اؤكد انني لست بصدد تقييم اداء الزملاء الصحفيين على هذه الشبكات،بقدر ما انا بصدد كتابة وجهة نظر خاصة من باب النقد الذاتي اولا ونقد الآخرين. اليوم ونحن في مواجهة " حمى" الشبكات الاجتماعية، نرى انه من الضروري بمكان أن نؤسس لمدونة سلوك تتضمن المبادئ الأخلاقية التي يجب على الصحفي الالتزام بها، في فضاء الشبكات الاجتماعية،وذلك من باب الحرص والإستمرار في خلق صحافة وإعلام حيادي ومهني يواكب وينظم الممارسات الصحفية على تلك الشبكات. لقد باتت هناك حاجة ملحة لوضع قواعد تنضم استخدام الصحفيين للشبكات الإجتماعية بشكل خاص وما تتضمنه من تطبيقات افتراضية وذلك في اطار اتصالي واعلامي جديد،بعد ان انتشرت هذه الشبكات بشكل سريع وكثيف لدى كل الفئات الإجتماعية بشكل عام والصحفية بشكل خاص حيث اشارت اخر احصائية الى ان 712.260 مستخدم لموقع الفيس بوك في الأراضي الفلسطينية المحتلة والعدد في ازدياد دوما. أيضا هذه المدونة السلوكية والأخلاقية من شأنها ان تنظم تعامل الصحفيين المشتركين مع تلك الشبكات،كما تحمي الصحفيين المستقلين والعاملين ،وتساهم في خلق وعي كبير بين الصحفيين بأهمية الالتزام بالمهنية والحيادية وتمثيل مؤسساتهم التي يعملون فيها خير تمثيل،حيث ينعكس استخدامهم لها سلبا او ايجابا على تلك المؤسسات. وبعجالة اود ان اتحدث عن بعض ملامح هذه المدونة،فمثلا من الضروري ان يتفاعل الصحفي مع الجمهور ومستخدمي هذه الشبكات بطريقة مهنية،ايضا هناك الكثير من الزملاء الصحفيين الذين ينخرطون في الإتصال العدائي متناسين ان للانخراط في هذه الشبكات والمجموعات''حدود'' وأننا كصحفيين لا بد من ان نعكس صورة بيضاء ناصعة على اعتبار ان الصحفي على هذه الشبكات يمثل تلك المؤسسات. وربما توافقونني الراي هنا، بأنه في بعض الأحيان قد تهدد هذه الممارسات السلبية من قبل بعض الزملاء على الشبكات سلامة العملية التحريرية والمعالجات الإخبارية التي تمارس خلف الأبواب المغلقة. وللاسف،وصل الحد ببعض الزملاء الصحفيين والإعلاميين الى إطلاق صفحات " فيس بوكية" لتوجيه الشتم والسب والتهم لزملاء اخرين او مؤسسات اعلامية معينة،وأزداد الموضوع كارثية حيث ينخرط البعض من الزملاء في جو افتراضي سياسي وعدائي يسوق افكار جهة ويكفر افكار جهة اخرى،وتناسينا شعارنا الإبدي الحادية والموضوعية والمصداقية دوما. واخيرا اوجه الدعوة الى كافة الزملاء الصحفيين والإعلاميين الفلسطينيين للتواصل والتحاور معا للوصل الى مدونة سلوك أخلاقية ومهنية تعزز المهنية الصحفية على شبكات التواصل الاجتماعي.