عودناكم أن نرى معكم الأحداث المصرية ولكن بعيون غربية ولا تنفك الصحف الأجنبية الغربية فى تناول موضوعات مصرية لتحليل الأحداث التى تدور فى قلب الوطن العربى وأكبر دولة محورية بالشرق الأوسط ولنبدأ مع : الجارديان مصر لا تزال فى بداية طريق طويل من أجل التغيير حالة من الشكوك تجتاح العالم العربى بعد هذا العام من الثورات والانتفاضات. وتشير الصحيفة إلى أن عام 2011 كان بالغ الأهمية بالنسبة للعالم العربى، لكن بعد أن أفسح الربيع والصيف المجال لشتاء دموى وحاسم، فإن مصير ثورات المنطقة لا يزال غير مؤكد، حيث أصبحت الأحداث الاستثنائية التى لا يمكن التنبؤ بها والتى تؤثر فى الملايين هى العادة. وعن مصر، تقول الصحيفة، إنها لا تزال فى بداية طريق طويل أمام التغيير، فالقادة العسكريون الذين أقنعوا مبارك بالتخلى عن السلطة بعد 30 عاماً لا يزالون يتولون المسئولية، لكنهم بدأوا يدركون أن التحول إلى الديمقراطية لن يستوعب بسهولة سيطرتهم. وأجريت الانتخابات أخيراً بعد موجة جدبدة من العنف فى ميدان التحرير. وتمضى الصحيفة فى القول، إن الأوضاع فى تونس تبدو أفضل من مصر، حيث كانت السلاسة هى سمة أول انتخابات شهدتها البلاد بعد سقوط زين العابدين بن على. لكن يبدو أن النجاح فى تونس والذى استند إلى المؤسسات المتقدمة، وثقافة الشعب، وحقوق متقدمة نسبيا للمرأة واقتراب من أوروبا، هو الاستثناء وليس القاعدة فى العالم العربى، بعد أن شهدت كل من سوريا وليبيا واليمن ثورات دموية. وترى الصحيفة أن التنوع الذى يجرى فى العالم العربى انعكس على شاشة تلفزيون الجزيرة فى نوفمبر الماضى، والتى انقسمت لرصد إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين فى ميدان التحرير فى ناحية، فى حين كان القسم الآخر من الشاشة يرصد افتتاح الجمعية التأسيسية فى تونس. ورغم تلك الاختلافات، تقول الجارديان، تظل هناك بعض العوامل المشتركة مثل عدم نجاح الحلول الأمنية خاصة ما لم تكن يتبعها تنازلات سياسية، فالنشطاء فى العالم العربى يتحدثون عن كسر حاجز الخوف لدرجة أن أقسى أنواع القمع لم تعد تردعهم.كما أن هناك صعوداً للإسلاميين فى العالم العربى، وكان الإخوان المسلمون الذين تعرضوا للقمع على مدار عقود هم الرابح الأكبر فى الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية، ولكن بعد أن استطاعوا النجاة من البيئة السلطوية، سيتعين علبهم أن يعملوا فى بيئة أخرى تعددية. الفايننشيال تايمز مستشار خامنئى يهاجم الإسلام العلمانى بتركيا ويدعو لاتباع المثال المصرى أعرب على أكبر ولايتى، كبير مستشارى المرشد الأعلى الإيرانى أية الله على خامنئى، عن ترحيب بلاده بفوز الإسلاميين بنتائج كبيرة فى الانتخابات التى أجريت بمصر وتونس. وقال: إن تأسيس حكومات إسلامية بشمال أفريقيا أمر لا رجعة فيه. وداعا العالم العربى لاتباع المثال المصرى، مشيرًا إلى أن مصر لن تعود إلى ذلك العهد الذى قاد إلى توقيع معاهدة كامب ديفيد مع إسرائيل. وأضاف أن الصحوة الإسلامية فى الشرق الأوسط لم تكن واعدة للقوى الغربية وإسرائيل، فالبلدان الغربية لم تعد قادرة على فرض سياساتها على المسلمين كما لن تصبر الدول الإسلامية على أوامر الغرب بعد الآن. وفى أحدث علامة على التوتر المتزايد بين القوتين الإقليميتين، شن ولايتى هجوماً على النظام التركى العلمانى مشيرًا إلى أنه مثال غير مناسب لبلدان الربيع العربى. ونقلت صحيفة الفايننشيال تايمز تصريحات ولايتى التى أدلى بها فى مؤتمر صحفى قائلا: إن نموذج تركيا للإسلام العلمانى هو نسخة من الديمقراطية الليبرالية لدى الغرب وغير المقبولة للبلدان التى تمر بصحوة إسلامية. وتلفت الصحيفة البريطانية أن الخصومة بين إيران وتركيا ترجع إلى قرار أنقرة استضافة قاعدة صواريخ دفاع تابعة لحلف شمال الأطلسى وقد زادها مصير الرئيس السورى بشار الأسد المدعوم من إيران بينما تمنح تركيا ملجأ آمناً للمعارضة السورية والجيش الحر. وتضيف الصحيفة، أن التنافس يتزايد بين الجارتين على الاتجاه المستقبلى للربيع العربى، فبينما دعا رئيس الوزراء الإسلامى رجب طيب أردوغان لفصل الدين عن الدولة وعن مؤسسات بلاده العلمانية خلال زيارة لمصر وتونس، وصف المرشد الإيرانى الربيع العربى بأنه صحوة إسلامية. ومع ذلك، تشير الفايننشيال إلى أن طهرانوأنقرة مترابطتان اقتصاديا وكل منهما لديه مشكلات مع الجيران، لذا تحرصا الدولتين على تقليل حدة التوتر بينهما، لكن التوترات تتزايد فى ظل طموحهم الأكبر فى توسيع نفوذهم بالمنطقة. الديلى ميل البكينى يكتب نهاية شرم الشيخ فى إطار تصريحات بعض الإسلاميين المتشددة فيما يتعلق بالسياحة، لم تتوان صحيفة الديلى ميل أن تعلن صراحة قائلة "إنها نهاية شرم الشيخ". وتشير الصحيفة البريطانية أن عدد مواطنيها الذين يذهبون للسياحة سنويا فى مصر يصل إلى 1.4 مليون سائح حيث يذهب 70% منهم إلى منتجعات البحر الأحمر، لكنها تتساءل عن مصير السياحة بمصر فى ظل تقييد الحريات التى يود الإسلاميون فرضها على هؤلاء السائحين من منع ارتداء البكينى أو شرب الخمر وفصل شواطئ الرجال عن النساء. وقالت: إنه نهاية السياحة بشرم الشيخ، والذى يذهب إليها الأجانب لدفئ شمسها، ومن شأنه أن يتسبب فى كارثة لاقتصاد يعانى بشدة فى ظل الاضطرابات السياسية على مدار العام. مشيرة إلى اهتزاز ثقة المستثمرين الأجانب فى السوق المصرى والتى تشحنها تصريحات الإسلاميين المتشددة. وترى الديلى ميل إلى أنه بينما آراء السلفيين، أتباع المدرسة الوهابية السعودية، واضحة بشأن منع الخمور والبكينى، يبعث الإخوان المسلمون برسائل مختلطة مما يعكس ميلهم لترك قضايا السياحة جانباً من أجل مصلحة الاقتصاد، وتساءلت عن الوضع بالنسبة للغرف المزدوجة لغير المتزوجين، الأمر الذى لم يتحدث عنه أحد من الإسلاميين. وتمثل عائدات السياحة 10% من إجمالى الناتج المحلى لمصر، حيث تستقبل مصر سنويا 35 مليون سائح والذين انخفض عددهم هذا العام بحوالى 40% بسبب الاضطرابات. ويتوقع المحللون تراجع عائدات السياحة لعام 2011 بمقدار الثلث إذ أنها لن تتجاوز ال 9 مليار دولار.