عندما يمر عام على الربيع العربى لا يمكن للتاريخ ان يطوى بسهولة الخطابات السياسية التي دخلت التاريخ لزعماء عرب أطاحت بعضها بأنظمتهم، الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي ألقى 3 خطب في 20 يوماً خلال الثورة، وكانت كلمات "أنا فهمتكم.. نعم أنا فهمتكم" هي أشهر ما في الخطاب وستسجلها كتب التاريخ. أما الرئيس المصري السابق حسني مبارك، فألقى 3 خطب قبل أن يتنحى من منصبه، والذي حاول أن يقنع شعبه أنه فهمهم، وأنه "لم يكن يوماً طامحاً في سلطة ولم يكن "ينتوي" الترشح لفترة رئاسية جديدة، ومن كلماته في إحدى هذه الخطب "لا أجد حرجا أبدا في الاستماع لشباب بلادي والتجاوب معهم". وعدا عن الثلاث خطب قام كل من بن علي ومبارك بإقالة الحكومة وتعيين غيرها. ولأن كلا من بن علي ومبارك سقط بعد الخطاب الثالث، فقد تندّر الكثيرون على الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي بعد خطابيه الأول والثاني بأنه سيسقط بعد الخطبة الثالثة، إلا أن القذافي خطب نحو 10 خطب، منها ما كان على المنبر ومنها ما كان قصيرا جدا وبشكل غريب، ومنها ما كان على الهاتف وأنهاها بإغلاق الخط، وأقل ما يُقال عن خطب القذافي أنها كانت لاذعة ومليئة بكلمات دخلت التاريخ. ومن أشهر كلمات خطبه تلك التي وردت في خطبته الأولى "سنزحف عليهم بالملايين لتطهير ليبيا شبر شبر، دار دار، بيت بيت، زنقة زنقة". وتفوق القذافي على مبارك وبن علي في مدة الخطابات، ففي حين لم تتجاوز خطاباتهما 13 دقيقة في العموم, وصل خطاب القذافي الأول إلى 76 دقيقة. أما الرئيس السوري بشار الأسد، فيبدو مقلا في خطاباته إلى شعبه منذ بدء الاحتجاجات الشعبية في سوريا، فخطب خطبتين إحداهما كانت 54 دقيقة والأخرى امتدت ل75 دقيقة، وقوطعت الخطبتين بالتصفيق من مستمعيه، 44 مرة في الخطاب الأول، و 20 مرة في الخطاب الثاني. أما الرئيس اليمني علي عبدالله صالح، فكرر طوال السنة تصريحات توحي تارة برغبته في التنحي وتارة أخرى بالتمسك بالسلطة، وتميز عن الرؤساء الآخرين بإلقاء خطبه يوم الجمعة، بالتوازي مع جمع الاحتجاجات ضد نظامه وتمسكه بكلمة "السلطة عبر الصندوق. الأطرف .. والاغرب فى خطابات الرؤساء أطرف ما جاء فى خطب رؤساء الربيع العربى «زنگة زنگة» و«أنا فهمتكم».. وأغربها «فاتكم القطار» وأقواها «هرمنا.. من أجل هذه اللحظة التاريخية»فالمتتبع لخطابات الرؤساء المخلوعين يسترجع العبارات التي اشتهرت أكثر من أصحابها، فأصبحت تنافس آخر الإنتاجات السينمائية العالمية. معمر القذافى .. تنتظر خطاباته الملايين «زنقة زنقة.. بيت بيت.. دار دار.. إلى الأمام.. الجرذان»، مفردات وعبارات ظلت لصيقة بلسان القذافي منذ اندلاع الثورة الليبية، وأضفت على خطابات العقيد طابعا من الطرافة والغرابة، فانتشرت عبر شبكات التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية والمنتديات، بل وتجاوزت العالم الافتراضي، لتصل إلى الأسواق المحلية منسوخة في أقراص مدمجة. وكلما ضرب موعد لإلقاء القذافي لخطاب جديد، يركز الليبيون ومعهم العالم، على مفردات معمر أكثر من مضمون الخطاب، فكلماته البدوية تبعث على الضحك، وانتقاؤه لمفرداته بعناية دقيقة يزيد من نسبة المشاهدة. ليس القذافي «الرئيس» العربي الوحيد الذي وصفت خطابات بالغريبة، الزعماء المخلوعون في الطرافة سواء، بن على.. " أنا فهمتكم" فمن طرابلس إلى تونس العاصمة، الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي ألقى ثلاث خطابات في 20 يوماً خلال الثورة، وكانت كلمات «أنا فهمتكم.. نعم أنا فهمتكم» هي أشهر ما في الخطاب وستسجلها كتب التاريخ. مبارك.. "لم يكن يوماً طامحاً في سلطة ولم يكن «ينتوي» الترشح لفترة رئاسية جديدة" أما الرئيس المصري السابق حسني مبارك، فألقى ثلاث خطب قبل أن يتنحى من منصبه، والذي حاول أن يقنع شعبه أنه فهمهم، وأنه «لم يكن يوماً طامحاً في سلطة ولم يكن «ينتوي» الترشح لفترة رئاسية جديدة»، ومن كلماته في إحدى هذه الخطب «لا أجد حرجا أبدا في الاستماع لشباب بلادي والتجاوب معهم». صالح.. "فاتكم القطار .. فاتكم القطار" ومن تونس والقاهرة وطرابلس، إلى صنعاء، وطرائف الرئيس اليمني مع شعبه، إذ قال له شعبه أصلح فأبى أن يكون من المصلحين.. فخرج عليهم فمفردته الشهيرة «فاتكم القطار..فاتكم القطار» التي استخدمها السياسيون والإعلاميون وحتى المسؤولون... وتميز عن الرؤساء الآخرين بإلقاء خطبه يوم الجمعة، بالتوازي مع جمع الاحتجاجات ضد نظامه. بشار.. ومخارج الحروف أما الرئيس السوري بشار الأسد، فمصيبته تكمن في مخارج الحروف، خاصة حرف السين، حيث يعطي نطقه لكل كلمة انطباعا بالسخرية، وهو الأمر الذي ركز عليه الثوار في سوريا لكي لا يخرج الرئيس السوري عن تشكيلة غرائب الزعماء العرب.