لاشك أن وصول الإسلاميين للبرلمان بشكل إكتساحى جعل المحللين فى حالة من حالات التفكير الشديد عن ماذا سيكون الحال فى مصر بحكم الإسلامين لها ، خاصة بعد ظهور أصوات تؤكد رفض الإسلاميين للسياحة والفن الخ من الأمور التى تجعل الشارع المصرى والدول التى ترتبط بعلاقات اقتصادية بمصر فى حالة تخوف شديد،وبرغم التطمينات المستمرة من الإسلاميين الى أن الخبراء أكدوا أنه بعد وصول الإسلاميين للسلطة ستأخذ الأمور منعطف اخر . من جانبه أكد فضيلة الدكتور علي جمعة مفتى الجمهورية، أن مصر بلد متدين وجموع المصريين اختاروا أن يكون للدين دور في الشأن العام، وأن هذا لا ينبغي أن يكون مصدر قلق أو تخوف بالنسبة للمصريين أوالعالم الخارجي، لارتباط تراث مصر الديني تاريخيا بالمنظور الإسلامي المبنى على التسامح واحترام التعددية الدينية. وشدد مفتى الجمهورية على أن إسلامية الدولة قضية هوية، ولا تتناقض أبدا مع طبيعة الدولة المدنية التي تكفل حقوق مواطنيها أمام القانون بغض النظر عن عقيدتهم، وأن حقوق الأقباط في مصر محفوظة ومصانة، ويجب أن تظل كذلك، ولهم الحق الكامل في المشاركة على جميع مستوياتها، وينبغي على الجميع احترام التنوع والتعددية ومدنية الدولة التي أصبحت من خصائص مصر في عهدها الجديد. وقال فضيلة المفتي -خلال لقائه مع وانج زوان رئيس الشئون الدينية بالصين اليوم- إن مصر دولة محورية في المنطقة وفي العالم أجمع، وذلك لما تمثله من قيمة حضارية إنسانية كبرى، ولكنها تمر بمرحلة فارقة من تاريخها الوطني تحتاج من جميع أبنائها أن يتوحدوا، وأن يقفوا وقفة هادئة مع النفس لمراجعة الذات واستلهام الدروس والعبر حتى تكون انطلاقتنا على أسس صحيحة وسليمة. وأضاف فضيلة مفتى الجمهورية الدكتور على جمعة "أننا سنعبر تحديات المرحلة بالأمل والعمل وتفعيل القانون على الجميع، كما أن مصر لها تجربة فريدة استطاعت من خلالها الوصول إلى نموذج عملي للدولة الحديثة ذات المرجعية الإسلامية"، مطالبا العالم الغربي بدراسة هذه التجربة الفريدة للوصول إلى فهم عميق للبنية الثقافية والدينية والحضارية للشعب المصري. وقد أكد السيد وانج زوان رئيس الشئون الدينية بالصين أن العالم كله يتابع عن كثب التطورات المتلاحقة في المشهد السياسي المصري، وأنه على ثقة تامة في أن مصر ستخرج من هذه المرحلة الانتقالية قوية كعادتها دائما، مؤكدا عمق الروابط التاريخية التي تجمع بين الشعبين المصري والصيني. وأعرب المسئول الصيني عن رغبة بلاده في التحاق بعض العلماء والأئمة المسلمين ببرامج التدريب على مهارات الإفتاء التي تنظمها الدار، وذلك تنفيذا لاستراتيجية الدار في التواصل مع مسلمي العالم، وتقديم كافة أشكال الدعم العلمي والفقهي لهم، بهدف تأكيد وترسيخ مرجعية دار الإفتاء القائمة على المفاهيم الوسطية للدين الإسلامي الذي يتعاطى مع كافة القضايا الحياتية ويطرح الحلول المناسبة لها وفق منهج علمي رصين.
أما الكاتب الأمريكى المعروف (توماس فريدمان) فقد تساءل في مقاله بصحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية عن الصراع المتوقع بين السياسية الإسلامية الناشئة في بعض بلدان الشرق الأوسط مع الحداثة والعولمة في غياب البترول!, مؤكدا أن صعود التيارات الإسلامية في مصر لن يمكنها من تحقيق أغراضها, في ظل الاقتصاد المنهار. وأشار "فريدمان" إلى أن الحركات الإسلامية في إيران والمملكة العربية السعودية, تمكنت من الدمج بين أفكارها وآرائها، وبين الحداثة والتطور بفضل امتلاكها لثروات نفطية واسعة، وظهر ذلك جليا في الممكلة العربية السعودية عندما فرضت العادات والتقاليد الدينية الصارمة في بنوكها وفى المجتمع والمدارس وعلى المرأة، دون الخوف على المستقبل الاقتصادي للبلاد. وأضاف "فريدمان" أنه من الناحية الأخرى نري الوضع مماثلا في إيران التي تتحدى العالم، وتتحصن نوويا، وتفرض قيودا سياسية ودينية متشددة، ورغم ذلك لا تزال توفر لشعبها مستويات معيشة عالية، وذلك لما تمتلكه من ثورة بترولية تساعد في تنشيط اقتصادها وعدم اضطرارها للانفتاح الخارجي. وأكد "فريدمان" أن الأحزاب الإسلامية في مصر التي فازت بأكثر من 60% من المقاعد في البرلمان لا تمتلك لمثل هذه الأدوات الاقتصادية التي تؤهلها لتلبية احتياجات الشعب المصري, مؤكدا أنهم سيضطرون إلى الانفتاح على العالم. وأضاف "فريدمان" أن مصر بدأت بالفعل في مرحلة الانفتاح ويظهر ذلك في حجم استيراد مصر من احتياجاتها الغذائية التي وصلت إلى 40%, مؤكدا أن الوضع سيزداد سوءا بسبب هبوط صناعة السياحة والتي كانت تشكل عُشر الدخل القومي, فضلا عن تفشي البطالة وتراجع قيمة الجنيه المصري، وطلب مصر المساعدة من صندوق النقد الدولي. ولفت "فريدمان" الأنظار حول توجيه جماعة الإخوان المسلمين الكثير من الدعم للطبقات الوسطى من الشعب والشركات الصغيرة في ظل هيمنة حزب النور السلفي على الفقراء في المناطق الريفية والحضرية, كمحاولة منهم للنهوض بالمستوى المتدني الذي تعاني منه الطبقات الفقيرة في الشعب المصري. وأكد "فريدمان" أن صعود التيار الإسلامى القوى والمفاجئ للسلطة تزامن مع السقوط الحاد للاقتصاد المصري, مشيرا إلى أن الإسلاميين في مصر لديهم مسؤولية كبرى لإصلاح هذا الاقتصاد دون الاعتماد على النفط. وأشار فريدمان إلى أن تصريحات "محمد خيرت الشاطر" نائب رئيس جماعة الإخوان المسلمين وخبيرها الاقتصادي, بأنه لم يعد هناك خيار حول ما إذا كان يمكن للمرء أن يكون مع أو ضد العولمة، إنها حقيقة واقعة, وأنه من وجهة نظر الجماعة، لابد من الاندماج مع العولمة، تعد مؤشرا جيدا، كما أكد "نادر بكار"، المتحدث بأسم حزب النور السلفي، أن حزبه سيتحرك بحذر, مؤكدا أنهم حراس للشريعة الإسلامية، وأن سياسة حزبهم الاقتصادية ستقوم على النموذج البرازيلى، وأن الباب مفتوح لجميع الآراء في كافة المجالات، ولا يمكن لحزبه ممارسة الديكتاتورية ضد الشعب, لأن الشعب لن يعطي الفرصة لذلك. رأت شبكة ( روسيا اليوم) الإخبارية أن الصعود الاسلامى فى مصر فاق التوقعات. ونقلت الشبكة عن "يفجيني ساتانوفسكي", مدير معهد الشرق الأوسط، أن ماحدث أسوأ مما كان يتوقع، الا انه وصفه بأنه تطور طبيعى للثورة الاسلامية على حد وصفه. وقال إن العالم ليس لديه ما يقوم بفعله تجاه ذلك. وزعم "ساتانوفسكي" أن الشيء الأسوأ في الثورة المصرية هو تطور الأحداث نحو السيناريو المعهود في تاريخ الثورات الإسلامية والذي يعني بالضرورة أن الحكم الإسلامي الجديد سيسعى إلى تطوير الحياة العسكرية لديه وأنه لابد من تأسيس جيش قوى يدخل في الصراعات الحادة مع الجيش الإسرائيلي, مؤكدا ان ذلك من شأنه أن يضع اسرائيل وسط منطقة إسلامية متشددة. وأضاف "ساتانوفسكي" أن الديمقراطية في الشرق الأوسط اليوم، تعني وصول الإسلاميين إلى السلطة، دون النظر إلى طبيعة ونوعية القوة الإسلامية المتصاعدة سواء كانت تتخذ في مضمونها المسار الذي اتخذته القوة الإسلامية في إيران أو جماعة الإخوان المسلمين في مصر فالنتيجة واحدة. ا